24/12/2016 - 23:16

نتنياهو يصعد ضد الدول المبادرة لقرار إدانة الاستيطان

قرر نتنياهو إلغاء الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأوكراني، كما وأوعز بإلغاء الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السنغالي لإسرائيل ووقف المساعدات الإسرائيلية للسنغال، وأوعز لسفيري إسرائيل بنيوزيلاندا والسنغال بالعودة إلى البلاد للمشاورات.

نتنياهو يصعد ضد الدول المبادرة لقرار إدانة الاستيطان

عكست التصريحات الإسرائيلية حيال تصويت مجلس الأمن على قرار وقف الاستيطان وإدانة إسرائيل، الإجماع لدى الأحزاب الإسرائيلية بتبني المشروع الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.

واختار نتنياهو الرد على الانتكاسة الدبلوماسية لإسرائيل بالمحافل الدولية بتوجيه إصبع الاتهام للرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، حين وصف امتناع إداراته عن التصويت بـ 'الخطوة المتسرعة والمعادية لإسرائيل'، فيما وصف قرار مجلس الأمن بـ'السخيف والمشين'، مؤكدا أن بلاده لن تمتثل له.

وقال نتنياهو إن 'إدارة أوباما اتخذت انقلابا واضحا معاديا لإسرائيل، مع الوقت سيلغى قرار مجلس الأمن، كما ألغي قرار سابق اعتبر الصهيونية حركة عنصرية، سنلغيه بالثبات على سياستنا دون تراجع'.

ووصف رئيس الحكومة قرار مجلس الأمن بوقف الاستيطان بأنه 'مخجل ولن ينفذ، وهو يبعدنا عن عملية السلام، ويقوض العدالة والحقيقة'.

وأضاف: 'نحن لا نقف لوحدنا، لقد تحدثت مع أعضاء في الكونغرس الأميركي جمهوريين وديمقراطيين وأكدوا لي أنهم سيقفون ضد القرار'.

وأوضح أنه أعطى تعليمات بوقف ميزانيات بقيمة 30 مليون شيكل عن 5 مؤسسات وجمعيات تابعة للأم المتحدة وتنشط بالبلاد، حيث لم يكشف  عن أسماء المؤسسات أو يقدم تفاصيل أخرى.

ومكررا وصفه بأنه 'معيب' أكثر من مرة، قال نتنياهو إن القرار 'نعت إسرائيل بأنها دولة احتلال، واعتبار الحائط الغربي في القدس بأنه محتل أيضا وهو أمر معيب'.

وطالب نتنياهو طاقم وزارة الخارجية إعادة النظر بالعلاقات مع مؤسسات الأمم المتحدة،  حيث قرر إلغاء الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأوكراني، فلاديمير بوريسوفيتش غرويسمان، إلى إسرائيل كخطوة احتجاجية على تصويت أوكرانيا مع مشروع قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان.

وكان من المفروض أن يصل غرويسمان وهو من أصول يهودية، إلى البلاد بغضون الأسبوع المقبل بزيارة رسمية تستغرق عدة أيام، حيث كان من المتوقع أن تصوت أوكرانيا ضد القرار ولصالح إسرائيل، بيد أن رئيس البعثة الأوكرانية تلقى اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن، قبيل التصويت واقنعه بالتصويت لصالح مشروع القرار ضد الاستيطان، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأوكرانيا كانت من بين 14 دولة عضو بمجلس الأمن صوتت لصالح مشروع قرار وقف الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما امتنعت أميركا فقط عن التصويت، فيما لم تعارضه أي دولة.

وأوعز نتنياهو إلى سفيري إسرائيل في نيوزيلاندا والسنغال بالعودة فورا إلى البلاد لإجراء مشاورات.

كما أوعز بإلغاء الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السنغالي التي كان من المزمع القيام بها بعد 3 أسابيع. وطالب وزارة الخارجية بإلغاء جميع برامج المساعدات الإسرائيلية التي تقدم إلى السنغال.

كما أوعز بإلغاء زيارات سفيري نيوزيلاندا والسنغال المعتمدين لدى إسرائيل ولا يقيمان فيها.

إلى ذلك، حملت عضو الكنيست عن 'المعسكر الصهيوني' تسيبي ليفني، نتنياهو، مسؤولية تبني مجلس الأمن لقرار وقف الاستيطان، وطالبته بـ'التنحي والعودة إلى البيت'.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليفني، قولها إن 'تقصير نتنياهو الشخصي يقف وراء تبني مجلس الأمن قرار إدانة البناء الاستيطاني'.

وأضافت 'لقد راهن نتنياهو على مستقبل دولة إسرائيل، وباع أمنها مقابل بضعة مقاعد من حزب 'البيت اليهودي'.

وتابعت أن 'نتنياهو عرف، وقال بشكل واضح إن قانون تسوية المستوطنات سيؤدي إلى اتخاذ قرارات في مجلس الأمن، وبالرغم من ذلك استسلم لليمين المتطرف'.

وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، ليفني، إن نتنياهو 'يعمل على عزل إسرائيل دوليا'.

موقف ليفني جاء في تغريدات نشرتها عبر حسابها على موقع 'تويتر'، تعليقا على إعلان إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الأوكراني، إلى إسرائيل خلال أيام.

وقالت ليفني 'وفقا لهذا المبدأ، فإن على نتنياهو أن يقطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وروسيا؛ فهم صوتوا أيضا لصالح القرار الأممي بإيقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة'.

ورأت أن نتنياهو يعمل على عزل إسرائيل لصالح بضع مستوطنات معزولة.

من جانبه، وصف الرئيس رؤوفين ريفلين، قرار مجلس الأمن بـ'المشين'، قائلا إنه ' كنا نتوقع من إدارة أوباما عدم التخلي عن إسرائيل وعدم إهمالها، فالقرار الذي صوت عليه مجلس الأمن يبعد احتمال عقد مفاوضات قريبًا'.

وشدد ريفلين، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، على أن 'القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية وهكذا ستبقى دائما، لا تستطيع أي هيئة دولية أن تلغي ذلك'.

الموقف ذاته عبر عنه وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، الذي عقب على مشروع القرار بالقول: 'نذكر مجلس الأمن والمجتمع الدولي ومع بدء عيد الأنوار لدى الشعب اليهودي، بأن عيد الأنوار الأول وإشعال الشمع تم قبل ألفين سنة على جبل الهيكل بالقدس'.

وأضاف ليبرمان في تعقيب له نشره على فيسبوك: 'القدس كما سائر المناطق بالضفة الغربية هي عرش الثقافة اليهودية، وأرض إسرائيل كاملة لنا ولن نتنازل عنها بغض النظر عن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والخطوات الأممية، هي لنا وستبقى كذلك إلى الأبد'.

بالمقابل، دعا رئيس بلدية الاحتلال بالقدس، نير بركات، الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس للرد على قرار مجلس الأمن.

وقال بركات عبر تصريح له نشره على تويتر إن 'نقل السفارة إلى القدس كخطوة أولى لرئيس دونالد ترامب توضح وبشكل قاطع أن الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل'.

 يذكر أن مجلس الأمن الدولي، اعتمد مساء أمس الجمعة، قراراً يدعو إسرائيل إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحصل مشروع القرار الذي تقدمت به نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال، على أغلبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

وفي وقت سابق من كانون أول/ ديسمبر الجاري، صادق الكنيست بالقراءتين التمهيدية والأولى، على مشروع قانون تسوية المستوطنات، المعروف بقانون 'عمونه'.

وجاء مشروع القانون الإسرائيلي بمبادرة من حزب 'البيت اليهودي'، ويهدف إلى شرعنة المستوطنات غير القانونية المقامة على أراضٍ خاصة في المناطق الفلسطينية المحتلة.

التعليقات