06/04/2017 - 18:00

خبير إسرائيلي: النظام السوري هو القادر على استخدام الكيماوي من الجو

في رده على سؤال هل تعتقد أن سقوط الأسد سيضر بمصلحة إسرائيل، قال ياعار إنه 'أولاً، بالنسبة لإسرائيل نظام الأسد، الآن، بات أسوأ مما كان عليه قبل عامين. والحقيقة هي أن الأسد اليوم قائم فقط على قوة من إيران وحزب الله'

خبير إسرائيلي: النظام السوري هو القادر على استخدام الكيماوي من الجو

إدلب أواسط الشهر الماضي (ا.ف.ب)

- ترامب يبحث عن فرصة لإظهار نفسه، وهذه الهجمات الكيمياوية تعطيه فرصة للقيام بشيء ما

- الأمر الأكيد أنه فقط الأسد بإمكانه أن يلقي من الهواء قنبلة كيماوية. من الناحية النظرية، تستطيع روسيا فعل ذلك، ولكن لا أعتقد أنها متورطة

- بالنسبة لإسرائيل نظام الأسد، الآن، بات أسوأ مما كان عليه قبل عامين


يتواصل الانشغال الإسرائيلي، الرسمي والإعلامي، بمجزرة خان شيخون في إدلب السورية، والتباكي على الضحايا المدنيين. وفي هذا السياق، قال خبير عسكري إسرائيلي، إن هناك عدة احتمالات للاستخدام الكيماوي في سورية، لكن النظام وحده قادر على استخدامه من الجو، وأن القرار ليس بالضرورة صادر عن رأس النظام، أي بشار الأسد، وإنما قد يكون 'قراراً ميدانياً على مستوى ضباط لادراكهم أن الأسد لا يعارض هذا الاستخدام'.

وقال النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط ، إيتمار ياعار، إنه 'ليس شرطاً أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد هو من أصدر الأمر بشكل مباشر لاستخدام السلاح الكيماوي' في خان شيخون.

واعتبر في لقاء مع موقع 'كورسور' الإسرائيلي باللغة الروسية، نُشر اليوم الخميس، أنه ' قد يلجأ قادة عسكريون في جيش الأسد إلى الكيماوي منطلقين من قناعة بأن الأسد لا يعترض على ذلك'.

وأضاف أنه 'خلافاً لبعض الذين يزعمون أنهم يعرفون على وجه اليقين أن الأسد نفسه أمر باستعمال الكيمياوي، لا أستطيع أن أقول ذلك. ربما يكون هو من أمر بالفعل، وربما ليس هو'.

وتابع: 'لكن بالأخذ في عين الاعتبار الوضع الحالي في سورية، من الصعب أن نصدّق أن الأسد يسيطر على جميع وحدات الجيش. وحتى لو أنه لم يقل 'يا سادة، أمركم اليوم صباحاً برمي هذه القنبلة مع الغازات السامة، قد يقرر بعض الضباط، أنه يريد هذا الأمر تحديداً، ويقومون بتنفيذه'.

وبحسبه: 'يعود سبب مثل هذه التفسير لرغبات الأسد، إلى أن الأخير يؤكد في كل تصريحاته على أنه يعتزم 'جلب النصر بأي ثمن. في مقابلة أجريت معه مؤخراً قال الأسد إن الارهاب سوف يُهزم قريباً بغض النظر عن أي ثمن'.

وأضاف: 'مثل هذه التعبيرات، مثل هذا التوجيه، ومع الأخذ بعين الاعتبار للحالات السابقة التي تم فيها استخدام الأسلحة الكيمياوية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حقيقة أن أحد القادة يقرر اللجوء إلى هذا الأسلوب مرة أخرى'.

وفي جواب على سؤال من هي الجهة، غير بشار الأسد، التي بإمكانها القيام بمثل هذا الهجوم، قال: 'الأمر الأكيد أنه فقط الأسد بإمكانه أن يلقي من الهواء قنبلة كيماوية. من الناحية النظرية، تستطيع روسيا فعل ذلك، ولكن لا أعتقد أنها متورطة. لذلك من قام بذلك هو جيش الأسد. أما من هو الذي أصدر الأمر، الأسد شخصياً، رئيس الأركان، قائد القوات الجوية، لا يهم. الرغبة بالفوز وبغض النظر عن التكلفة، يأتي من الرئيس'.

وفي سياق إجابته على سؤال ماذا يمكن للمجتمع الدولي أن يفعل في مثل هذه الحالة؟  قال إن 'الوضع صعب للغاية اليوم. روسيا جنباً إلى جنب مع إيران، تقومان بحماية الأسد انطلاقا من مصالحهم الخاصة. لذلك أنا لا أرى إمكانية اتخاذ إجراءات من جانب الأمم المتحدة. فمن غير المرجح أن تتمكن الأمم المتحدة من اتخاذ قرار للتحرك ضد الأسد في مثل هذه الظروف'.

وأضاف: 'بناءً على ذلك يبقى احتمالين. الأول، تحالف دولي برئاسة الولايات المتحدة أو بشكل أكثر تحديداً، تلعب فيه الولايات المتحدة الدور الرئيس بمشاركة رمزية من بلدان أخرى. ويقوم 'التحالف' بتوجيه ضربات محددة تستهدف الأسد، ومثل هذا العمل سوف يبدو استفزازياً لروسيا، ولكن في بيئة استخدام الأسد لسلاح كيماوي، سيكون غير مريح لموسكو الدفاع عنه بقوة، وقد يأتي ردها بشكل عابر'.

وحول الموقف الروسي، أضاف: 'علاوة على ذلك، روسيا ليست في حالة عشق مع الأسد. إذا ما سقطت قنبلة عليه، وفي مكانه سيأتي زعيم جديد، قد تكون روسيا سعيدة وسوف تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بشرعية النظام من دون الأسد، وهكذا لا يكون قد حدث تغيير حقيقي في سورية'.

وأضاف: 'أعتقد أن ترامب يبحث عن فرصة لإظهار نفسه، وهذه الهجمات الكيمياوية تعطيه فرصة للقيام بشيء ما'.

أما الاحتمال الثاني، ينقل الموقع الإسرائيلي عن ياعار قوله: 'هو تنفيذ عمليات سرية عبر قوات خاصة دون إعلان المسؤولية عنها'.

وفي رده على سؤال هل تعتقد أن سقوط الأسد سيضر بمصلحة إسرائيل، قال ياعار إنه 'أولاً، بالنسبة لإسرائيل نظام الأسد، الآن، بات أسوأ مما كان عليه قبل عامين. والحقيقة هي أن الأسد اليوم قائم فقط على قوة من إيران وحزب الله'.

وأضاف ياعار أن 'داعش يضعف حالياً، وفي حال سقط الأسد ستكون القوة الرئيسية أفضل من النظام السوري. السنة يشكلون غالبية السكان في سورية، ولن يعتمدوا على إيران. والسؤال هو كيفية تحقيق ذلك. يمكن لإسرائيل مناقشة هذا السيناريو مع القوى الغربية ويمكن للولايات المتحدة أن تلعب دوراً في ذلك'.

وفي جواب على سؤال هل على إسرائيل أن تتدخل مباشرة في مثل هذا السيناريو للخلاص من الأسد، قال ياعار: 'أنا تماماً ضد أي ضربات علنية في سورية. لا يمكنك توجيه الضربات إذا كان الجميع يعرف أن إسرائيل هل التي فعلت ذلك. ولكن قد يطير قصر الرئيس الأسد بسبب صاروخ مجهول جواً من مكان ما في العراق أو في آسيا الوسطى. الخبراء الإسرائيليون قادرون على القيام بمثل هذا الأمر. ولكن يجب انتظار اللحظة المناسبة. ولكن، وأكرر، لا ينبغي أن يكون هناك عمل علني. مثل هذا الهجوم العلني سوف يجعل البعض مضطراً للرد على إسرائيل، وهذا لن يؤدي إلا لتفاقم الوضع'.

التعليقات