18/06/2017 - 08:45

ترامب يسعى لتجنيد الكونغرس لمبادرة السلام

شرع البيت الأبيض بالترويج لمبادرة الرئيس دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، من خلال السعي لتجنيد أغلبية بالكونغرس الأميركي داعمة للمبادرة التي يقوم على إعدادها الرئيس والتي تهدف للتوصل لتسوية إقليمية بالشرق الأوسط.

ترامب يسعى لتجنيد الكونغرس لمبادرة السلام

شرع البيت الأبيض في الأيام الأخيرة بالترويج إلى مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، من خلال السعي لتجنيد أغلبية في الكونغرس الأميركي داعمة للمبادرة التي يقوم على إعدادها الرئيس والتي تهدف للتوصل إلى تسوية إقليمية بالشرق الأوسط.

ولتحقيق هذه الغاية، التقى مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي سوف يصل إلى المنطقة خلال هذا الأسبوع، التقى بواشنطن بالعديد من أعضاء الكونغرس، ومندوبين عن المنظمات اليهودية المنتمية إلى اليمين واستعرض لهم محاولات الرئيس ترامب للتوصل إلى "الصفقة النهائية".

 وجمعت غرينبلات جلسات بأعضاء من الجمهوريين والديموقراطيين، تم خلالها استعراض وجهة نظر الإدارة الأميركية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث سعى من خلال الجلسات للحصول على موافقة ودعم للحزبين بمبادرة السلام التي يقوم على تحضيرها الرئيس ترامب.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" على أن الجلسات التي أجراها غرينبلات شملت بالأساس أعضاء كونغرس معتدلين، برز منهم عضو الكونغرس جون دانكين، وهو من الحزب الجمهوري والذي توجه برسالة إلى ترامب طالبه من خلالها تبني حل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

مشارك آخر بمشاورات مندوب الرئيس ترامب على الشرق الأوسط، هو عضو الكونغرس جيف فورطنبري، الذي بادر في شهر آذار/مارس الماضي، إلى مشروع قانون يقضي بإقامة صندوق دولي خاص يهدف إلى تشجيع وتعزيز ما وصفه بـ"التعايش الإسرائيلي الفلسطيني"، على غرار الصندوق الذي نشط في تسعينيات القرن الماضي في إيرلندا.

حاول مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، غرينبلات، من خلال الجلسات استيضاح كيف يمكن مواجهة التحديات وتخطي العراقيل السياسية في واشنطن والتي من شأنها أن تعيق استئناف المفاوضات بالشرق الأوسط علما أن أعضاء الكونغرس الداعمين لترامب لن يسارعوا في دعمه بمبادرته للسلام بالشرق الأوسط، وذلك بسبب المواقف المتطرفة التي يعتمدها أعضاء حزبه بدعم من اليمين الإسرائيلي المتطرف، بينما أعضاء الحزب الديموقراطي الذين يشكلون دفعة لدعم مسيرة السلام، يبدون مخاوفهم من دعم مثل هذه الخطوة بسبب الكراهية التي يحظى بها ترامب بمعسكرهم.

ونقلت "هآرتس" عن أعضاء بالكونغرس ممن يدعمون حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وشاركوا بالجلسة مع غرينبلات قولهم: "عندما أعلن ترامب عن عزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، لم ينضم للدفاع عن طرحه هذا ولا أي عضو كونغرس سواء من الجمهوريين أو الديموقراطيين".

وقال عضو الكونغرس بيتر فولش الذي كان من المبادرين للجلسة في حديثه لـ"هآرتس": "لقد تعقبنا زيارة ترامب للشرق الأوسط والتطورات التي تلتها وكان إلى حدا ما رضا عن تصريحات الرئيس الأميركي المتعلقة بعملية السلام ودور أميركا بهذا الملف، وعليه بادرت بالاتصال في غرينبلات للإشادة بما يقوم به البيت الأبيض ولنبدي استعدادنا لدعم هذه المسيرة وتجنيد الدعم لها بالكونغرس وبين المنظمات اليهودية والسعي للحصول على دعم للحزبين بمبادرة السلام".

وبالتوازي مع ذلك عقد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جلسات مع المنظمات اليهودية بأميركا، والمنحازة إلى اليمين الإسرائيلي، وشرح لهم وجهة الإدارة الأميركية من عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وتأكيد موقف الإدارة الأميركية بعدم فرض حل على الجانبين وأن هدف زيارته المرتقبة إلى البلاد التوصل على تفاهمات بين الجانبين تمهد لإطلاق مفاوضات مباشرة، مؤكدا أن أي أتفاق سيكون نتيجة مباشرة لهذه المفاوضات، بحيث أن واشنطن لن تفرض أي حل أو أي صفقة على الجانبين.

وشدد غرينبلات على التزام ترامب إلى أمن إسرائيل، وأنه لا توجد للرئيس الأميركي أي نوايا بغية إلزامها لتقديم أي تنازلات خلال المفاوضات، مؤكدا أن الرئيس الأميركي ملتزم بالتوصل للسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على الرغم من القضايا الحارقة التي يعالجها، إذ يولي أهمية للملف الإسرائيلي –الفلسطيني ويضعه بسلم أولوياته.

ويسعى البيت الأبيض من خلال هذه الجلسات أيضا إلى إبطال مشروع قانون والذي يحرك بالكونغرس بهذه الفترة ويقضي بتجميد الدعم الأميركي والميزانيات التي تحول للسلطة الفلسطينية حتى تمتنع عن رصد معاشات شهرية لعائلات الشهداء والأسرى، وبحال المصادقة على مشروع القانون الذي يحظى بدعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فإن فرص تجديد المفاوضات ستكون قليلة ومبادرة ترامب للتسوية مرشحة للفشل علما أن السلطة الفلسطينية ستواجه أزمة مالية خانقة.

التعليقات