اختار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التحريض على إيران مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بجنوب سورية، اليوم الأحد، والذي تزامن مع انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية.
وتطرق نتنياهو إلى اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية الذي توصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن، قائلا: 'نحن نبارك التوصل إلى الاتفاق ودخوله إلى حيز التنفيذ، لكن نؤكد أنه يجب أن لا سمح أن يمهد هذا الاتفاق إلى تعزيز النفوذ الإيراني والجماعات المسلحة في جنوب سورية'.
ولفت نتنياهو في حديثه للوزراء أنه أجرى بالأسبوع الماضي مباحثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حول الأوضاع في سورية ووقف إطلاق النار وإمكانية الإعلان عن جنوب سورية منطقة عازلة منزوعة السلاح.
وبين رئيس الحكومة، أنه طرح على خلال مباحثات الهاتفية قضية إقامة منطقة عازلة بجنوب سورية والإعلان عن المناطق المتاخمة لخط وقف إطلاق النار منطقة منزوعة السلاح.
وأكد نتنياهو خلال جلسة الحكومة أن بلاده ستواصل رصد ومراقبة تطورات الأوضاع في سورية، مع التشديد على عدم تخطي الحدود الحمراء ومنع نقل الأسلحة إلى حزب الله، ومناهضة تعزيز النفوذ الإيراني وحزب الله في سورية عامة وفي المناطق الحدودية على وجه الخصوص، على حد تعبيره.
وظهر اليوم الأحد، دخل إلى حيز التنفيذ سريان الاتفاق القاضي بوقف إطلاق النار في جنوب سورية، ويشمل الاتفاق مناطق درعا والقنيطرة والسويداء، لكن دون أن يتم كشف النقاب عن الجهة التي ستراقب تطبيق الاتفاق والتزام الجماعات المسلحة بوقف إطلاق النار.
أما بما يتعلق بالمنطقة العازلة التي يتطلع إليها نتنياهو، فالحديث يدور عن منطقة ممتدة على طول 50 كيلومتر شرق الجولان حتى مشارف درعا وصولا إلى بلدة السويداء مع الحدود مع الأردن، وهي المنطقة التي تتواجد في جل المفاوضات بين موسكو وواشنطن.
وسبق أن أكدت مصادر إسرائيلية، أن نتنياهو، معني بإقامة مناطق عازلة على حدود إسرائيل مع سورية، وعلى حدود سورية مع الأردن.
وجاء أن نتنياهو معني بأن كل تسوية مستقبلية لإنهاء الحرب في سورية تشتمل على إقامة مناطق عازلة في الجولان على حدود خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل، وكذلك على الحدود بين سورية والأردن لمنع إقامة قواعد لإيران وحزب الله في هذه المناطق.
وقالت المصادر ذاتها إن نتنياهو طرح ذلك في المحادثات التي أجراها في الأسابيع الأخيرة مع الإدارة الأميركية، ومع جهات دولية أخرى.
وادعى نتنياهو في محادثاته مع جهات دولية أن إقامة قواعد لإيران وحزب الله على الحدود بين سورية وإسرائيل، وعلى الحدود بين سورية والأردن، من شأنه أن يزعزع الاستقرار في المنطقة، ويشكل تهديدا أمنيا سواء على إسرائيل أم على الأردن.
وقال أيضا إن إقامة منطقة عازلة في الجانب السوري من الحدود تمنع إيران وحزب الله من الوصول إلى الخط الحدودي، وتصعب عليهم المبادرة إلى شن هجمات.
وتعقيبا على قرار اليونسكو على اعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل موقع تراث عالمي فلسطيني، قال نتنياهو: " قررت خصم مبلغ مليون دولار إضافي من رسوم العضوية التي تدفعها إسرائيل للأمم المتحدة وتخصيصه لإنشاء متحف تراث الشعب اليهودي في كريات أربع. كما ستُصرف تلك الأموال على تنفيذ مشاريع أخرى تتناول مجال التراث والصلة بالخليل".
وحيال ما وصفه بـ"الإنكار" من جانب منظمة اليونسكو، قال نتنياهو: "ستكشف إسرائيل أمام العالم عن الحقيقة التاريخية والارتباط المتجذر والعريق الذي يعود لآلاف من السنين بين الشعب اليهودي والخليل، وعلى هذا النحو سنتعامل أيضاً مع قرار سريالي آخر صدر عن منظمة اليونسكو والذي ادعى بأنه لا توجد لليهود أي صلة بالقدس".
ولفت على أنه أصدر أوامره باستكمال الإجراءات الخاصة ببناء مركز "كيديم" الذي سيقوم بعرض مجسمات تاريخية وأثرية من "مدينة داود" بسلوان جنوب المسجد الأقصى.
التعليقات