22/08/2017 - 19:10

السودان: الوزير مبارك المهدي يؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل

الوزير السوداني لا يرى أي مانع من تطبيع العلاقات مع إسرائيل ويدعي أن الفلسطينيين قاموا بتطبيع العلاقات معها كما يدعي ان الفلسطينيين لم يربحوا شيئا من امتناع الدول العربية عن إقامة علاقات مع إسرائيل

السودان: الوزير مبارك المهدي يؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل

تصوير شاشة

عبر الوزير السوداني، مبارك الفاضل المهدي، في مقابلة مع قناة "سودانية 24" يوم أمس الأول الأحد الماضي، عن تأييده لإقامة علاقات مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها.

وقال وزير الاستثمار، المهدي، إنه لا يرى أي مانع في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مضيفا أن الأمر قد يكون مفيدا لمصالح السودان.

وقال "لا يوجد أي مشكلة في التطبيع مع إسرائيل"، مدعيا أن الفلسطينيين قاموا بتطبيع العلاقات معها، كما ادعى أن حركة حماس أيضا تجري حوارا مع إسرائيل.

وبحسبه فإن "الفلسطينيين يحصلون على أموال الضرائب من إسرائيل وكذلك الكهرباء، وأنهم يجلسون معها ويجرون حوارات معها".

يذكر في هذا السياق أن صحيفة "هآرتس" قد تناولت المقابلة في موقعها على الشبكة، مشيرة إلى أن السودان لا تعتبر "دولة عدو" بحسب القانون الإسرائيلي، ولكن تسود حالة من العداء بين الطرفين منذ سنوات طويلة، ولا يوجد علاقات دبلوماسية بينهما. وبحسب القانون السوداني، فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمنع المواطنون السودانيون من الدخول إليها.

يشار إلى أن الفاضل المهدي، زعيم حزب الأمة، قد عين في منصبه في أيار/مايو الماضي في إطار سلسلة تبديلات أجراها رئيس الوزراء السوداني، بكري حسن صالح.

وقال في المقابلة المشار إليها إن دولا عربية كثيرة تقيم علاقات مع إسرائيل، مدعيا أن "المسألة تغيرت".

تجدر الإشارة إلى أنه في مطلع العام الماضي ناقش السودان إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وخاصة في مؤتمر الحوار الوطني السوداني، وهو إطار يضم كل الأحزاب، بما في ذلك الجيش السوداني.

وفي إطار مناقشات المؤتمر، أيد عدد من قادة الأحزاب إمكانية تغيير التوجه لإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها، وذلك كجزء من محاولة للتقرب من الولايات المتحدة وإزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان.

وزعم الوزير السوداني، في المقابلة، أن الفلسطينيين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية عن وضعهم، وأن دولا عربية ارتكبت أخطاء في الشأن الفلسطيني، وبضمن ذلك معارضة خطة لتقسيم في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947.

وأضاف أن القضية الفلسطينية أخرت العالم العربي، وأن الأنظمة العربية قمعت شعوبها باسم النضال من أجل فلسطين.

وزعم أيضا أن الفلسطينيين لم يربحوا شيئا من امتناع الدول العربية عن إقامة علاقات مع إسرائيل. وفي هذا السياق امتدح التكنولوجيا الإسرائيلية والنظام في إسرائيل. وقال "من الممكن الاتفاق مع الإسرائيليين أو الاختلاف معهم، ولكن لديهم نظام ديمقراطي، ويحاكمون قادتهم ويرسلونهم إلى السجن، ويوجد لديهم شفافية".

من جهتها أشارت صحيفة "هآرتس" إلى إن إيران كانت تستخدم السودان كقاعدة لنقل الأسلحة إلى قطاع غزة طيلة سنوات، وأقامت مصنعا لإنتاج الصواريخ بعيدة المدى قرب العاصمة الخرطوم، لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وفي السنوات 2008 وحتى 2014 تم تسجيل عدة غارات جوية في الأراضي السودانية، استهدفت قوافل أسلحة كانت متجهة إلى قطاع غزة، وسفينة أسلحة إيرانية كانت ترسو في بورت سودان، ومصنع الصواريخ. وفي حينه نسبت الحكومة السودانية هذه الغارات لإسرائيل.

كما أشارت إلى أنه منذ نهاية العام 2014 بدأت السودان بتخفيف علاقاتها مع إيران، وذلك على خلفية ضغوطات شديدة من قبل السعودية. وطردت السودان الملحق الثقافي الإيراني في السفارة في الخرطوم، وأغلقت عدة مراكز ثقافية إيرانية كانت تنشط فيها. ولاحقا انضمت السودان إلى التحالف العربي، الذي أقامته السعودية، للقتال ضد الحوثيين في اليمن. وفي كانون الثاني/يناير عام 2016 قطعت السودان كل علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

وفي أيلول/سبتمبر من عام 2016، كشفت صحيفة "هآرتس" أنه على خلفية تباعد السودان عن إيران، توجهت إسرائيل إلى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بطلب تطوير علاقاتها مع السودان وتقديم بادرات حسنة تجاهها، وخاصة في المجال الاقتصادي، وذلك من باب "عدم تجاهل الخطوات الإيجابية من جانب السودان ومكافأتها بما يتناسب". واقترحت إسرائيل في حينه مساعدة السودان في سد الديون الخارجية الضخمة والتي تقترب من 50 مليار دولار، ودراسة إمكانية محو جزء من هذه الديون.

التعليقات