05/09/2017 - 09:28

بعد لقاء نتنياهو وبوتين: روسيا هددت بالفيتو لحماية حزب الله

موظفون إسرائيليون يقولون إن الدبلوماسيين الروس الذين شاركوا في المداولات بمجلس الأمن حول صيغة قرار، عبروا عن معارضتهم لمقترحات أميركية وإسرائيلية، وأوضحوا أنه إذا تضمنت صيغة القرار ذكرا لحزب الله فإن روسيا ستعارض القرار باستخدام الفيتو

بعد لقاء نتنياهو وبوتين: روسيا هددت بالفيتو لحماية حزب الله

بوتين ونتنياهو أثناء لقائهما في سوتشي قبل أسبوعين (أ.ف.ب.)

تفيد أنباء متكررة، في وسائل الإعلام الروسية والإسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم ينجح في إقناع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإبعاد إيران وحزب الله عن الساحة السورية، أو حتى إلى مسافة بعيدة عن هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، أنه بعد هذا اللقاء بأيام معدودة، لوحت روسيا باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي في حال اتخاذ قرار ضد حزب الله.

وقالت الصحيفة إن روسيا سعت من وراء الكواليس إلى الدفاع عن حزب الله خلال مداولات جرت في مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، من أجل تمديد التفويض لقوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل).

وسعت إسرائيل والولايات المتحدة خلال هذه المداولات إلى إدخال عدة فقرات إلى مشروع القرار، وطالبت بزيادة تواجد قوات "يونيفيل" في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، وأنه يتعين على هذه القوات الدولية منع ما تصفه إسرائيل بأنه خرق حزب الله للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن وأنهى حرب لبنان الثانية، في صيف العام 2006.

ونقلت الصحيفة عن موظفين إسرائيليين رفيعين قولهما إنه أثناء المداولات حول صيغة القرار أدخلت البعثة الأميركية عدة فقرات، إحداها تحدثت عن جولة صحافيين في جنوب لبنان، بادر إليها مسؤولون في حزب الله وكانوا مسلحين وذلك بالقرب من الحدود مع إسرائيل، واعتبرت أميركا ذلك خرقا لقرار 1701.

وأضاف الموظفون الإسرائيليون أن الدبلوماسيين الروس الذين شاركوا في المداولات حول صيغة القرار عبروا عن معارضتهم للمقترحات الأميركية، وأوضحوا أنه إذا تضمنت صيغة القرار ذكرا لحزب الله فإن روسيا ستعارض القرار باستخدام الفيتو.

وقالت البعثة الإسرائيلية في برقية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "الخط الأحمر للروس كان ألا يوافقوا على ذكر حزب الله في القرار".

وأضاف أحد الموظفين الإسرائيليين أن "الأداء الروسي كان دليلا على الاقتراب الحاصل بين روسيا وحزب الله كجزء من الائتلاف الذي أنشأوه سوية مع إيران بهدف مساعدة نظام الأسد في سورية على البقاء". وتابع أنه "بسبب المصالح الروسية في سورية والنشاط العسكري المشترك مع حزب الله ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والمتمردين (أي المعارضة المسلحة)، يمنح الروس مساعدة سياسية لحزب الله في مجلس الأمن".

ولفتت الصحيفة إلى أن المطلب الروسي بعد ذكر حزب الله في القرار، جاء بعد عدة أيام من لقاء نتنياهو مع بوتين في منتجع سوتشي، حيث كان نشاط إيران وحزب الله في سورية ولبنان، وخاصة بعد انتهاء الحرب الأهلية في سورية، كان أحد المواضيع المركزية التي طرحها نتنياهو أمام بوتين.

وأضافت الصحيفة أن تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائه مع نظيره القطري، يوم الخميس الماضي، تؤكد وجود خلافات بين روسيا وإسرائيل. إذ رفض لافروف أقوال نتنياهو بأن وجودا إيرانيا في سورية بعد انتهاء الحرب قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية، مشددا أنه "لا توجد لدينا معلومات حول أن أحدا ما يعتزم مهاجمة إسرائيل".

وقال الموظفون الإسرائيليون إن اللقاء بين بوتين ونتنياهو جرى في أجواء حسنة، لكنهم أشاروا إلى أن ثمة حاجة إلى المزيد من الجهود الدبلوماسية مقابل الكرملين والمؤسسة الأمنية الروسية من أجل إقناع الحكومة في روسيا بقبول ولو جزء على الأقل من الموقف الإسرائيلي بخصوص التسوية في سورية.

التعليقات