23/10/2017 - 09:31

شرطة إسرائيل ترقم المعتقلين الحريديم: "تذكرنا المحرقة"

ما زالت مظاهرات "الحريديم" التي تشهدها مناطق مختلفة من البلاد رفضا للخدمة العسكرية مثار جدل بالمشهد السياسي الإسرائيلي، هذا السجال الذي أخذ منحى آخر وسلط الضوء على تعامل الشرطة مع المتظاهرين.

شرطة إسرائيل ترقم المعتقلين الحريديم:

(أ.ف.ب.)

ما زالت مظاهرات "الحريديم" التي تشهدها مناطق مختلفة من البلاد رفضا للخدمة العسكرية مثار جدل بالمشهد السياسي الإسرائيلي، هذا السجال الذي أخذ منحى آخر وسلط الضوء على تعامل الشرطة مع المتظاهرين.

ووسط الاستنكار لما وصفوه قمع وتنكيل الشرطة بالمتظاهرين، كشف العديد من المعتقلين "الحريديم" النقاب عن تعامل أفراد الشرطة معهم بالمعتقل، لافتين بأن تم دمغهم بأرقام خلال اعتقالهم، إذ دمغ كل معتقل برقم على يده، وهو العمل الذي أثار حفيظة تيار "الحريديم" ووصفوه بأنه يذكر الشعب اليهودي في حقبة تاريخية "مظلمة" والمحرقة في عهد النازية الألمانية.

ويقف من وراء التظاهرات الرافضة للتجنيد والخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي مجموعة التيار اليهودي الأرثوذكسي والفصيل "الليتواني-المقدسي"، وهي مجموعة صغيرة نسبيا ولا يوجد لها أي تمثيل بالكنيست وترفض التجنيد، ولكنها تتمتع بنفوذ وسلطة داخل الجمهور الأرثوذكسي.

في مظاهرة حضرها آلاف من اليهود المتدينين يوم الخميس الماضي، تصرفت الشرطة بضبط النفس، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، على ضوء توجيهات قائد منطقة القدس يورام هاليفي. ومع ذلك، اعتقلت الشرطة 120 متظاهرا، ولأنهم رفضوا التعرف على أنفسهم، فإن الشرطة دمغت كل متظاهر برقم على يده.

في صحيفة "بلاس" الصادر للحريديم بالقدس، تم توظيف ذلك لتحسين الكفاح ضد التجنيد، وظهرت مع صور المظاهرات والمعتقلين مع الأرقام ظهرت عبارة "دلالة النازية"، وادعي أيضا أن القاضية التي مددت احتجاز المتظاهرين وبخت الشرطة بسبب دمغ الأرقام على أيدي المعتقلين، فيما قالت لجنة "إنقاذ عالم التوراة" إن "دولة إسرائيل هي بمثابة نظام استبدادي معاد للسامية".

وقال أحد المتظاهرين المتدينين الذين أطلق سراحهم من السجن: "كنت أول من أدخلتهم الشرطة إلى الحافلة، لقد قبضوا علي وأبلغهم القائد "هذا لكم" كما لو كنت ملكا أو سلعة. وفي وقت لاحق ربطوني بالأصفاد السوداء وكنت مكبل اليدين. ذهبت إلى الاستجواب بعد ست ساعات من الانتظار بدون ماء.

وتابع المعتقل "في نهاية الاستجواب، وقفنا جميعا، وخرج شرطي من الغرفة وطلب من الجميع مد يديه، وأخذ قلم أزرق ودمغنا بالأرقام وقد دمغت أنا بالرقم 18، فالرقم الأزرق الذي دمغ على يدي يذكرني بالمحرقة، أراد النازيون أن يعد ويدمغ اليهود بالأرقام من أجل سلب هويتهم وإنسانيتهم. كان الاعتقال بمثابة رسالة وبعثة لي، لكنني شعرت أنني فقدت أهميته كشخص. كنا مثل قطيع من الماشية".

وردا على ذلك، قالت الشرطة إن "عشرات الحريديم أغلقوا الطرق، وأوقفوا خدمات النقل والمواصلات العامة، ومنعوا مرور السيارات لفترة طويلة في انتهاك صارخ للنظام العام. واعتقلت الشرطة العشرات من المشتبه بهم، وفي انتهاك كامل للقانون، رفض معظمهم التعريف بأنفسهم لإكمال التحقيقات والإجراءات، وعليه تم دمغهم بالأرقام ليتسنى للمحققين التعرف عليهم وتم عرضهم على المحكمة بهوية مجهولة ومع الأرقام التي دمغ بها كل معتقل".

 

التعليقات