21/01/2018 - 10:51

رغم استفحال البناء الاستيطاني: تباطؤ النمو السكاني في مستوطنات الضفة الغربية

أظهرت معطيات مسح حديثة انخفاض وتباطؤ في معدل النمو السكاني في المستوطنات المقامة على أراضي فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس ومنطقة الأغوار خلال العام 2017 الماضي، علما بأن العام ذاته شهد ارتفاعًا حادًا بالوحدات الاستيطانية الجديدة.

رغم استفحال البناء الاستيطاني: تباطؤ النمو السكاني في مستوطنات الضفة الغربية

(أ.ف.ب.) أرشيفية

أظهرت معطيات مسح حديثة انخفاض وتباطؤ في معدل النمو السكاني في المستوطنات المقامة على أراضي فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس ومنطقة الأغوار خلال العام 2017 الماضي بنسبة 0.5%، علما بأن العام ذاته شهد ارتفاعًا حادًا بالوحدات الاستيطانية التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية في ظل عملها على تعزيز الاستيطان وزيادة الوحدات الاستيطانيّة، كما أظهرت بيانات جديدة نشرت اليوم الأحد.

وبحسب المعطيات التي أوردتها صحيفة "يسرائيل هيوم" بلغ عدد المستوطنين مع بداية العام 2018 الجاري، في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار، 435 ألفًا و708 مستوطنين، في حوالي 150 بؤرة استيطانية، وبلغ النمو السكاني في البؤر الاستيطانية خلال العقد 2006-2016 متوسط ​​4.6% سنويا، بزيادة قدرها 15230 مستوطنًا كل عام.

وفي عام 2016 انخفض معدل النمو السنوي للمستوطنين بنسبة 0.1% مقارنة مع عام 2015، وبلغت 3.9%، ورغم أن الانخفاض يعد طفيفًا إلا أنها المرة الأولى التي لا يتجاوز فيها معدل النمو الـ4% خلال عقد من الزمن، وفي 2017 يبدو أن التباطؤ في معدل النمو السكاني في المستوطنات أخذ في التسارع حيث بلغ 3.4%، بزيادة قدرها 14299 مستوطنًا مقارنة بـ 15765 مستوطنًا في عام 2016، أي بانخفاض قدره حوالي 1500 مستوطن.

ورغم التراجع في النمو السكاني في صفوف المستوطنين في الضفة المحتلة بما فيها القدس وغور الأردن، حافظت المستوطنات نظرًا للتشجيع والدعم الحكومي الخاص الذي ترصده لها السلطات الإسرائيلية، على معدل النمو الأعلى في إسرائيل والذي يبلغ في متوسطه 2% سنويا.

وتظهر الأرقام أيضا أن الفئة الأكثر ارتفاعا في صفوف المستوطنين هم الحريديم والمتدينين القومين والعلمانية بدرجة أقل. وأن أعلى نسبة نمو سكاني في عام 2017 كانت في مستوطنة "عالي زهاف" والتي شهدت زيادة ملحوظة في النمة السكاني بلغت 24.5%، بالإضافة إلى مستوطنة "بيت هعرفا" قرب البحر الميت، بمعدل 20.2%، وفي مستوطنة "نيجاهوت" في جبل الخليل بلغ النمو السكاني في صفوف المستوطنين 13.4% و"موشاف نعما" في غور الأردن 12.9%، وتشير المعطيات إلى أن 47% من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة تحت سن الـ18 عاما، مقارنة مع 27% في إسرائيل.

وبيّنت معطيات 'الدائرة المركزية للإحصاء' الإسرائيلية، نشرت في حزيران/ يونيو الماضي، ارتفاعا يصل إلى 70.4% في عدد الوحدات السكنية التي بدئ العمل ببنائها في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، مقارنة مع الفترة الموازية السابقة، رغم هذا التباطؤ في النمو السكاني.

وبحسب المعطيات فإنه في الفترة الممتدة بين نيسان/ أبريل من العام 2016 وحتى آذار/ مارس من العام 2017 الماضي بدأ العمل ببناء 2758 وحدة سكنية، مقابل 1619 وحدة سكنية في الفترة ما بين نيسان/ أبريل من العام 2015 وحتى آذار/مارس من العام 2016.

ويأتي هذا الانخفاض في معدلات النمو السكاني في المستوطنات في ظل مصادرة إسرائيل لـ9 آلاف و784 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، خلال العام 2017 بحسب مركز أبحاث فلسطيني.

وقال مركز أبحاث الأراضي (غير حكومي)، في بيان صدر عنه نهاية العام 2017 الماضي، إن "السلطات الإسرائيلية صادرت خلال العام الجاري 9 آلاف و784 دونما من أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس (بهدف إقامة مستوطنات أو لأغراض عسكرية) وهدمت حوالي 500 منشأة فلسطينية".

وأشار المركز إلى أن إسرائيل هددت في العام ذاته، بهدم 855 مسكنًا ومنشأة فلسطينية بأنحاء الضفة والقدس، وأنشأت 8 بؤر استيطانية جديدة. كما تقوم سلطات الاحتلال بإنشاء حوالي 3 آلاف و122 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة والقدس.

التعليقات