14/07/2018 - 20:58

نتنياهو يهدد وليبرمان يشترط "التهدئة" بوقف الطائرات الورقية

على وقع التصعيد العسكري للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ صباح السبت، والذي أدى لاستشهاد طفلين وإصابة 25 فلسطينيا، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المتواجد بروسيا، مشاورات هاتفية مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وبحث معهم الخطوات المستقبلية.

نتنياهو يهدد وليبرمان يشترط

نتنياهو: "إذا لم تفهم حماس الرسالة اليوم، فإنها ستفهمها غدا" (أ.ب)

على وقع التصعيد العسكري للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ صباح اليوم السبت، والذي أدى لاستشهاد طفلين وإصابة 25 فلسطينيا، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المتواجد بروسيا، مشاورات هاتفية مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وبحث معهم الخطوات المستقبلية والإجراءات ضد القطاع.

وجدد نتنياهو لغة التهديد والوعيد لفصائل المقاومة وحمل مجددا حركة حماس مسؤولية ما يحدث في القطاع، فيما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: "إذا لم تفهم حماس الرسالة اليوم، فإنها ستفهمها غدا"، وذلك في إشارة منه إلى إمكانية توسيع جيش الاحتلال غارات وعملياته العسكرية ضد غزة، مثلما ألمحت القيادة العسكرية للجيش خلال جلسة تقييم أجرتها، اليوم السبت، جنوب البلاد.

ورد رئيس الحكومة الإسرائيلية على التصعيد في الجنوب بالقول: "سنوسع الرد بقدر ما نحتاج".

تصريحات نتنياهو تناغمت مع أقول وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي تحدث إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، قائلا: "إذا لم تتوقف حماس عن إطلاق النار والبالونات الحارقة، فسوف نصعد الهجمات".

نتنياهو يحث أعضاء "الكابينيت" بالترويج للعدوان على غزة

ويعقد المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت)، يوم الأحد، وبعد انتهاء جلسة الحكومة الأسبوعية، جلسة خاصة لمناقشة التصعيد في الجنوب، وسبق هذه الجلسة وثيقة تعليمات وإرشادات للوزراء صادرة عن مكتب رئيس الحكومة التي ترشدهم كيفية التعامل والتصريح لوسائل الإعلام حيال التصعيد والعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش ضد غزة.

وتتضمن الوثيق التي كشفت عنها شركة الأخبار الإسرائيلية في نشرتها الإخبارية المسائية، 7 بنود التي تلخصت الموقف الموقف الإسرائيلي والنهج الذي يتم اعتماده قبالة حركة حماس، بحيث تم مطالبة أعضاء المجلس الوزاري التشديد خلال حديثهم لوسائل الإعلام، على أهمية العمليات العسكرية واستعراض أبرز تفاصيل الأهداف التي تم استهدافها وقصفها، كما تم مطالبتهم بالحديث عن جاهزية الجيش لتوسيع العمليات العسكرية وتحميل حركة حماس مسؤولية التصعيد وما يحصل بغزة.

التصريحات الإسرائيلية أتت في الوقت الذي تمارس ضغوطات إقليمية ودولية على حركة حماس لوقف إطلاق الصواريخ ومحاولات المخابرات المصرية للوساطة لإنهاء التصعيد، إلا أن الجانب الإسرائيلي يرفض "التهدئة" ويشترط وقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من القطاع باتجاه جنوب البلاد، مثلما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى.

وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي ردا على التصعيد في الجنوب إن "إسرائيل قررت اتخاذ إجراءات عسكرية ضد التصعيد من غزة وزيادة العمليات العسكرية حسب الضرورة". وأضاف المصدر أن "الجيش ألحق أقسى ضربة على حماس منذ عملية الجرف الصامد".

تصريحات القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية حول إمكانية توسيع العمليات العسكرية، تناغمت مع تقديرات المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الذي يرجح واعتمادا على التطورات الميدانية التي رافقت العدوان العسكري على قطاع غزة، بأن الجيش الإسرائيلي، يتطلع لتحقيق العديد من الأهداف من خلال الغارات التي يشنها الطيران الحربي، وذلك على غرار ما تم القيام به في عملية "عمود السحاب" في عام 2012، حيث تم تحقيق وقف إطلاق النار فقط من خلال العملية الهجومية للطائرات من سلاح الجو ومنظومة القبة الحديدية.

وعادة، يقول بن يشاي: "يعتقد الخبراء العسكريون، بأن الجانب الذي لديه القدرة على التصعيد بكافة الوسائل التي يستخدمها والخسائر والأضرار التي يسببها للطرف الآخر، يحقق النصر، وذلك بشرط أن يظهر السكان الإسرائيليون الصبر والانضباط ".

لكن يضيف المحلل العسكري: "من المهم أن نعرف أن حماس منتبهة جدا لما قيل وبثت في وسائل الإعلام الإسرائيلية وبمجرد أن فهموا في غزة أن المدنيين الذين يواجهونهم في إسرائيل يدعمون الجيش الإسرائيلي، لذلك سيتم اختصار الحملة العسكرية، وعلى أي حال هذا النوع من الحملات لا ينتهي في ساعة أو ساعتين".

بالمقابل، قال مسؤول أمني كبير بالجيش الإسرائيلي إن التصعيد في الجنوب بدأ عندما تم إطلاق قنبلة على أحد ضباط الجيش أمس الجمعة، وزعم أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف 40 مقرا للمقاومة، بما في ذلك مخازن الأسلحة والأنفاق ومواقع إنتاج الصواريخ.

كما قال المصدر إن وزير الأمن الإسرائيلي تحدث مع مبعوث الأمم المتحدة، ونقل عبره رسالة شديدة اللهجة لحماس مفادها: "إذا لم تتوقف حماس، فسنضطر إلى المضي قدما"، مؤكدا أن إسرائيل اشترطت "التهدئة" بوقف حماس إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة على الجنوب والتي تسبب بحرائق أتت على مساحة 40 ألف من الأراضي الزراعية والأحراش، على حد زعمه.

موقف الأجهزة الأمنية هذا عبر عنه الجيش الإسرائيلي في رسالة للسكان في التجمعات الإسرائيلية في "غلاف غزة": "الهدف هو تغيير المعادلة، ستستمر الهجمات في قطاع غزة حتى يتوقف "إرهاب" الطائرات الورقية".

عصر اليوم السبت، عقد قادة جيش الاحتلال جلسة تقييم بالمقر العسكري لـ"فرقة غزة" في جنوب البلاد، وترأس الجلسة قائد هيئة أركان الجيش غادي آيزنكوت، بمشاركة قائد المنطقة الجنوبية بالجيش هرتسي هليفي، وحضور قائد "فرقة غزة" يهودا فوكس، وجرى تقييم شامل للأوضاع ودراسة أساليب رد مستقبلية حال تواصل التدهور الأمني والتصعيد العسكري.

وحسب مزاعم جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام، فإن قواته تنفذ عمليات عسكرية ضد فصائل المقاومة وحركة حماس بسبب إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة على الجنوب، لافتا إلى أن الجيش على أهبة الاستعداد لتوسيع عملياته العسكرية إذا طلبت منه القيادة السياسية الإسرائيلية ذلك.

وقال المتحدث بلسان الجيش رونين منليس: "حماس تضبط صواريخها على 10 كم من حدود القطاع وستندم لو وسعت مدى الصواريخ أكثر، ولكننا مستعدون إلى هكذا سيناريو، علما أننا قمنا بالهجمة الأعنف على القطاع منذ انتهاء الحرب، بعد الاستعداد لهذه العملية خلال الأسابيع الماضية واخترنا التوقيت اليوم".

وأوضح أن أكثر من 130 صفارة إنذار دوت منذ الليلة الماضية، إذ أطلقت فصائل المقاومة 90 صاروخا وقذيفة هاون.

ومع مواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يجري جيش الاحتلال، صباح الأحد، سلسلة تدريبات في جميع أنحاء البلاد تستمر حتى نهاية الأسبوع، وخلال التدريبات ستلاحظ حركة نشطة لطائرات سلاح الجو ومركبات عسكرية وسماع صوت انفجارات، وازدحامات مرورية في كافة الاتجاهات.

 

التعليقات