22/08/2018 - 09:14

بولتون: بوتين غير قادر لوحده على إخراج إيران من سورية

بولتون يتفهم مطالبة إسرائيل بالاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل ولكنه يشير إلى أنه لا يوجد مباحثات بهذا الشأن في وسط الإدارة الأميركية

بولتون: بوتين غير قادر لوحده على إخراج إيران من سورية

جون بولتون (أ ب)

بولتون يتفهم مطالبة إسرائيل بالاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل ولكنه يشير إلى أنه لا يوجد مباحثات بهذا الشأن في وسط الإدارة الأميركية 


قال المستشار للأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، في مؤتمر صحفي، صباح اليوم الأربعاء، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح أنه سيسر لرؤية القوات الإيرانية تعود إلى إيران، ولكنه أوضح أنه لا يستطيع ذلك لوحده.

وأضاف بولتون أن بوتين أبلغه بأن المصالح الإيرانية في سورية لا تتوافق مع المصالح الروسية في سورية. وبحسبه فإن "جهدا مشتركا" قد يساعد في حل هذه المسألة، مشيرا إلى أنه سيبحث هذه المسألة مع جهات روسية يوم غد، الخميس، في جنيف.

وقال أيضا إن سياسة الولايات المتحدة ليست تغيير النظام في إيران، وإنما تغيير سلوك النظام الإيراني.

ودافع بولتون عن الغارات الهجومية التي تشنها إسرائيل بشكل متواصل على سورية، وقال إن "الهجمات الإسرائيلية في سورية ضد إرساليات الصواريخ من إيران هي للدفاع عن النفس، وهي مشروعة".

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في السفارة الأميركية في القدس، اليوم، تطرق بولتون إلى "خطة السلام" للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتي أسميت "صفقة القرن"، وادعى أن هدفها هو "منح الفلسطينيين الواقعين في أسر حركة حماس فرصة بحياة معقولة وجيدة"، مضيفا أنه في هذه المرحلة لا يوجد جدول زمني لعرضها.

وفي تعقيبه على تصريحات ترامب، البارحة، والتي جاء فيها أن "إسرائيل ستضطر لدفع ثمن مقابل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، قال بولتون إن "القرار بنقل السفارة لمن يكن مقابل أي شيء لأحد، وإنما كان الأمر الصائب".

وأضاف أن "ترامب هو رجل أعمال، ويعرف أنه من المتوقع أن يطالب الفلسطينيون بدورهم بالحصول على شيء ما. الولايات المتحدة لا تزال تعمل على الخطة، وأي اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يقتضي موافقة الطرفين، ولن يتم فرض الاتفاق على أحد".

وكان قد صرح بولتون، اليوم، في مقابلة صحفية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يستطيع إخراج القوات الإيرانية من سورية.

وقال بولتون إن روسيا "عالقة" في سورية، وتتطلع إلى آخرين لتمويل إعادة الإعمار بعد الحرب، واصفا ذلك بأنه فرصة أمام واشنطن للضغط في سبيل انسحاب القوات الإيرانية من سورية.

وأضاف أن الاتصالات الأميركية مع روسيا لم تشمل أي تفاهم بشأن هجوم القوات الحكومية السورية على مقاتلي المعارضة في إدلب. لكنه حذر من أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية هناك.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة "رويترز"، خلال زيارته للقدس، علما أن بولتون اجتمع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، مطلع الأسبوع.

وقال بولتون إن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على إيران كانت فعالة أكثر من المتوقع. وبحسبه فإن "للعقوبات تأثير جدي على الاقتصاد الإيراني، وعلى الرأي العام في إيران".

وتابع "كان تأثير العقوبات أقوى من التوقعات، ولكن النشاط الإيراني في المنطقة لا يزال قتاليا: ما يفعلونه في العراق وسورية ولبنان مع حزب الله واليمن والتهديدات على مضيق هرمز وتهديد حركة السفن التجارية"، على حد تعبيره.

وفي حديثه عن الاستعدادات في أوروبا لمواصلة التجارة مع إيران، قال بولتون إن واشنطن تتوقع أن يدرك الأوروبيون، بشكل واضح، كما يدرك ذلك رجال الأعمال في كافة أنحاء أوروبا، أن الاختيار هو القيام بأعمال تجارية بين إيران أو بين الولايات المتحدة".

وبحسبه، فإن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يسعى لأقصى حد من الضغوطات على إيران. وادعى أن واشنطن تريد حل المسألة سلميا، ولكنها جاهزة لأي سيناريو تلجأ إيران إليه.

وفي حديثه عن الجولان السوري المحتل، قال بولتون إن الإدارة الأميركية لا تدرس أي تغيير بشأن مكانة الجولان.

يذكر في هذا السياق أن مسؤولا إسرائيليا كان قد صرح، في أيار/مايو الماضي، أنه من الممكن أن تعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان في الشهور القريبة.

وقال بولتون "سمعت أن هذه الفكرة مقترحة، ولكن لا يوجد أي محادثات بهذا الشأن. ولا يوجد قرار لدى الإدارة الأميركية بهذا الشأن".

وأضاف أن واشنطن تتفهم المطالبة والموقف الإسرائيليين، ولكن لا يوجد تغيير في الموقف لدى الولايات المتحدة.

كما تجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب توقفت عن استخدام مصطلح "الأراضي المحتلة"، في إشارة إلى الأراضي المحتلة عام 67. وتهرب بولتون من تقديم إجابة واضحة على السؤال في المقابلة حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تنوي العمل على إقامة دولة فلسطينية.

وقال "أعتقد أن موقف الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة، أنه في نهاية المطاف فإن الإسرائيليين والفلسطينيين سيضطرون للموافقة على ذلك. ولن يفرض أحد السلام بهذا الشكل".

وردا على سؤال "هل ستتجدد عملية السلام مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس"، أجاب بولتون أن ذلك يتعلق بعباس.

وفي حديثه عن تقليص الدعم الأميركي لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تبنى بولتون الموقف الإسرائيلي من قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث قال "إن "الأونروا جهاز فاشل. فهي خرقت القانون الدولي بشأن اللاجئين". وادعى أن "برنامج الأونروا هو الوحيد في التاريخ الذي يقوم على فرضية أن مكانة اللجوء تنتقل بالوراثة". وبحسبه فقد كان يجب تقليص الدعم منذ فترة طويلة.

وفيما يشير إلى المسعى الأميركي الذي يتوافق مع الموقف الإسرائيلي في تبديد قضية اللاجئين الفلسطينيين، قال بولتون إن "جزءا كبيرا من الميزانية مخصص لتأبيد مكانة اللاجئين الفلسطينيين، وأعتقد أن ذلك خطأ. خطأ من الناحية الإنسانية"، على حد تعبيره.

وزعم أن الولايات المتحدة تريد أن ترى تحسنا في تشغيل الفلسطينيين، مضيفا أنه "بدون اقتصادات فاعلة، لن يكون هناك استقرار اجتماعي وسياسي".

التعليقات