09/09/2018 - 08:25

جيش الاحتلال: بديل لأونروا بغزة أو كارثة إنسانية

حذرت أجهزة أمن الاحتلال، القيادة السياسية في إسرائيل، من الفراغ الذي قد يخلفه وقف عمليات وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، وحثتها على إيجاد البديل، وذلك منعًا لكارثة إنسانية في القطاع المحاصر قد تؤدي إلى تصعيد عسكري

جيش الاحتلال: بديل لأونروا بغزة أو كارثة إنسانية

مساعدات أونروا الغذائية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة (أ ب)

حذرت أجهزة أمن الاحتلال، القيادة السياسية في إسرائيل، من الفراغ الذي قد يخلفه وقف عمليات وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، وحثتها على إيجاد البديل، وذلك منعًا لكارثة إنسانية في القطاع المحاصر قد تؤدي إلى تصعيد عسكري، بحسب ما جاء في صحيفة "هآرتس"، مساء أمس السبت.

ويأتي ذلك في أعقاب اجتماع قيادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مؤخرًا، لمناقشة الآثار المترتبة على إغلاق الوكالة في غزة، بعد قرار الإدارة الأميركية برئاسة ترامب، وقف التمويل المقدم لها، بحسب ما أوضحت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الأجهزة الأمنية تقديراتها بأن التصعيد في قطاع غزة "لا مفر منه، ولا يمكن منعه" إذا ما أسفر إغلاق مكاتب الوكالة الأممية في غزة وتوقف نشاطاتها عن تفاقم الحالة المعيشية ما قد يشكل بداية كارثة إنسانية، علما بأن الوكالة تقدم المساعدات الغذائية لنحو 1.3 مليون لاجئ فلسطيني في غزة، عوضًا عن عشرات المدارس وتشغيل مئات الموظفين.

وأشارت الصحيفة إلى أن منسق عمليات حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة (تابع للجيش الإسرائيلي)، كميل أبو ركن ووزير التعاون الإقليمي وعضو المجلس الأمني والسياسي المصغّر (الكابينيت) الإسرائيلي، تساحي هنغبي، سيشاركان في اجتماع للدول المانحة لـ"أونروا" سيعقد في نيويورك، نهاية الشهر الحالي.

وأوضحت الصحيفة أن مشاركة ممثلي وزارة الأمن الإسرائيلية، في الاجتماع الذي يبحث زيادة مساهمة تمويل الدول المانحة لـ"أونروا"، في محاولة لـ"التوصل مع ممثلي هذه الدول لاتفاق يقضي بإنشاء محور مساعدات موازٍ لـ‘أونروا‘، مما سيمكن من استمرار الإمدادات الغذائية وعدم توقف أنشطة مدارس المنظمة ودفع الرواتب لموظفيها البالغ عددهم 30 ألف موظف.

وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي حذر القيادة السياسية مؤخرًا بأنه إذا توقفت عمليات "أونروا" ولم يتم العثور على إيجاد بديل، فلن يكون من الممكن ضمان الهدوء على ما وصفته بـ"الجبهة الجنوبية".

وتشير تقديرات قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أن "مثل هذا الوضع من المرجح أن يؤدي إلى تصعيد، لأن حماس سوف تسعى لتوجيه الاحتقان الذي سيتشكل لدى أهالي القطاع نحو السياج الأمني الفاصل تمهيدًا للشروع في مواجهة عسكرية، وإن كانت محدودة، لفرض القضية الفلسطينية ومسألة حصار غزة على الساحة الدولة الإعلامية والدبلوماسية".

وقالت المصدر إن "ذلك يأتي في ظل الصعوبات في تنفيذ الترتيبات المتفق عليها بين إسرائيل وحماس، من خلال مباحثات التهدئة الأخيرة التي توسطت فيها مصر ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، بسبب اعتراض السلطة الفلسطينية عليها".

ووفقًا للمعطيات التي قدمتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لقيادتها السياسية فإنه، حتى هذه اللحظة، لم تتأثر أنشطة "أونروا" في قطاع غزة من قطع التمويل الأميركي، وأنه من غير المتوقع حدوث أي تغيير في الوضع حتى نهاية عام 2018 الجاري. حيث بدأت السنة الدراسية في مدارس الوكالة كالمعتاد، وتواصل الوكالة تقديم المساعدات الغذائية ودفع مرتبات موظفيها.

وبيًنت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تقيم الوضع في غزة، حتى هذه المرحلة على أنه "كارثة إنسانية"، لكن الجيش الإسرائيلي حذر الأسبوع الماضي من أن توقف أنشطة "أونروا" قد يؤدي إلى ذلك.

ووفقاً للتقديرات، فإن 97% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب، ومشاريع تحلية المياه في قطاع غزة لا تتقدم بالسرعة المطلوبة. حيث شرع سكان غزة، خلال الأشهر القليلة الماضية، في تخزين مياه البحر في حاويات كبيرة في منازلهم واستخدامها لأغراض غير الشرب، مثل تنظيف الأسنان.

 

التعليقات