19/12/2018 - 22:56

لبنان يخشى عدوانا إسرائيليا آخر بذريعة الأنفاق

مجلس الأمن الدولي يعقد اليوم جلسة طارئة لبحث أنفاق حزب الله، وإسرائيل تهدد، ومندوبة لبنان تتخوف من أن تشكل هذه الجلسة مقدمة لعدوان إسرائيلي* مسؤول أممي يحذر من "الأنشطة الاستفزازية عند الحدود، وأميركا تدعو لإدانة الأنفاق

لبنان يخشى عدوانا إسرائيليا آخر بذريعة الأنفاق

قوات إسرائيلية عند حدود لبنان، اليوم (أ.ب.)

حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم، الأربعاء، من "الأنشطة الاستفزازية" عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. وشدد على أن هذه الأنشطة "تزيد من مخاطر الاحتكاك".

وتنعقد هذه الجلسة الطارئة في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش الإسرائيلي ما وصفه بعملية "درع شمالي" عند الحدود بادعاء الكشف عن أنفاق هجومية حفرها حزب الله وتمتد بين جانبي الحدود. وتعتبر إسرائيل أن هذه الأنفاق سيستخدمها حزب الله بهدف تنفيذ خطة "احتلال الجليل"، وتدعي كشف أربعة أنفاق حتى الآن، بينما تقول قوات الأمم المتحدة أنه تم كشف نفقين.

واعتبرت الولايات المتحدة أن على المجتمع الدولي "إدانة الأنفاق العابرة للحدود وندعو اليونيفيل إلى ضمان خلو مناطق عملياتها جنوب لبنان من أي تهديدات وانتهاكات ".

من جانبه، أكد مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، على أن لدى لبنان "حقا مشروعا في استعادة أراضيه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا أن لبنان "يعيش على مدار عقود من الزمن، الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة". وحول هذه الأنفاق قال إن إسرائيل تسعى إلى "تضخيمها أمنيا وسياسيا وحتى عسكريا".

واستعرض السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي صورة التقطت من الجو لمنطقة تقع جنوب قرية كفركلا وعلى مسافة 80 مترا تقريبا من "الخط الأزرق"، وقال إنه "منطقة خاصة" يوجد نفق هجومي تحتها امتد إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وقال دانون إن "إسرائيل سلمت يونيفيل معلومات دقيقة حول مكان النفق، لكنه أطلع الجيش اللبناني على المعلومات وتم منعه من الوصول إلى المنطقة. وبعد ذلك، أبلغت جهات في الجيش اللبناني حزب الله بالمعلومات التي وصلت من إسرائيل".

وأضاف دانون أن "جهات في الجيش اللبناني تعمل في خدمة حزب الله في الوقت الذي فيه لا يعمل يونيفيل في تنفيذ تفويضه في المنطقة بالشكل المطلوب". كما ادعى دانون أن حزب الله أقام في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان "محطة إرهاب"، وأنه "ليس فقط أن حزب الله يخرق القرار 1701 بشكل واضح وإنما يواصل استخدام مواطني لبنان كدروع بشرية. وإذا تجرأ حزب الله على مهاجمة إسرائيل، فسوف ندفنه في الخراب الذي سيجلبه على لبنان".

بدوره، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي للمراسلين الأجانب، إنه "أدعو مجلس الأمن الدولي إلى السماح لجنود يونيفيل بالوصول إلى أي مكان في جنوب لبنان، وألا يقيد حزب الله حركتهم بأي شكل. وأريد أن ينقل يونيفيل تقارير ذات علاقة (بالأنفاق) إلى إسرائيل. وآمل أن يقف مجلس الأمن إلى جانب الحقيقة ويعمل بالشكل المطلوب".

من جانبها، أعربت سفيرة لبنان في الأمم المتحدة، أمل مدللي، عن خشية لبنان من أن تكون الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول أنفاق قالت إسرائيل إنها اكتشفتها "مقدمة لعدوان إسرائيلي آخر على البلاد".

وأضافت أنه "شهد لبنان أربع غزوات إسرائيلية مدمرة في السنوات الأربعين الماضية، أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، وإصابة آخرين بجروح بالغة، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وسنوات من المشقة للشعب. والآن، بينما كان اللبنانيون منشغلين في التحضير للاحتفال بأعياد الميلاد، أصبحوا اليوم قلقين ومهتمين وخائفين من المستقبل. عندما يرون هذا المجلس الموقر يجتمع لمناقشة موضوع خاص بلبنان".

وتابعت أن ما تقدم "يثير ذكريات العدوان الإسرائيلي والاستمرار في احتلال الأراضي اللبنانية. ويتساءلون (اللبنانيون) ما إن كان كل هذا مقدمة لعدوان آخر".

وأكدت السفيرة اللبنانية التزام بلادها بالقرار 1701، مشيرة إلى أن "هذا الالتزام يصب في مصلحة بلدي وشعبي. ولهذا السبب أيضا عبر الرئيس (اللبناني ميشال) عون عن اهتمام بلاده بالحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان". وتابعت أن "إسرائيل مسؤولة عن إثارة الصراع من خلال انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، وهذه هي القضية الحقيقية: نحن نواجه انتهاكات مستمرة لسيادتنا عن طريق البر والجو والبحر، في انتهاك كامل لأحكام القرار 1701".

ونفت مدللي أن يكون لبنان ارتكب أي انتهاكات، مشددة على أن "الجانب الإسرائيلي تصل انتهاكاته للقرار 1701 إلى 1800 انتهاك سنويا، وفي الأشهر الأربعة الأخيرة بلغت 150 انتهاكا شهريا في المتوسط".

التعليقات