22/01/2019 - 21:50

الصين تطالب بإيضاحات حول تصريحات مسؤولين إسرائيليين ضدها

موظف إسرائيلي يقول إن الصينيين قلقون جدا من أقوال رئيس الشاباك، الذي حذّر من الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وأقوال السفير الإسرائيلي السابق في الصين، الذي دعا إلى إلغاء مناقصة بناء الميناء الجديد في حيفا والذي فازت به شركة صينية

الصين تطالب بإيضاحات حول تصريحات مسؤولين إسرائيليين ضدها

نائب الرئيس الصيني في إسرائيل، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي (

طالبت الصين إسرائيل بتزويدها بإيضاحات في أعقاب تصريحات متكررة لمسؤولين إسرائيليين حذروا من توثيق العلاقات بين الدولتين، وأشار المسؤولون الصينيون بشكل خاص إلى أقوال أدلى بها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ناداف أرغمان، لوسائل إعلام إسرائيلية.

ونقلت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن موظف إسرائيلي رفيع ومطلع على هذا الموضوع قوله إن الرسالة الصينية وُجهت لإسرائيل عبر طريقين. الأولى بواسطة سفير الصين في إسرائيل الذي نقل رسالة حكومته إلى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية. والطريقة الثانية جرت من خلال مسؤولين في وزارة الخارجية الصينية الذين نقلوا رسالة حكومتهم إلى الدبلوماسيين في السفارة الإسرائيلية في بكين.

وقال الموظف الإسرائيلي إن الصينيين قلقون جدا من أقوال أرغمان، الذي حذّر من الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وأيضا من اقوال السفير الإسرائيلي السابق في الصين، متان فيلنائي، الذي دعا إلى إلغاء مناقصة بناء الميناء الجديد في حيفا والذي فازت به شركة صينية.

وأشار الموظف إلى أن فيلنائي كان أحد المؤيدين، في الماضي، لمشاركة شركة صينية في بناء الميناء. وبحسب الموظف أيضا، فإن الصينيين ليسوا راضين من نية تشكيل جهاز مراقبة حكومي مباشر من أجل مراقبة الاستثمارات الصينية.

وأضاف الموظف أن الصينيين يتساءلون ما إذا اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارا بتغيير السياسة تجاه الصين وتبريد العلاقات معها، خاصة على خلفية ضغوط أميركية على تل أبيب بوقف تدفئة العلاقات مع بكين. وأشار الموظف إلى أن المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية والدبلوماسيين الإسرائيليين في بكين حاولوا تهدئة الوضع.

ووفقا للقناة التلفزيونية، فإنه مقابل تحذيرات الشاباك وأجهزة الأمن الإسرائيلية حول التغلغل الصيني إلى إسرائيل، حذر مسؤولون في وزارتي المالية والخارجية الإسرائيليتين من تصريحات وخطوات متشددة ضد الصين، التي قد تلحق ضررا بمصالح اقتصادية وسياسية إسرائيلية.   

فقد تحولت الصين إلى الشريكة الكبرى الثانية لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. وتصف الصين إسرائيل بأنها "الشريكة المركزية" في مجال التجديد. وقال الموظف في هذا السياق إن "العلاقات مع الولايات المتحدة هي طبعا في لُبّ الأمن القومي الإسرائيلي ولا توجد أية نية أو رغبة للمس بها. لكن يجب إيجاد الطريق الصحيحة التي تخدم المصالح مقابل الصين أيضا".

وكانت القناة 13 نشرت، قبل أسبوعين، خبرا مفاده أن أرغمان حذّر خلال محاضرة مغلقة في جامعة تل أبيب من أن الاستثمارات المكثفة لشركات صينية في إسرائيل قد تشكل خطرا على أمن إسرائيل. وقال أرغمان في المحاضرة نفسها، بحسب أشخاص حضروا المحاضرة، إن "التأثير الصيني في إسرائيل خطير وخاصة بكل ما يتعلق بالبنية التحتية الإستراتيجية والاستثمارات في شركات إسرائيلية كبيرة". وكان أرغمان يشير بذلك إلى أن شركات صينية تبني ميناء حيفا الجديد والقطار البلدي في تل أبيب، ومحاولة شركة صينية شراء شركتي التأمين الإسرائيليتين الكبيرتين "هَفينيكس" و"كْلال"، اللتين منع المسؤول عن منع الاحتكارات في وزراة المالية الإسرائيلية بيعهما.

يشار إلى أن الشاباك بلور مشروع قانون يتم طرحه على الكنيست ويرمي إلى مراقبة الاستثمارات الصينية في إسرائيل. وقال أرغمان حول ذلك إنه "يوجد تخلّف في القانون الإسرائيلي قياسا بالاحتياجات الأمنية من ناحية مراقبة استثمارات دول أجنبية. وهذا قد يكون خطيرا. ثمة حاجة لتشريع". ووفقا للقناة التلفزيونية، فإن أرغمان كان أحد المسؤولين المركزيين في جهاز الأمن الذين دفعوا لاتباع سياسة "احترمه ولكن لا تثق به" تجاه الصينيين.    

التعليقات