21/03/2019 - 23:10

قلق أميركي متزايد من العلاقات الإسرائيلية الصينية

حذر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، من تضرر العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وخصوصًا التعاون المشترك في مجالي الأمن والاستخبارات، وذلك إذا لم تحد إسرائيل من علاقتها المتنامية مع الصين، فيما رفض اعتبار زيارته إلى إسرائيل في هذا التوقيت دعمًا لرئيس الحكومة،

قلق أميركي متزايد من العلاقات الإسرائيلية الصينية

بومبيو ونتنياهو عند حائط البراق، القدس المحتلة (مكتب الصحافة الحكومي)

حذر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، من تضرر العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وخصوصًا التعاون المشترك في مجالي الأمن والاستخبارات، إذا لم تحد إسرائيل من علاقتها المتنامية مع الصين، فيما رفض اعتبار زيارته إلى إسرائيل في هذا التوقيت دعمًا لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مشددًا على أن الولايات المتحدة "لا تسعى للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية".

جاء ذلك في مقابلة أجراها بومبيو مع القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي، اعتبر خلالها أن الصين تشكل ما وصفه بـ"الفرصة الاقتصادية"، مستدركًا أنها تشكل "تهديدًا خطيرًا كذلك".

وأكد بومبيو أنه ناقش ملف العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الصينية خلال اللقاء الذي جمعه اليوم، برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وقال بومبيو "عندما تتصرف الصين كمصيدة للديون، عندما تدفع الرشاوى، عندما تنفذ عملية تجسس صناعية من خلال الشركات المملوكة للحكومة وتشكل خطراً من خلال شركات التكنولوجيا مثل هواوي - الشركة التي تعرض مواطني إسرائيل للخطر - عندما يحدث كل هذا، نريد التأكد من أن الدول الحليفة تدرك هذه المخاطر. ستتخذ الدول قراراتها السيادية بشأن الصين وسنفعل ذلك أيضا".

يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، عززت إسرائيل علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، حيث فازت العديد من الشركات الحكومة المقربة من السلطات في بكين في العديد من المناقصات لمشاريع بنية تحتية في إسرائيلي من أهمها مشروع سكة القطارات الداخلية في تل أبيب بالإضافة إلى مشروع ميناء حيفا الجديد، وفي ظل هذه التطورات، تشعر الإدارة الأميركية بالقلق، خاصة وأن قواتهم البحرية ترسو عادة في ميناء حيفا، وسط مخاوف من تجسس صيني لا يمكن منعه.

ولفت بومبيو إلى أن الولايات المتحدة لا تعارض انفتاح اقتصادي إسرائيلي على الصين، مشددا على أنه: "إذا انتقلت أنظمة صينية معينة إلى أماكن معينة، فإن هناك إشكاليات قد تطرأ على قدرة الولايات المتحدة على العمل المشترك مع إسرائيل ولن نتمكن في بعض الحالات من القيام بذلك".

وأضاف بومبيو أنه إذا لم تحد إسرائيل من تعاونها مع الصين، "قد تقلل الولايات المتحدة من التعاون الاستخباراتي والأمني مع إسرائيل. نريد التأكد من أن الحكومة الإسرائيلية تدرك ذلك".

وتثير الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وخصوصًا في ميناء حيفا، قلقًا أميركيًا استدعى زيارةً من مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إلى البلاد في السابع من كانون الثاني/ يناير الماضي؛ وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، حينها، أن موضوع الاستثمارات الصينية شكل "الوجبة الرئيسية" خلال اللقاء الذي جمع بولتون بنتنياهو، وهو صلب الاهتمام الأميركي.

أما أبرز مجالات الاستثمار التي تقلق الولايات المتحدة، فهي اختراق التكنولوجيا الصينية للسوق الإسرائيلي، وخصوصًا هواتف شركتي "هواوي" وZTE، بحسب ما قال مسؤول مقرب من بولتون للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى تل أبيب، أواخر شباط/ فبراير الماضي، في حين ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان) أن الولايات المتحدة منزعجة من الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا.

وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها مسؤولون أميركيون قضية "الاختراق الصيني" للاقتصاد الإسرائيلي، إذ ذكرت صحيفة "هآرتس"، مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، أن مسؤولين أميركيين حذروا نظراءَهم الإسرائيليين من أن الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا وبنى تحتية إسرائيلية أخرى سيصعب من استمرار التعاون مع البحرية الأميركية.

ووفقًا لـ"هآرتس"، فقد كرر مسؤولون أميركيون تحذيراتهم للمسؤولين الإسرائيليين قائلين "نظموا موضوع التجارة مع الصين، أو سننظمه نحن". وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إن المسؤولين الأميركيين "انفجروا في وجهنا"

"لا نسعى للتدخل في انتخابات الكنيست"

وقال بومبيو، خلال المقابلة إن إدارة ترامب، لا تسعى للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، وذلك ردا على سؤال بخصوص ما إذا كانت زيارته الحالية لإسرائيل تأتي في سياق سعي واشنطن لضمان فوز نتنياهو في الانتخابات العامة المرتقبة في نيسان/ أبريل المقبل.

وأضاف بومبيو أنه "رغم العلاقة الحميمة بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أن الإدارة الأميركية لا تسعى للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية".

وتابع: "زيارتي الحالية للمنطقة وزيارة نتنياهو المخططة إلى واشنطن الأسبوع المقبل، تأتيان لبحث قضايا عالمية طارئة وحساسة، سواء كانت التحديات التي تمثلها إيران أو التطورات في سورية"، وتابع: "هذه القضايا لا يمكن تأجيل بحثها وليست مرتبطة بموعد الانتخابات الإسرائيلية".

وتستعد إسرائيل لانتخابات عامة في التاسع من الشهر المقبل، يواجه فيها نتنياهو منافسة قوية قد تبدد آماله في إعادة تشكيل الحكومة، بينما تجمعه علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية الحالية، يستخدمها ركيزة لحملته الانتخابية.

وعن خطة السلام التي يرعاها ترامب والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، قال بومبيو إن "الإدارة الأميركية لا تزال تعمل عليها، وسيتم إعلانها في الوقت المناسب، ونحن نتقدم في ذلك، وسيرى العالم كله الرؤية التي يمكن أن تحقق السلام في المنطقة وحل مشاكلها".

وأردف: "وستنشر التفاصيل عندما تنضج الأمور، فنحن نريد السلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، وحول موعد الإعلان عنها قال: "ليس لدي موعدًا محددًا، نريد أن نعمل على بعض الأمور قبلها، نريد أن نتأكد من أن لدينا رؤية شاملة، ونعتزم تقديمها بشكل صحيح قدر الإمكان. نريد أن نتأكد من أنه عندما نكشف عنها، وعندما نشاركها مع العالم، سيكون من الجيد أن تنظر جميع الأطراف في الأمر، وأعني هنا الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن أيضًا كل شخص في العالم كان يحاول حل هذا الصراع منذ عقود. نأمل أن يكون ما نمثله حجر الزاوية. حتى نضمن الاستمرارية".

فيما اعتبر أن القيادة الفلسطينية لا بد وأن تطلع على الخطة الأميركية وتناقشها، وأجاب حول احتمال رفض الفلسطينيون الخطة: "لا أتوقع ذلك. آمل أن يوافق الفلسطينيون على النظر فيها بشكل معمق، وأتوقع أن يفعلوا ذلك... إن الولايات المتحدة مهتمة بمصالح الشعب الفلسطيني وستشهد خطتنا على ذلك. عندما ترى الخطة، سترى أدلة على أن هذه هي رغبتنا.

وحول ما إذا كانت الخطة الأميركية ستدعم حل الدولتين، رفض بومبيو التعليق.

ووصل بومبيو إلى إسرائيل أمس، الأربعاء، قادما من الكويت، في إطار جولة شرق أوسطية بدأها في 19 وتستمر حتى 23 آذار/ مارس الحالي، تقوده إلى لبنان أيضا، وفق بيان سابق للخارجية الأميركية.

وزار بومبيو، الخميس، رفقة نتنياهو والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، حائط البراق في القدس المحتلة، وتجولوا في الأنفاق التي حفرتها إسرائيل في البلدة القديمة في القدس.

ومن المقرر أن يستقبل ترامب، نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، خلال زيارة الأخير للولايات المتحدة لإلقاء كلمة في المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، أبرز وأقوى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.

 

التعليقات