26/04/2019 - 19:02

الكشف عن خطاب لشارون فاخر به بمجزرة قبية عام 1953

رغم محاولة الجيش الإسرائيلي المستمرّة، منذ أكثر من 60 عامًا، على طمس أي إثبات يتعلّق بمسؤوليّة جنوده عن مجزرة قبية، التي راح ضحيّتها 69 فلسطينيًا عام 1953، كشف موقع "واللا" خطابا تباهى به شارون، بحضور بن غوريون، بالمجزرة

الكشف عن خطاب لشارون فاخر به بمجزرة قبية عام 1953

الوحدة 101 وفيها شارون ودايان (الجيش الإسر ائيلي)

رغم محاولة الجيش الإسرائيلي المستمرّة، منذ أكثر من 60 عامًا، على طمس أي إثبات يتعلّق بمسؤوليّة جنوده عن مجزرة قبية، التي راح ضحيّتها 69 فلسطينيًا عام 1953، كشف المحلل العسكري في موقع "واللا"، أمير أورن، النقاب عن نص خطاب ألقاه أرئيل شارون، في احتفال إنهاء خدمته قائدًا لوحدة المظليين التابعة للجيش الإسرائيلي، عام 1957، بحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية، حينها، دافيد بن غوريون، يقرّ خلاله بمسؤولية الجيش الإسرائيليّ عن تلك المجزرة.

ووفّر بن وفر الغطاء لعمليّات شارون، التي اعتبرت موضع خلافٍ إسرائيليًا، لتورّطها في عديد من العمليات تسببت بخسائر بشرية كبيرة في صفوف جنوده، إذ أشار أورن إلى أنه بعد سلسلة "عمليات ناجحة" أنجزت بين سنوات 1953- 1956، تورّط شارون في عمليات "قلقيلية" و"المتلي" التي قتل فيها 50 جنديا إسرائيليًا، وخلال ثلاث سنوات، سقط في العمليات التي نفذها في إطار الوحدة 101 والكتيبة 890 بقيادته 105 جنود إسرائيليين، بينهم 25 ضابطا وجرح 360 جنديا بينهم قادة كتائب.

ويفيد تقرير أورن أن الجنرال حاييم لسكوف (قائد الأركان لاحقا)، الذي حقق في عملية "المتلي"، وجد أن رواية شارون غير صحيحة، ولولا تدخل بن غوريون، لكان طرد من الجيش الإسرائيلي، "ناهيك عن تمرّد الضبّاط الذين كانوا تحت إمرته، يتسحاق حوفي وموطي غور وغيرهم عليه، كما أن ترقيته إلى رتبة جنرال توقفت لعقد من الزمن، ولم يكتب له أن يحظى بمنصب قائد الأركان، كما خطط هو وبن غوريون".

مجزرة قبية

شارون، الذي ودع الوحدة "مهشّمًا"، وصف في خطابه الكتيبة 101، التي أقيمت في آب/ أغسطس 1953 بهدف كسر الجمود في عمليات الجيش الإسرائيلي، بأنها "لم تكن متفوقة عسكريا على الكتائب العسكرية الأخرى، بل تميزت بعدد مقلّص من القادة، الذين صمّموا على تغيير الوضع من أساسه والقيام بما اعتقدوا أنه يمكن عمله"، مشيرًا إلى أنّه "عندما أسندت إليّ مهمة قيادتها، لم أكن أنا الخبير وأنتم عديمي الخبرة، علما أن بعضكم كان عديم الخبرة حينها فعليا، كذلك أنا لم أكن خبير حروب".

وأضاف شارون "لقد قاتلنا وتعلمنا فن الحرب معا، بدءًا بعمليات صغيرة، على وقع الانطباع الذي كان سائدا حول أسطورة القرية العربية، الحرس الوطني (الأردني في الضفة الغربية)، عرفنا الوديان والحواجز والمسارب والكمائن، الآمال كانت ضئيلة، كل شيء بدا سوداويا وخطرًا، لكنا كنا نمتلك أيديولوجية كافية تقول لماذا لا يمكن التنفيذ".

واعترف شارون في خطابه أنّ العمليات الأولى التي قامت بها الكتيبة، مثل وضع إطار مطاطي لنصب كمين لسيارة، "استغرقت منا وقتا مشابها لعملية قلقيلية (التي جرت في أكتوبر 1956، وقتل فيها 18 جنديًا) وهو ما أوصلنا لنتيجة أن الطريقة التقليدية لن توصلنا إلى النتيجة المرجوة. وأنه إذا لم نكن مستعدين للمزيد من المخاطرة، دون أن نعرف العدو ومساحاته بشكل كاف ولم نتدرب بشكل نشط لن نصل إلى نتائج".

واعتبر شارون أنّ "البشارة" جاءت من قبية في تشرين أوّل/ أكتوبر 1953، وهي المجزرة التي ارتكبتها الوحدة 101 بقيادة شارون وراح ضحيتها 69 فلسطينيًا، فيما تم نسف 56 بيتا ومسجدٍ ومدرستين، ومن عملية "شوشانة"، رغم ان إسرائيل الرسمية تنكّرت لمسؤولية الجيش الإسرائيلي عنها وادّعت وكأن مستوطني المنطقة تصرفوا بشكل مستقل في أعقاب مقتل أم وولديها في "يهود".

وتفاخر شارون في خطابه أمام ضباط المظليين بمجزرة قبية، قائلا "بعد سلسلة العمليات الأولى، حظينا بفرصة عملية كبيرة أدت إلى تغيير نظرة الجيش إلينا والاعتراف بالكتيبة 101 وقدرتها على الفعل، العملية أعطتنا دفعة كبيرة، لا أعرف ماذا اعتقد المسؤولون عنا، حينها، ولكننا ذهبنا بقرار ثابت لأجل تحويل القرية إلى خراب".

وأضاف أن كل من شارك في تلك العملية "يذكر أنّنا كنا جسما مقلصا جدا وحملنا معنا 600 كيلوغرام من المتفجرات، القوة تألفت من 20 مقاتلا متطوعًا قمنا بجمعهم  في الليلة التي سبقت العملية من أماكن مختلفة في البلاد، وانقسمت إلى مجموعتين واحدة بقيادتي والثانية بقيادة دافيدي".

"احتمالات النجاح لم تكن كبيرة،" قال شارون، وأضاف "وهو ما رجحه ديان، الذي طلب مني  الاكتفاء بالقليل من الإنجازات، إلا أن قبية سقطت وسقطت معها أسطورة القرية العربية، وبعدها صارت الكتيبة 101 يحسب لها حساب وتحظى باحترام موازٍ للجيش الإسرائيليّ بكامل هيئته"، على حد قوله.

وتطرّق خطاب شارون لمجزرة نحالين ومجازر أخرى، قامت بها الكتيبة 101، التي وحّدت مع الكتيبة 890 التي تشاركت معها العمليات في الوحدة التي شكلت لاحقا عماد وحدة المظليين، أهم وحدات الجيش الإسرائيلي الآن.

التعليقات