05/05/2019 - 18:34

مذكرات دافيد إلعزار: تشويه الوقائع وتزوير التاريخ

مذكرات رئيس الأركان الإسرائيلي في حرب 1973 تتجاهل الإخفاقات حيال عدم توقع الحرب، وتدعي، وفي المقابل، أن إلعزار والجيش تحت قيادته بذلوا كل ما بوسعهم من أجل الاستعداد للحرب، منذ أن تلقوا الإنذار حول موعد نشوبها

مذكرات دافيد إلعزار: تشويه الوقائع وتزوير التاريخ

إلعزار (يسار) وغونين (أرشيف)

نشر أرشيف الجيش الإسرائيلي اليوم، الأحد، مذكرات رئيس أركان الجيش أثناء حرب تشرين أول/أكتوبر العام 1973، دافيد إلعزار. وتطرقت هذه المذكرات إلى الساعات التي سبقت نشوب الحرب ومن دون سياقها التاريخي، وخلت من أي ذكر لما يوصف في إسرائيل بـ"الإخفاقات" حيال عدم توقع الحرب. وفي المقابل، تدعي المذكرات أن إلعزار والجيش تحت قيادته بذلوا كل ما بوسعهم من أجل الاستعداد للحرب، منذ أن تلقوا الإنذار حول موعد نشوبها.

ويشار إلى أن هذا الإنذار وفره رئيس الموساد حينها، تسفي زامير، بعد لقائه مع أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، والذي كان جاسوسا لإسرائيل. وهناك ادعاءات بأن مروان كان جاسوس مزدوجا. وفي البداية، اعترض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إيلي زاعيرا، على هذا الإنذار واعتبره كاذبا.

وبحسب المذكرات، فإنه في يوم نشوب الحرب، السادس من تشرين الأول/أكتوبر، بدأ إلعزار يوم عند الساعة الرابعة والنصف فجرا، عندما أبلغه زاعيرا بوجود إنذار أن هجوما ضد إسرائيل سيبدأ عند الساعة السادسة مساء، علما أن الحرب بدأت في الثانية بعد الظهر.

وكانت "لجنة أغرانات" التي حققت في مجريات الحرب وأداء المسؤولين السياسيين والعسكريين خلالها، قالت في تقريرها إن نشوب الحرب في ذلك اليوم فاجأ الجيش الإسرائيلي، الذي مثل القيادة السياسية لم يقدر حتى صباح ذلك اليوم أن حربا شاملا على وشك النشوب، وأنه لم يولِ اهتماما بتحذيرات سابقة حول نية مصر وسورية مهاجمة إسرائيل.     

وأشار إلعزار في المذكرات إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي في حينه، موشيه ديان، عارض صبيحة اليوم نفسه ضربة مسبقة. وأوعز بإخلاء النساء والأولاد من مستوطنات الجولان حتى مساء ذلك اليوم. كما اعترض ديان على استدعاء قوات الاحتياط، وتساءل، حسب المذكرات، "ماذا سيحدث إذا لم يطلقوا النار، ومتى يتم تسريح قوات الاحتياط؟". وأجاب إلعزار أنه "إذا لم يتم إرجاء الأمر ليوم أو يومين، وإنما ألغي، فسنرسل الاحتياط إلى بيوتهم".

وأضافت مذكرات إلعزار أن ديان قدّر أن الرئيس المصري حينها، أنور السادات، "سيقول إن مرة ثانية (بعد حرب 1967) ليست مجدية. لأن السادات هو واحد يهودي، ويعتمد على المفاجأة قليلا وعلى أن هذا سيكون يوم الغفران، وقد قال خمسين مرة نعم وخمسين مرة لا. ولذلك فإنه من الجائز أن يقرر التنازل".

وتابعت المذكرات أن إلعزار التقى مع قائد الجبهة الجنوبية، شموئيل غونين، عند الساعة 12:20، أي قبل ساعة ونصف الساعة من بدء الهجوم المصري والسوري. وأبلغ غونين إلعزار بأن الأمم المتحدة أعلنت أن الجيش المصري يوشك على فتح النار فورا. وبعد ذلك تلقى إلعزار تقريرا حول الوضع الميداني وخطط الحرب.

وتنتهي المذكرات التي أعدها أرشيف الجيش عند هذه النقطة الزمنية. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" أن المذكرات لا تذكر مقتل أكثر من 2600 جندي وسقوط آلاف الجرحى وأسر مئات الجنود الإسرائيليين. كذلك فإن تقرير "لجنة أغرانات" وإفادات عديدة نشرت منذئذ تظهر صورة مختلفة عن هذه المذكرات، بينها أن إلعزار تخوف من استدعاء قوات الاحتياط ورفع مستوى استنفار الجيش. وقال إلعزار لـ"لجنة أغرانات" إن "لاستدعاء الاحتياط يمكن أن يكون تأثير سلبي ويدهور الأمور".  

ويشار إلى أنه في أعقاب نشر تقرير "لجنة أغرانات" جرى إرغام إلعزار على الاستقالة، وصرح لاحقا أنه يشعر بأن ظلما لحق به، لأن "لجنة أغرانات" لم توصِ بفرض عقوبات على المستوى السياسي ولأن "الحرب انتهت بالانتصار".

التعليقات