27/06/2019 - 18:14

27 حريقًا في محيط غزة ووحدة "البرق" تتوعد بالمزيد

شهدت المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة المحاصر، والمعروفة إسرائيليًا بـ"غلاف غزة"، 27 حريقا، اليوم الخميس، جراء البالونات الحارقة التي تطلق من القطاع، وهو أكبر عدد حرائق تندلع في يوم واحد بالشهور الأخيرة، ليتجاوز عدد الحرائق الأسبوع الجاري الـ100 حريق.

27 حريقًا في محيط غزة ووحدة

شهدت المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة المحاصر، والمعروفة إسرائيليًا بـ"غلاف غزة"، 27 حريقا، اليوم الخميس، جراء البالونات الحارقة التي تطلق من القطاع، وهو أكبر عدد حرائق تندلع في يوم واحد بالشهور الأخيرة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت).

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان مجموعة شبابية، تطلق على نفسها اسم "وحدة برق الجهادية"، اليوم، عن تكثيف إطلاق البالونات الحارقة، تجاه المستوطنات الإسرائيلية والأراضي الزراعية التابعة لها، المحاذية لقطاع غزة، حال استمر التنصل الإسرائيلي من تطبيق تفاهمات التهدئة.

فيما أكدت قيادات الفصائل الفلسطينية في غزة، على تلكؤ سلطات الاحتلال الإسرائيلية في تنفيذ التزاماتها بتفاهمات "التهدئة" التي تم التوصل إليها عبر وساطة دولية، بما في ذلك تلاعب الاحتلال المستمر في مساحة الصيد ووقف توريد الوقود لمحطة التوليد الطاقة في غزة، محملة سلطات الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع وما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة عقب تراجعها عن تنفيذ التفاهمات.  

وفي هذا السياق، قال عضو الكنيست ألون شوستر (كاحول لافان) والرئيس السابق للمجلس الاستيطاني "شاعر هنيغف"، إن "نتنياهو يعتقد أن الحصانة النفسية الاجتماعية التي تولدت عند سكان غلاف غزة ستجعلهم يتحملون هذه الأوضاع، وبالتالي هو يرى أنه من غير الضروري والملح العمل على إيجاد حل لمشاكلهم النفسية".

ونقل الموقع عن سكان في المستوطنات قولهم: "الوضع لا يحتمل نشهد هنا حربًا يومية والحكومة صامتة، سكان غلاف غزة أسرى الوضع الأمني ولا مخرج بالأفق". في حين صرّح رئيس المجلس الاستيطاني "إشكول" بأن "الحكومة الإسرائيلية لا ترى بتهديد البالونات الحارقة خطرًا إستراتيجيًا، لذلك فإن السياسة التي تتبعها في هذا السياق، هي احتواء الأحداث".

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن 27 حريقًا اندلعت في محيط المجالس الإقليمية "إشكول" و"شاعر هنيغف"، "سدوت هنيغف"، "ياعر باري"، لافتة إلى تصاعد يومي في عدد الحرائق منذ بداية الأسبوع، حيث شهد الإثنين الماضي انلاع 15 حريقًا، فيما اندلع 18 حريقًا يوم الثلاثاء، وشهد يوم أمس، الأربعاء، ارتفاعًا في عدد الحرائق وقوتها، لتصل إلى 19 حريقًا، ليتجاوز العدد الكلي للحرائق المنلعة خلال الأسبوع الجاري الـ100 حريق.

وتجنبت وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكر تفاصيل حول الخسائر والأضرار التي خلفتها تلك الحرائق، وهو ما يشير إلى أن البالونات سقطت في مناطق مفتوحة غير مأهولة. وأشارت إلى أن طواقم الإطفاء والإنقاذ مدعومة بطواقم من سلطة الطبيعة والحدائق، ومن قوات الجيش وآلياته عملت على السيطرة على هذه الحرائق.

وبحسب "واينت"، فإن بالونًا متفجرًا سقط في ساحة أحد المنازل في مستوطنة "إشكول"، دون وقوع إصابات أو أضرار تذكر.

والثلاثاء الماضي، أعلن مكتب "منسق أنشطة الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية" المحتلة، في بيان، أنه "في أعقاب إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية تقرر وقف نقل الوقود إلى محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم من اليوم وحتى إشعار آخر".

بدوره، وقال المتحدث باسم وحدة "برق الجهادية"، أبو حمزة، في حديثه لوكالة "الأناضول": ما دام الاحتلال يتنصل من تنفيذ التفاهمات، نحن في وحدة البرق الجهادية، سنحرق الغلاف ليل نهار"،

وتطلق وحدة "برق الجهادية"، ومجموعات شبابية أخرى، منذ أشهر، البالونات الحارقة تجاه منطقة غلاف غزة؛ ويصنّف مراقبون سياسيون إطلاق البالونات الحارقة، ضمن الفعاليات "الخشنة"، لمسيرة العودة وكسرة الحصار؛ التي انطلقت منذ نهاية آذار/ مارس 2018. 

وينفخ الناشطون البالونات بواسطة غاز الهليوم، ويربطونها بفتيل مشتعل، ثم يطلقونها قرب السياج الحدودي بين غزة ومناطق الـ48، مستغلين حركة الهواء، التي تحملها باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع. وتتسبب هذه البالونات بحرائق في الحقول القريبة من الحدود. 

وبينما تنشغل الوحدة في تجهيز عدد من البالونات لإطلاقها، في وقت لاحق، تابع أبو حمزة: "سنكثّف من إطلاق البالونات، إذا استمر الاحتلال في التضييق على قطاع غزة". وطالب أبو حمزة الجانب الإسرائيلي بالالتزام التام ببنود تفاهمات التهدئة، التي فُرضت على طاولة المفاوضات غير المباشرة.

وأضاف أنه "إذا لم يلتزم العدو بها، نحن نعرف كيف سنلزمه من خلال حرق الغلاف، والمواقع العسكرية الإسرائيلية"، وأشار إلى أن الوحدة، تطلق بشكل يومي الشُّعل الحارقة، والبالونات المتفجرة، تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع. 

وتوعّد إسرائيل بـ"المزيد من المفاجئات، خلال الأيام القليلة القادمة، حال لم يلتزم بالتفاهمات".

وتوصلت الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، نهاية العام الماضي، عبر وسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة، لتفاهمات، تقضي بتخفيف الحصار عن القطاع، مقابل وقف الهدوء بمحاذاة المناطق السياج الأمني الفاصل.  غير أن الاحتلال، لم يلتزم بشروط التهدئة، كما يؤكد قادة فصائل المقاومة.

يذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، طالب الأطراف التي لعبت دور الوساطة للتوصل إلى تفاهمات تهدئة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي (قطر ومصر والأمم المتحدة)، بإلزام إسرائيل ببنودها.

واعتبر هنية، في تصريحات صدرت عنه أمس، الأربعاء، القرار الإسرائيلي بوقف توريد الوقود القطري لمحطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع، "عدوانا سافرا على الحقوق التي انتزعها الشعب الفلسطيني من خلال مسيرة العودة وكسر الحصار".

و"البالونات الحارقة" هي بالونات يتم ربطها بمواد قابلة للاشتعال، بدأ الفلسطينيون باستخدامها بعد الطائرات الورقية الحارقة أيضا في أيار/ مايو من العام الماضي، كأسلوب احتجاجي على المجازر التي ارتكبتها قوات الجيش بحقهم خلال إحياءهم فعاليات مسيرات العودة التي انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي، ولا تزال مستمرة. 

ويتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع والمناطق المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا خلال أحداث النكبة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

التعليقات