12/03/2020 - 11:22

خبراء: منع انتشار خطير لكورونا مسؤولية الجمهور أيضا

أعلنت الصحة الإسرائيلية عن وجود 100 مريض بكورونا، لكن التقديرات تشير إلى وجود عشرات الحالات الأخرى التي لا تعلم بها الوزارة، وأن حاملي الفيروس لا يشعرون بأعراضه، لكنهم قد ينقلون العدوى لآخرين يمكن أن تكون حياتهم في خطر

خبراء: منع انتشار خطير لكورونا مسؤولية الجمهور أيضا

خلال احتفالات بعيد المساخر في مدينة بني براك، أول من أمس (أ.ب.)

بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد 100 مريض، حسبما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية صباح اليوم، الخميس، لكن التقديرات تشير إلى أن عدد المصابين بهذا الفيروس أعلى من ذلك، وأنه يوجد عشرات المرضى الذين لم يتم تشخيصهم ولم تظهر عليهم أعراض المرض وربما لا يعلمون بإصابتهم، لكن الخطورة بذلك هي أنهم ينقلون الفيروس إلى آخرين كثيرين محيطين بهم أو يلتقون بهم في أماكن العمل والمواصلات العامة وأماكن أخرى، وقد يكون من تُنقل إليهم العدوى هم من الشريحة السكانية الحساسة للفيروس بشكل كبير، مثل مسنين ومرضى مزمنين، وإصابتهم بالفيروس تشكل خطرا على حياتهم.

وقال المسؤولون في وزارة الصحة، منذ بداية انتشار كورونا في البلاد، أن الفيروس جاء مع القادمين من خارج البلاد، لكن يبدو الآن أن أسباب انتشاره بدأت تختلف. وبحسب بيانات الوزارة، فإنه ليس معروفا مصدر انتقال عدوى الفيروس إلى المريضين رقم 29 و71. كما أن رجلا شُخص كمصاب بالفيروس، ويتواجد في حجر صحي منزلي، نقل العدوى إلى طفليه، اللذين يبلغان أقل من عشر سنوات.

وبذلك، تتسع دائرة الإصابة بمرض الكورونا وحاملي الفيروس في البلاد، من دون أن تتمكن وزارة الصحة من تشخيص مرضى كثيرين حتى الآن، فيما تتزايد الانتقادات لوزارة الصحة ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في أعقاب التعليمات لاحتواء انتشار الفيروس، التي توصف بأنها مليئة بالثقوب، خاصة وأن التقديرات تتوقع تزايد عدد المصابين بالفيروس لتصل إلى مئات، إن لم يكن آلاف، الحالات في البلاد، في الفترة المقبلة.

وأعلن نتنياهو، أمس، عن تشديد القيود، بحيث تمنع تجمعات لأكثر من 100 شخص، وتجري دراسة إمكانية إغلاق الجامعات والانتقال إلى التعليم عن بعد، وإجراء مباريات رياضية بدون جمهور. ويعتبر تشديد قيود كهذه جيدا ولكنه ليس كافيا أبدا. ونقل موقع "واللا" الإلكتروني، اليوم، عن خبراء في الأمراض المعدية قولهم إنه طالما لا تبدأ وزارة الصحة بإجراء فحوص لاكتشاف مرضى كورونا لأشخاص يشعرون أن صحتهم ليست جيدة، أو الذين يشعرون بأن صحتهم جيدة أيضا، فإن أعداد المرضى سترتفع.

ولفت الخبراء إلى أنه في أستراليا، على سبيل المثال، توجد مواقف في الشوارع، يصل إليها المواطنون بسياراتهم لإجراء فحص كورونا فيها، خلال أقل من دقيقة بواسطة طواقم طبية متخصصة. وهذه خطوة تهدف إلى كشف أكبر عدد ممكن من المرضى.

وتتعالى انتقادات كثيرة للتعليمات، التي تم الإعلان عنها أمس، وتقضي بأن من يعاني من ارتفاع في درجة حرارة الجسد وصعوبة في التنفس، عليه البقاء في المنزل ليومين بعد شفائه، وأنه لا حاجة إلى الاتصال بأحد المراكز الطبية، الأمر الذي كشف عن عدم قدرة الجهاز الصحي الإسرائيلي بإجراء أكثر من بضع مئات الفحوص لكورونا يوميا فقط.

وفي وضع كهذا، تعتمد وزارة الصحة على الجمهور كي يبادر إلى إجراء فحوص كورونا بنفسه، من دون أن تعترف بنقص المعدات الطبية، وأن يبادر من يعود من خارج البلاد، مثلا، إلى الدخول إلى حجر صحي منزلي بمبادرته الشخصية. لكن الكثيرين لا يفعلون ذلك، وقد اضطرت مدارس عديدة إلى تعليق الدوام في المدرسة كلها أو في صف دراسي معين، بعدما تبين أن معلمين أو طلاب أو عاملين عادوا من خارج البلاد ولم يدخلوا الحجر الصحي المنزلي أو أرسلوا أولادهم إلى المدرسة.

من الجهة الأخرى، فإن السؤال الأهم بالنسبة للجمهور هو متى سينتهي وباء الكورونا. وقال رئيس دائرة التحديث في صندوق المرضى العام وعضو طاقم مواجهة كورونا في وزارة الصحة، البروفيسور ران بليتسر، لموقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني، إن "فيروس كورونا هنا كي يبقى معنا، ولن يذهب إلى مكان آخر". وأضاف أن الأوبئة التي أصابت البشرية في السنوات والقرون الماضية، مثل الطاعون والكوليرا وإنفلونزا الطيور والخنازير وفيروس السارس، بداية القرن الحالي، لا تزال تظهر أحيانا وفي مواسم معينة، ولكن بشكل نادر للغاية، وذلك بعد تطوير لقاح لها منع انتشارها، ومن ثم تطعيم في سن الطفولة أو مراحل عمرية لاحقة، الأمر الذي قضى على ظهور هذه الأمراض بشكل شبه كامل.

وتابع بليتسر أن هذا ما سيحصل مع كورونا أيضا. وأضاف أنه من الناحية العلمية، فإن تطوير لقاح لأي وباء، في عصرنا، يستغرق فترة يمكن أن تصل إلى عام في الحد الأقصى. وشدد على أنه إلى حين تطوير لقاح، ومن ثم تطعيم، فإنه ثمة أهمية هائلة للانصياع لتعليمات السلطات واتباع الوقاية، من أجل محاصرة الوباء ومنع انتشاره، وهذه مسؤولية لا تتحملها السلطات فقط وإنما الجمهور كله أيضا.

التعليقات