25/05/2020 - 22:11

الاحتلال أصاب فلسطينيين برصاصه الحي ثم ادعى محاولتهما الطعن

أظهرت التحقيقات الأولية والشهادات التي نقلها شهود عيان، زيف رواية الاحتلال حول إصابة مزارعين فلسطينيين برصاص قواته في سهل للقمح بين بلدتي المغير وترمسعيا شمالي مدينة رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، في وقت سابق صباح اليوم، الإثنين.

الاحتلال أصاب فلسطينيين برصاصه الحي ثم ادعى محاولتهما الطعن

أظهرت التحقيقات الأولية والشهادات التي نقلها شهود عيان، زيف رواية الاحتلال حول إصابة مزارعين فلسطينيين برصاص قواته في سهل للقمح بين بلدتي المغير وترمسعيا شمالي مدينة رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، في وقت سابق صباح اليوم، الإثنين.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أطلق النار على فلسطينيين اثنين وأصاب أحدهما في قدمه والآخر في بطنه، نقلا على إثرها إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، زاعما محاولتهما تنفيذ عملية طعن في أعقاب مناوشات اندلعت مع مستوطنين في السهل الواقع بين قريتي المغير وترمسعيا.

وقال الجيش في بيانه "تلقينا بلاغا عن محالة تنفيذ عملية طعن بالقرب من مستوطنة ‘عميحاي‘ حيث حاول مخربان طعن مقاتلين عملوا في المنطقة، ورد المقاتلون بإطلاق النار باتجاه المخربين".

الاحتلال يحقق من نفسه

ووفقًا للتحقيق الأولى الذي أجراه جيش الاحتلال، فإن "مواجهة كلامية نشبت صباح اليوم بين عائلة فلسطينية تحصد القمح في حقل زراعي وسط الضفة الغربية ومجموعة من المستوطنين في المنطقة".

وبحسب التحقيق فإن "المنسق الأمني ​​للمستوطنة وصل إلى المكان ودخل في مواجهة مع أفراد العائلة الفلسطينية، حتى قرر الاتصال بقوات الجيش الإسرائيلي، وطالب العائلة بعدم مغادرة المنطقة حتى وصول الجنود".

وادعى التحقيق أن قوة تابعة للواء "كفير" التابع للكتيبة 97 في الجيش الإسرائيلي وصلت إلى المكان، وفي هذه المرحلة، كان المستوطنون قد غادروا. وزعم الجيش في تحقيقه أن القوة طلبت من أفراد الأسرة الفلسطينية بإظهار وثائق ثبوتية للتعريف عن هوياتهم.

ورفض أفراد الأسرة الفلسطينية ذلك، مشددين على أن المستوطنين هم من اقتحموا حقلهم وملكيتهم الخاصة، وأوضحوا لقوة الاحتلال أنهم لن يتعاونوا معها طالما لم يتم الطلب من المستوطنين تقديم إجابات حول اقتحامهم.

ووفقًا لرواية جيش الاحتلال، نشب جدال بين عناصر الجيش وأفراد الأسرة الذين طولبوا بالجلوس أرضًا. وزعم الجيش أن قواته رأت في هذه المرحلة، رب الأسرى قادما برفقة قريب له وهو يمسك بيده منجلا استخدمه في حصد القمح.

هاجم عناصر الاحتلال الأب وقريبه بالغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، ما أدى إلى سقوطهما على الأرض، وبعد دقائق، نجح الأب بالنهوض.

وجاء في تحقيق الاحتلال أنه على الرغم من استلقاء الأب وقريبه على الأرض بعد مهاجمتهما بالغاز المدمع ورذاذ الفلفل، إلا أن جنود الاحتلال لم يحاولوا إبعاد أدوات الزراعة والحصاد التي حملها أفرد أسرة أبو عليا.

وزعم جنود الاحتلال أنه في لحظة معينة حاول الأب وقريبه من النهوض والاقتراب من هذه الأدوات، ليتم استهدافهم مباشرة بالرصاص الحي، ما أسفر عن إصابة أحدهما في بطنه والآخر في قدمه.

إطلاق الرصاص الحي أولا ثم "التحذير"

وخلافا لمزاعم الاحتلال، ذكر أحد المصابين، وهو مراد أبو عليا، الذي يرقد في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، أنه بعد رحيل المستوطنين، وصلت قوة من جيش الاحتلال، خلال حصده للقمح برفقة شقيقه وزوجته وأطفاله وصلت مركبة عسكرية وكان على متنها عدد من الجنود بالإضافة إلى رجل أمن يعمل في المستوطنة.

وأوضح أبو عليا أن المركبة العسكرية اقتربت منهم ثم توقفت وترجل منها بعض الجنود، وحينها بدأوا بالتقدم نحو الأسرة، وطالبتهم بالجثو أرضًا، ولم يمهلوهم ليطلقوا نيرانهم الحية "ويصيبوا أخي عماد بثلاثة أعيرة نارية"، وفقًا لمراد الذي اقترب نحو أخيه، ليصيبه قوات الاحتلال في بطنه.

وأكدت زوجة مراد أبو عليا أن هذه الأحداث وقعت في أراضٍ في سهل ترمسعيا، بعيدًا عن مستوطنة "عميحاي"، كما زعم الاحتلال. وشددت على أن المستوطنين قدموا من المستوطنة واعتدوا على أفراد الأسرة وبعض رعاة الأغنام الذين تواجدوا في المكان.

وأكد شهود عيان أن أفراد عائلة أبو عليا استخدموا المناجل والأدوات الحادة لحصد القمح، مشددين على أن من يخطط لتنفيذ عملية طعن "لا يقدم إلى المكان برفقة روجته وأطفاله"، حفاظا على سلامتهم.

وذكر المزارع حمزة أبو عليا وهو ابن عم المزارعين اللذين تم الاعتداء عليهما أنه "كنا نظن أن المستوطنين هم من أطلق النار بعد مهاجمتهم لنا، لكن تبين أن من أطلق النار هو جيش الاحتلال".

وأوضح أبو عليا أن المستوطنين استقدموا حارس أمن المستوطنة الذي بدوره استدعى جيش الاحتلال، وأطلقوا النار باتجاه المزارعين، الذين كانوا يحصدون المحاصيل في أراضيهم، بعدما طلبوا منهم الخروج منها.

ونفى أبو عليا ادعاءات جيش الاحتلال حول محاولات تنفيذ عملية طعن، وقال: "هذا الحديث عارٍ عن الصحة، وكان معنا نساؤنا وأطفالنا، وهو ما يدحض مزاعم جيش الاحتلال".

من جانبه، أكد الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان، كاظم الحج محمد، أن مجموعة من المستوطنين هاجمت المزارعين خلال عملهم بأرضهم الواقعة بين قرية المغير وبلدة ترمسعيا.

وأشار الحج محمد إلى أن الأهالي خرجوا للتصدي للمستوطنين فاقتحمت قوات الاحتلال المكان لحمايتهم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات. وأصيب أربعة فلسطينيين بغاز الفلفل خلال مواجهات اندلعت شمال شرق رام الله عقب الاعتداء، وفق مصادر محلية.

التعليقات