30/07/2020 - 11:51

بنك إسرائيل: الطبقة الوسطى الدنيا الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية

مئات آلاف العاطلين عن العمل لا يؤثرون على القوة الإنتاجية، لكن من شأن تراجع الاستهلاك الشخصي أن يؤثر على الناتج الخام المحلي، ونسبة العاطلين عن العمل العرب والحريديين لم تتغير بشكل جوهري هذا العام قياسا بالعام الماضي

بنك إسرائيل: الطبقة الوسطى الدنيا الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية

مظاهرة ضد إخفاقات نتنياهو بمواجهة كورونا قبلة الكنيست، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

أكدت معطيات أن الطبقة الوسطى الدنيا في إسرائيل هي الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا، ونسبة مرتفعة من أولئك يتواجدون بين العُشرين الثالث حتى السابع على سلم الدخل، وبشكل خاص في العُشرين الرابع والخامس. وتتراوح أجور هذه الفئة ما بين 5500 شيكل إلى 8000 شيكل شهريا. وجاءت هذه المعطيات في تحليل أجراه البنك المركزي الإسرائيلي، ويستند إلى معطيات دائرة الإحصاء المركزية للعام 2019 مقارنة بالعام الحالي، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الخميس.

وأشار تحليل بنك إسرائيل، الذي استُعرض خلال لجنة التشغيل الحكومية، إلى أن ملامح المفصولين من العمل من جراء جائحة كورونا لا تختلف جوهريا عن ملامح العاطلين عن العمل في العام الماضي. كما أن بين العاطلين الجدد عن العمل، بسبب الجائحة، لا يوجد تمثيل زائد لشبان أو عديمي الكفاءات قياسا بالفترة نفسها من العام الماضي، كما أن نسبة كبار السن العاطلين عن العمل مشابهة.

كذلك لا يوجد فرق بما يتعلق بعدد سنوات الدراسة بين العاطلين عن العمل في العام الحالي والعام الماضي، وتبين أن معدل سنوات الدراسة لدى العاطلين عن العمل، في أيار/مايو الماضي، كان 15.1 سنة مقابل 16 سنة في أيار/مايو العام الماضي.

وكانت نسبة العاطلين عن العمل الذين لديهم 15 سنة دراسية على الأقل 51% في شباط/فبراير الماضي، مقابل 53% في الشهر نفسه من العام الماضي. وبلغت هذه النسبة 47% في أيار/مايو الماضي مقابل 52% من أيار/مايو العام الماضي.

ويتبين أن المشكلة المركزية في سوق العمل الإسرائيلية في زمن كورونا هي انخفاض الطلب على عاملين، وتراجع كبير في عدد الوظائف الشاغرة. ولا يتعلق هذا التراجع الكبير بفروع اقتصادية أغلِقت أو تقلصت، مثل قطاعات الترفيه والمطاعم، وإنما بفروع مثل العقارات، البنوك، التأمينات، الخدمات المالية والاتصالات، وأصبحت هناك فجوة كبيرة بين معطيات العام الحالي قياسا بالعام الماضي.

يشار إلى أن عدد العاطلين عن العمل في أعقاب إغلاقات كورونا، في آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين، ارتفع من حوالي 180 ألفا إلى أكثر من مليون، فيما عاد منهم إلى العمل بعد فتح المرافق الاقتصادية، منذ 19 نيسان/أبريل، بضع مئات آلاف قليلة، ليبقى قرابة 800 الف عاطل عن العمل، حسب معطيات مصلحة التشغيل. ويعني ذلك أنه من دون انتعاش كبير في سوق العمل، سيكون من الصعب جدا إيجاد حل لمئات آلاف العاطلين عن العمل الحاليين.

وحسب معطيات بنك إسرائيل، فإن النشاط الاقتصادي بمجمله تضرر أقل من التشغيل، وقسم كبير من العاملين فُصلوا من أماكن عمل ذات إنتاجية متدنية، ولذلك تأثير الفصل من العمل على الناتج متدن. لكن من الجهة الأخرى، ولأن القسم الأكبر من الناتج المحلي الخام ينبع من الاستهلاك الشخصي، ويوجد تمثيل كبير للطبقة الوسطى بين العائلات المتضررة من الجائحة، فإن التخوف هو من تراجع أكبر في الاستهلاك الشخصي، الأمر الذي سيؤدي إلى تعميق الأزمة الاقتصادية.

وبحسب تحليل بنك إسرائيل، فإن نسبة العاطلين عن العمل العرب والحريديين لم تتغير بشكل جوهري، رغم أنه حدثت قفزة في شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل في نسبة العاطلين عن العمل العرب والحريديين، ونشأت فجوة كبيرة بين العام الحالي وبين الشهرين نفسيهما من العام الماضي. وبلغت نسبة العاطلين عن العمل العرب والحريديين 22%، في أيار/مايو الماضي، بينما كانت هذه النسبة 21% في الشهر نفسه من العام الماضي. وقبل الجائحة، كانت نسبة هؤلاء العاطلين عن العمل 16%، في شباط/فبراير الماضي، فيما كانت النسبة 20% في شباط/فبراير 2019.

ولم تتغير نسبة النساء بين العاطلين عن العمل بشكل جوهري ايضا. ففي شباط/فبراير الماضي بلغت نسبتهن بين العاطلين عن العمل 59%، بينما هذه النسبة في الشهر نفسه من العام الماضي كانت 56%. وانخفضت نسبة النساء بين العاطلين عن العمل إلى 57% في آذار/مارس الماضي، وكانت 56% في الشهر نفسه من العام الماضي.

التعليقات