14/09/2020 - 12:52

أطباء ضد فحوصات كورونا: "دقيقة في إسرائيل أكثر من اللازم"

قال أطبّاء كبار في وزارة الصحّة الإسرائيليّة إن المعايير التي المتبّعة في إسرائيل لتصنيف فحوصات كورونا أكثر دقّة من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة، بحسب ما نقلت صحيفة "معاريف"، اليوم، الإثنين.

أطباء ضد فحوصات كورونا:

من القدس (الظاهرون في الصورة ليسوا بالضرورة مصابين) (أ ب)

قال أطبّاء كبار في وزارة الصحّة الإسرائيليّة إن المعايير التي المتبّعة في إسرائيل لتصنيف فحوصات كورونا أكثر دقّة من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة، بحسب ما نقلت صحيفة "معاريف"، اليوم، الإثنين.

ونتيجة لذلك، وفق الأطباء، نسبة المصابين مقارنة بمليون نسمة في إسرائيل هي الأعلى مقارنةً بدول أخرى حول العالم. ويعتقد هؤلاء الأطباء أنّه إن اتّبعت إسرائيل معايير أخرى، سينخفض عدد المصنّفين مصابين بالفيروس "بصورة كبيرة".

وتؤخذ عيّنات كورونا بعد إجراء الفحوصات إلى جهاز PCR في المختبرات لتحديد المجموع الوراثي (الجينوم) للفيروس. يحاول الجهاز تحديد إشارات الفيروس عبر مسار يعود على نفسه عشرات المرّات، حدّدت وزارة الصحّة أن تكون هذه المرّات 37 جولة، بينما هي في ألمانيا 30 جولة وفي الولايات المتحدة 34 جولة.

بمعنى أن أشخاصًا قد يصنّفون في إسرائيل مصابين بالفيروس، بينما هم في الولايات المتحدة وألمانيا غير مصابين به، ولن يدخلوا الحَجر أساسًا.

وقدّر مدير وحدة العدوى في المركز الطبي برزيلاي في عسقلان، بروفيسور شلومو معيان، انخفاض عدد المرضى في إسرائيل بشكل كبير جدًا، إن لاءمت معاييرها لمعايير دول أخرى، وشرح "المعيار في إسرائيل يؤدّي إلى أن عدد المصابين كبير جدًا. إن خفّضوا عدد الجولات، قد يكون عدد المرضى أقلّ، وبالتالي الضغط لإغلاق الدولة سيكون أقلّ أيضًا".

بينما ادّعى مدير عام وزارة الصحّة الأسبق والباحث بروفيسور يورام ليس، إنّ الفحوصات في إسرائيل "تكذب لأنها حسّاسة أكثر من اللازم"، وأضاف أن الفحوصات لا تميّز بين "فيروس حي" و"فيروس ميّت".

وأكّد مدير عام المركز الطبّي هداسا، بروفيسور زئيف روتشطاين، أن الفحوصات التي تجري "دقيقة جدًا"، وأوضح "لكل مختبر هناك نوع خاص، لا معايير موحدّة. لكنّ الفحوصات دقيقة، هذا ما أستطيع قوله بثقة. لا يوجد أكثر أو أقلّ، نرى أنه توجد دقّة. وأفترض أن غالبية المشافي تعمل مثلنا".

وكشف روتشطاين أنّ وزارة الصحّة أبلغت المشافي أنها ستخفّض عدد "الفحوصات السريعة" إلى النصف.

وكان روتشطاين اتهم، يوم الجمعة الماضي، وزارة الماليّة بتأخير تخصيص ميزانيّات يمكنها أن تساعد المشافي التي تدّعي أنها تنهار على وقع الارتفاع الكبير في الإصابات بكورونا.

وأضاف روتشطاين، لصحيفة "هآرتس"، أنّ "حجّة الإغلاق الآن هي الخشية من انهيار المشافي، أنا أخشى أن هذه الحجّة بسيطة. المشافي تتعامل مع كورونا منذ 7 أشهر. خلال هذه المدّة كنا نستطيع تجهيز أنفسنا للمراضة في الشتاء، بميزانيات إضافيّة كنا نستطيع أن نجلب طواقم إضافيّة، ممرّضات للعناية المكثّفة وأطبّاء. لكنّهم لم يحوّلوا أموالا للمشافي".

والأسبوع الماضي، طالب عشرات الأطباء والباحثين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعدم اتخاذ قرار بفرض إغلاق شامل في إطار مواجهة انتشار فيروس كورونا، وأكدوا أنه ليس فقط أن الإغلاق لا يلجم الفيروس، وإنما يسبب أضرارا صحية للجمهور ويطيل فترة انتشار الفيروس.

وبعث الأطباء والباحثون عريضة إلى نتنياهو، الخميس الماضي، وفقا للقناة 12، جاء فيها أنه "ندرك الضغوط التي تمارس عليك، ونشدد على أن السياسة التي تطبقها إسرائيل بقيادتك بشكل فعلي ستقودنا إلى شاطئ الأمان قريبا".

وشددت العريضة على أن "الإغلاقات والقيود ليس فقط أنها لا تؤدي إلى اختفاء الفيروس، وإنما تتسبب بأضرار خطيرة لصحة وحياة الناس وتطيل الفترة التي تناقل فيها في المجتمع".

وأضافت أنه "بفضل المهنية والالتزام والتضحية الشخصية التي تميّز الطواقم الطبية في إسرائيل دائما، وبفضل الاستثمار في جهاز الصحة منذ سنوات طويلة، وبفضل الميزات الديمغرافية والأحوال الجوية، وبفضل مداومة حازمة لسياسة تقليل القيود، ستتمكن إسرائيل من التباهي بإدارة صحيحة للوباء".

وطرح الأطباء والباحثون في عريضتهم بديلا للإغلاق وخطة عمل للأشهر الثلاثة المقبلة، قبل حلول فصل الشتاء، وتشمل تبني نموذجٍ مدروسٍ للعيش إلى جانب الفيروس، وفي مركزه تقليص القيود على السكان الذين ليسوا في خطر، وعزيز جهاز الصحة والمستشفيات من أجل منع تراجع أدائها وضغطا أكبر عليها، وذلك بواسطة تأهيل فوري لقوى عاملة داعمة للمستشفيات والأطباء.

التعليقات