06/10/2020 - 10:00

تفاهمات سرية بين الشرطة والحريديين بتنظيم احتفالات بمشاركة الآلاف

رغم انتشار كورونا الواسع في التجمعات الحريدية، توصل قادة الشرطة في القدس إلى تفاهمات مع الحريديين في حي "ميئا شعاريم"، سمحت بإجراء احتفالات مسائية يومية بمشاركة الآلاف، فيما غضت الشرطة النظر عنها

تفاهمات سرية بين الشرطة والحريديين بتنظيم احتفالات بمشاركة الآلاف

حشود من الحريديين خلال جنازة أحد الحاخامات في أشدود، أمس (أ.ب.)

رغم أن التقارير الرسمية الإسرائيلي تفيد بأن انتشار فيروس كورونا الأكبر هو في المناطق التي يسكنها الحريديون، إلا أن هذا لم يمنع الشرطة من التوصل إلى تفاهمات سرية مع مجموعات حريدية متزمتة جدا في حي "ميئا شعاريم" في القدس، بالسماح لهم بتنظيم تجمهرات في مناسبات دينية، كعيد العرش الحالي، وبمشاركة الآلاف كل مساء، "شريطة ألا يتم نشر توثيق"، صورا أو مقاطع فيديو، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، نقلا عن مصدرين حريديين.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفي موازاة هذه التفاهمات السرية وعلى خلفية انتقادها، بادرت الشرطة، أول من أمس، إلى تنفيذ حملة واسعة لإنفاذ القانون في "ميئا شعاريم" واعتقلت عددا من السكان، على مسافة تبعد عشرات الأمتار عن قاعات تدريس التوراة في الكُنس والتي جرت فيها احتفالات وصلوات بمناسبة عيد العرش بمشاركة حشود غفيرة وامتنعت الشرطة عن الدخول إليها. لكن الشرطة ادعت، وفقا للصحيفة، أن هذه الاحتفالات والصلوات في القاعات لم تحدث وأنه لا يوجد توثيق لاحتفالات كهذه، ووصفت أقوال المصادر الحريدية بأنها "كاذبة ونرفضها جملة وتفصيلا".

ويذكر أن رئيس كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية في الكنيست، يعقوب ليتسمان، استقال من منصبه كوزير للإسكان، بسبب قرار الحكومة بمنع الاحتفالات بعيد العرش، ودون أن تنسحب هذه الكتلة من الائتلاف الحكومي. ويبدو أن هذه الخطوة دفعت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الإيعاز للشرطة، من خلال وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، بالتساهل مع هذه الجماعات الحريدية، التي يمثلها ليتسمان. وقالت وسائل إعلام، أمس، إن ليتسمان يسعى في هذه الأثناء إلى العودة إلى منصب وزاري.

خلال جنازة حاخام في أشدود، أمس (أ.ب.)

ونقلت الصحيفة عن مصادر حريدية قولها إن قائد مركز الشرطة في وسط القدس،، شيمي مرتسيانو، تحدث قبل عيد العرش مع ممثلين عن جماعات حريدية متزمتة جدا وتوصل إلى تفاهمات معهم. وإثر هذه التفاهمات، جرت احتفالات ليلية حاشدة في قاعات الكنس، منذ مساء يوم الجمعة الماضي. وقالت الصحيفة إن قوات الشرطة لم تدخل إلى القاعات لفض التجمهرات الكبيرة، رغم أن القوات تواجدت على بعد عشرات الأمتار منها.

وحسب المصادر الحريدية، فإنه تم الاتفاق مع الشرطة أن تواصل الجماعات الحريدية الاحتفالات بعيد العرش، بمشاركة الآلاف، وأن يهتم المسؤولون في هذه الجماعات بألا يتم نشر توثيق للاحتفالات. ومن جانبه، تعهد ضابط الشرطة مرتسيانو بأن تغض الشرطة النظر عن هذه الاحتفالات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة علمت بتنظيم الاحتفالات والتخطيط لها في تلك الجماعات الحريدية. وأعلنت الشرطة عشية العرش أنها استدعت ممثلين عن الجماعات إلى "محادثات توضيحية"، بأنها لن تسمح بخرق تعليمات كورونا، التي تمنع تجمهر أكثر من 20 شخصا في مكان مفتوح و10 أشخاص في مكان مغلق. كما أن الشرطة أعلنت أن قائد الشرطة في منطقة القدس، دورون ياديد، أوعز للضباط بممارسة "إنفاذ القانون بلا مساومة" ضد خرق التعليمات.

وعبرت الجماعات الحريدية عن رضاها من التفاهمات وحرصت على عدم دخول غرباء إلى احتفالاتهم الحاشدة. وأصدرت إحدى الجماعات دعوات رسمية للاحتفالات وسمحت بدخول من يحملها فقط. وقال أحد أفراد هذه الجماعات إن "كل جماعة وضعت حراس عند المداخل ودققوا في هويات القادمين للاحتفالات. وعندما كانوا يتعرفون على شخص لا ينتمي إلينا كانوا يهتمون بطرده من المكان. وواضح أنه يوجد حظر مطلق على توثيق ما يحدث في الداخل".

وأضاف المصدر نفسه أن الاحتفالات تجري كالمعتاد، وأن "آلافا كثيرة شاركوا أمس باحتفال استقاء الماء الذي نظمته إحدى الجماعات وأكثر من ألف في احتفال نظمته جماعة أخرى، بوجود فرقة موسيقية ورقص كما يحدث كل سنة".

وبادرت الشرطة إلى حملة إنفاذ القانون في "ميئا شعاريم"، أول من أمس، واعتقلت 18 شخصا وبعضهم مروا في الحي صدفة، ولم يشاركوا في الاحتفالات. وفي حالتين، اعتقلت الشرطة شخصين لم يشاركا في المواجهات وإنما قاما بتوثيقها فقط.

التعليقات