31/12/2020 - 14:09

دراسة: NSO انتهكت خصوصية 32 ألف شخص

فيما ادعت NSO أن البيانات التي جمعتها لم تشخص الأفراد الذين سُرقت منهم، إلا أن الدراسة الجديدة، أكدت أن البيانات التي جمعتها الشركة الإسرائيلية كانت حقيقية تماما* "NSO وشاكلاتها تشكل تهديدا كبيرا على جميعنا"

دراسة: NSO انتهكت خصوصية 32 ألف شخص

مقر قناة الجزيرة في الدوحة، التي تعرض صحافيوها لاختراق هواتفهم ببرنامج NSO (أ.ب.)

كشفت دراسة جديدة عن أن شركة NSO الإسرائيلية، التي تنتج وتصدر برامج سيبرانية تجسسية وهجومية، انتهكت خصوصية 32 ألف شخص على الأقل، من خلال استخدام بيانات حقيقية لهم، وبينهم مواطنون إسرائيليون، بادعاء توضيح شكل عمل برنامج "فلمينغ" أمام حكومات وصحافيين في العالم.

وفيما ادعت NSO أن البيانات لم تشخص الأفراد الذين سُرقت منهم، إلا أن الدراسة الجديدة التي أجرتها وكالة أبحاث في جامعة لندن، باسم Forensic Architecture، وتنشط في مجال انتهاك حقوق الإنسان بوسائل مختلفة من جانب حكومات وأجهزة شرطة ومنظمات في العالم، أكدت أن البيانات التي جمعتها الشركة الإسرائيلية كانت حقيقية تماما.

ووفقا للباحثين، فإن برنامج NSO استند إلى أكثر من نصف مليون نقطة بيانات إلكترونية مختلفة، جُمعت من حوالي 32 ألف هاتف نقال، أي من أشخاص حقيقيين. وجرى جمع المعلومات خلال شهر ونصف الشهر، وشمل البرنامج في نهاية الأمر بيانات لمستخدمين من إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية ورواندة، وجميع هذه الدول تستخدم برنامج "بيغاسوس" للتجسس من خلال الهواتف النقالة والذي طورته NSO.

وأضاف الباحثون أنه خلال محاولة لتقفي حركة النقاط في الخريطة، تبين أن الحديث يدور عن أنماط حركة تطابق حركة أشخاص حقيقيين. ويتطابق ذلك مع تقرير صادر عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، الذي نُشر في نيسان/أبريل الماضي، حول مخاطر استخدام برنامج NSO لرصد مخالطات أشخاص، حسبما ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني اليوم، الخميس.

وقال التقرير حينها إن "تجريب البرنامج جرى استنادا إلى معلومات – مواقع، التي تم الحصول عليها من سماسرة الذين يتاجرون بالمعلومات التي تُجمع بواسطة تطبيقات هواتف نقالة وتسمح للمستخدمين بجمع معطيات موقعهم. وطبعا استخدام كهذا يتجاوز مبدأ الاقتراب من الهدف والموافقة الحرة للمستخدم، والتي لم تُمنح لأهداف التعقب من جانب أجهزة أمن".

واستندت الدراسة إلى مخزون معلومات مكشوف وعثر عليه باحث حماية المعلومات في أيار/مايو الماضي، واحتوى على البيانات التي استند إليها برنامج "فلمينغ" الذي طورته NSO.

وعقبت NSO بالادعاء أنه "تم تطوير برنامج فلمينغ كأداة تحليل غايتها مساعدة صناع القرار في مواجهة انتشار وباء كورونا. وشركة NSO لا تجمع معلومات من أجل تفعيل البرنامج، كما أنه لا توجد للشركة أي توجه متاح لمعلومات يجمعها المستخدمون الدولتيون".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، نشر رئيس "ميكروسوفت" العالمية، براد سميث، منشورا ضد NSO والشركات المشابهة لها، ووصفها بأنها "مرتزقة القرن الـ21". وأضاف أن شركات خاصة، مثل NSO، التي تطور أدوات ذكية للتعقب والاختراق وتبيعها لاستخدام حكومات، قسم منها استبدادية وتضع البشرية في خطر واسع.

وانضمت ميكروسوفت وجوجل وشركات عملاق أخرى إلى وجهة نظر قدمها "أصدقاء المحكمة" في الدعوى التي رفعتها واتسآب ضد NSO، واتهمتها بأن برنامجها التجسسي "بيغاسوس" استغل ضعفا في تطبيق الرسائل في 1400 حالة مختلفة على الأقل.

وجاء في ملخص الدعوى أنه "كلما ازداد عدد الشركات الخاصة التي تطور أدوات كهذه، وتزايد عدد الحكومات التي تشتريها، يتزايد خطر وقوعها بالأيدي غير الصحيحة وتشكل تهديدا كبيرا على جميعنا".

وكشف مركز أبحاث "سيتيزن لاب" التابع لجامعة تورونتو الكندية، مطلع الأسبوع الماضي، عن اختراق السعودية والإمارات هواتف عشرات الصحافيين العاملين في شبكة "الجزيرة" الإخبارية، و"التلفزيون العربي"، وذلك من خلال استخدام "برنامج بيجاسوس للتجسس الذي طورته مجموعة NSO".

التعليقات