02/08/2021 - 16:52

العليا الإسرائيلية ترجئ قرارها بشأن إخلاء 4 عائلات فلسطينية من الشيخ جرّاح

سقط مقترح القُضاة في المحكمة الإسرائيلية العليا، اليوم الإثنين، خلال جلسة المحكمة التي تنظر في التماسات 4 عائلات فلسطينية ضد قرارات إخلائها من منازلها في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة وإحلال مستوطنين مكانهم، بعد أن رفض أهالي الحيّ والمستوطنين التوصل

العليا الإسرائيلية ترجئ قرارها بشأن إخلاء 4 عائلات فلسطينية من الشيخ جرّاح

من قاعة المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة (تصوير: "عرب 48")

أرجأت المحكمة الإسرائيلية العليا، اليوم الإثنين، إصدار قرارها بشأن التماس قدمته لها 4 عائلات فلسطينية، ضد قرار إخلائها من منازلها في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة.

ورفضت العائلات الفلسطينية مقترح القُضاة بالتوصل إلى تسوية مع المستوطنين يعترفون من خلالها بملكية المستوطنين للأراضي المقامة عليها بيوت العائلات المهددة بالإخلاء في الشيخ جرّاح، وهو ما أدى لسقوط مقترح التسوية.

من قاعة المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة (تصوير: "عرب 48")

ولم تحدد المحكمة موعد إصدار قرارها بشأن القضية، أو عقد جلسة أخرى للمحكمة.

وأوضح محامي العائلات الفلسطينية، حسني أبو حسين، رجّح من خلال تصريح له خارج قاعة المحكمة بعد انتهاء الجلسة، أن المحكمة ستعيّن جلسة جديدة للنظر بادعاءات الطرفين.

من جانبه، قال المحامي سامي ارشيد، بعد انتهاء جلسة المحكمة "استمعت المحكمة إلى ادعاءات الأطراف ولم تتوصل المحكمة إلى أي قرار، وقالوا إنهم سيصدرون قرارا، ولكن يبدو أنه ستكون جلسة أخرى للنظر في القضية".

وكان حل التسوية المقترح ينص على أن تبقى العائلات الفلسطينية في بيوتها مقابل تعريفهم بـ"سكان محميين" (وهو مكررٌ وليس جديدا).

أما الجديد بمقترح تسوية القُضاة أنّ المحكمة كانت ستعتبر الجيل الصغير (الحالي) من أهالي حي الشيخ جرّاح هو الجيل الأول وعدم اعتبارهم أبناء الجيل الثالث كما هم معرفون اليوم، وهو ما يؤجل ويعوّق إمكانية ترحيل السكان من بيوتهم لعشرات السنوات.

ومن جهة المستوطنين يطالب المحامي الممثل عنهم أن يعترف الفلسطينيون بملكية المستوطنين للبيوت، وهو الأمر الذي رُفض في السابق وكذلك في المحكمة الجارية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقال القاضي، يتسحاق عميت، إن "هذه التسوية (اعتراف العائلات الفلسطينية بملكية المستوطنين مقابل تعريفهم بـ"سكان محميين") تعطينا مجالا للتنفس لسنوات وإلى حينها إما أن تجري تسوية للأراضي أو يحل السلام ولا نعلم ما الذي سيحدث".

وقال المحامي المترافع عن أهالي حي الشيخ جراح، د. سامي ارشيد، للقضاة إن "أهالي حي الشيخ جراح أصحاب الأرض بالطابو ومسجلين فيه، ولكن إشكاليات حدثت منعت ترتيب التسجيل بشكل منظم، ولكننا سنرتب تلك الإشكاليات قريبا ويتم تسجيل البيوت بأساميهم".

وأورد مراسل موقع "عرب 48" من داخل قاعة المحكمة أن "المحكمة تحاول فصل ملفات البيوت، وتقسيمها، لكي لا تعتبر كل البيوت المهددة بالتهجير في الحي في رزمة واحدة تسري عليها كل القرارات، ليصبح كل ملف ذو خاصية مستقلة".

وكانت قد بدأت جلسة المحكمة الإسرائيلية العليا، اليوم الإثنين، بعد تأخير ساعتين عن الموعد الأولي للجلسة.

من قاعة المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة (تصوير: "عرب 48")

ومن شأن هذا القرار المرتقب أن يلقي بظلاله على مصير 9 عائلات فلسطينية أخرى مهددة بالإخلاء من الحي المقدسي في قضايا ينظر بها قضاء الاحتلال على انفراد.

ووصل أهالي الحي إلى مبنى المحكمة في القدس المحتلة برفقة محامييهم، د. سامي ارشيد وحسني أبو حسين. وحضر ناشطون ومتضامنون فلسطينيون خارج أسوار مبنى المحكمة للتظاهر والهتاف ضد إخلاء الحي من سكانه وإحلال مكانهم مستوطنين.

وأفاد مراسل "عرب 48" أن حراس الأمن أدخلوا لمبنى المحكمة، العائلات صاحبة الشأن والصحافيين وبعض الناشطين، ولكن العدد الأقصى الذي يسمح به بدخول قاعة المحكمة - حيث تُدار الجلسة - هو 30 شخصا.

ويعيش أهالي الحي والفلسطينيون عامة، حالة من الترقب لما ستقضي به المحكمة العليا بشأن الالتماسات.

وفي سياق متصل، كانت قد أكدت الوثائق التي قدمتها السلطات الأردنية للعائلات الفلسطينية المهددة بالإخلاء من حي الشيخ جرّاح، أن السلطات الأردنية عملت بالفعل على نقل ملكية الأراضي والمباني المقامة عليها في الشيخ جراح، لملكية العائلات الفلسطينية، وأن حرب حزيران/ يونيو 1967 عطّلت هذه الإجراءات.

صورة إحدى الوثائق الأردنية

وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشرته، أمس الأحد، إلى أن الفرق بين هذه الوثائق وبين الوثائق التي سُلمت سابقًا، أن الوثائق السابقة تحدّث عن "نوايا" بينما تشير هذه الوثائق إلى خطوات عملية لتطويب الأرض بأسماء السكان، وأن المسار القانوني كان على وشك الاستكمال لولا شنّ إسرائيل حرب 67، واحتلال القدس.

التعليقات