أظهرت دراسة بريطانية إلى أن خليط الأجسام المضادة، الذي تنتجه شركة "ريجينيرون" للأدوية، قلل عدد وفيات المرضى في المستشفيات الذين لم تنتج أجسادهم أجساما مضادة، كما أنه يسهم وبشكل فعال في تقليل نسبة الوفيات بفيروس كورونا، وأيضا تقليص المدة التي يحتاجها الشخص المصاب بالفيروس للبقاء في المستشفى.
ويعرف الدواء باسم "ريجين-كوف" ويتوفر في البلاد، حيث يتم استعماله بموجب وزارة الصحة الإسرائيلية للمسنين ممن يعانون من أمراض من شأنها أن تتحول لأمراض مزمنة وخطيرة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن وزارة الصحة في البلاد لا تعطي هذا الدواء لمرضى كورونا، خاصة ممن يخضعون للعلاج والحجر الصحي المنزلي.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مسؤول كبير في إحدى المستشفيات الإسرائيلية قوله "فقط أولئك الذين تمكنوا من الوصول إلينا يتلقون الدواء، إنها ليست بالضرورة مسألة صفقات، الجمهور لا يعرف شيئا عن هذا الدواء. فقط أولئك الذين يتمكنون من الإصرار وطلب الدواء، قد يكونون قادرين على الحصول عليه".
ويتكون دواء "ريجينيرون" من أجسام مضادة لفيروس كورونا، حيث إن الغرض من استعماله هو علاج المرضى بجيل 65 عاما وما فوق ويعانون حالات مرضية طفيفة، لكنهم عرضة لخطر الإصابة بمرض خطير.
وأوضح عالم الفيروسات بجامعة تل أبيب، الدكتور أورين كوبيلر، أن "الفكرة هي إعطاء الدواء للأشخاص المعرضين للخطر قبل أن يصابوا بالمرض والفيروس". وأشار إلى أن الدواء المذكور حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ويمكن إعطاؤه عن طريق الحقن تحت الجلد في الأيام التي تلي الإصابة بالفيروس مباشرة.
كما يوصي المسؤول عن مكافحة كورونا في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني باوتشي، "بشدة" المستشفيات باستخدام دواء "ريجينيرون"، قائلا "نريد من الناس، بمن فيهم الأطباء والمرضى، أن يفهموا فوائد هذا الدواء الفعال للغاية".
وأضاف إن "المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل كبير، ولديهم أمراض مزمنة، والمرضى الحوامل، ويمكن للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر الاستفادة من التجديد والحصول على الدواء".
وأشار إلى أن إعطاء الدواء في المراحل المبكرة من العدوى والإصابة بفيروس كورونا، يمكن أن يقلل من فرصة الوفاة بنسبة 70% والشفاء بنسبة 85 %.
وأوضح أن تجربة جامعة أكسفورد وجدت أن علاج الأجسام المضادة خفض حالات الوفاة التي تحدث خلال 28 يوما من ثبوت الإصابة بفيروس كورونا بمقدار الخمس، وذلك بين المرضى الذين يعالجون في المستشفيات ولم تحدث استجابة من جهازهم المناعي بإنتاج أجسام مضادة.
وأثبتت تجربة أكسفورد أن العلاج بالأجسام المضادة من "ريجينيرون" الذي تم إعطاؤه للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يعمل على الحد من مخاطر الوفاة بسبب كوفيد-19، ما يشير إلى أن هذه الأجسام المضادة التي وفرها العلاج أنقذت حياة الرئيس ترامب حين أصيب بكورونا، بحسب كبير الباحثين الذي شارك في التجربة، مارتن لاندراي.
ووجد العلماء من خلال الدراسة التي أجريت في جامعة أكسفورد أن الدواء المعروف باسم "ريجين-كوف"، يقلل من خطر الموت والحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي، كما قلل من مدة بقاء المرضى في المستشفى بمعدل 4 أيام.
ونال الدواء المذكور الموافقة على الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة للمصابين بفيروس كورونا بأعراض خفيفة إلى متوسطة، إذ أظهرت نتائج خلصت إليها تجربة التعافي تقدم أوضح الأدلة على فاعليته بالنسبة للمرضى الذين يتلقون الدواء المذكور في المستشفيات.
ووفقا للدراسة فإن دواء "ريجينيرون" يمنع دخول المستشفى في 85%من الحالات بالإصابة بكورونا، وكذلك يمنع الوفيات في 70% من حالات الإصابة بالفيروس، بحيث أن هذا الدواء حاصل على الموافقة على الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
التعليقات