21/01/2022 - 10:04

خبير: الفتور الإسرائيلي تجاه تركيا قد يسيء العلاقات

إسرائيل تدعي أنها متشككة حيال تلميحات تركية بشأن تحسين العلاقات بين الجانبين، بسبب "مزاج" إردوغان ودعمه للفلسطينيين، وتتحسب من أن تحسين هذه العلاقات سيضر بعلاقاتها مع اليونان وقبرص

خبير: الفتور الإسرائيلي تجاه تركيا قد يسيء العلاقات

إردوغان (أرشيف - أ.ب.)

قوبلت رسائل بعثها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ومقربين منه إلى إسرائيل، في الأشهر الأخيرة، بشأن تحسين العلاقات بين الجانبين، بشكوك من جانب الحكومة الإسرائيلية حتى الآن. ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي رفيع ضالع في محاولات تحسين هذه العلاقات، قوله "إننا حذرون".

وفوجئوا في إسرائيل من كشف إردوغان أمام صحافيين، الأسبوع الحالي، عن وجود اتصالات لزيارة محتملة للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى تركيا. وهاتف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، بذريعة الاطمئنان على صحة الأخير إثر إصابته بفيروس كورونا، في أول محادثة من نوعها منذ سنوات طويلة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في إسرائيل لا ينفون إمكانية أن العلاقات مع تركيا تتجه نحو التحسن، لكن مصادر إسرائيلية اعتبرت أن هذه ستكون عملية بطيئة. "والتخوف الأساسي هو من شخصية الرئيس التركي المتذبذبة، ومثابرته على تأييد الفلسطينيين، ومن أنه يحاول استخدام إسرائيل من أجل تحسين وضع تركيا الاقتصادي وتعزيز قوتها الإقليمية".

وبحسب رئيس "معهد ميتافيم – للسياسة الخارجية الإسرائيلية الإقليمية"، نيمرود غورين، فإن "الأتراك يعملون اليوم من أجل دفع علاقات مع عدة دول في المنطقة بالتوازي. والخطوة الأهم بالنسبة لهم هي تلك الجارية مع الإمارات. فقد وقعوا معهم على اتفاقيات بأحجام مالية واسعة، وبدأ الإماراتيون بالاستثمار في الاقتصاد التركي".

وأضاف غورين أنه "تعالت إمكانية لمشاريع ثلاثية، إسرائيلية – تركية – إماراتية. ومن شأن ذلك أن يزيد من استفادة إسرائيل من تحسين العلاقات مع تركيا وضمان ألا تكون هناك معارضة إماراتية لذلك".

يشار إلى أن نوعية العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأثر بوضع العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وعند يتصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين تسوء العلاقات بين إسرائيل وتركيا، خاصة الدبلوماسية، لكن العلاقات التجارية تكاد لا تتأثر.

وتدهورت العلاقات التركية – الإسرائيلي إلى الحضيض في أعقاب مهاجمة سلاح البحرية الإسرائيلي أسطول الحرية التركي ومقتل 10 ناشطين أتراك، عام 2010. وإثر ذلك، طردت تركيا سفير إسرائيل في أنقرة وسحبت سفيرها من تل أبيب.


الزوجان بعد الإفراج عنهما (أ.ب.)

وتدعي إسرائيل أن تركيا طردت وأهانت في تفتيش أمني السفير الإسرائيلي، في أيار/مايو العام 2018، احتجاجا على استشهاد 61 فلسطينيا في قطاع غزة بنيران الجيش الإسرائيلي، كما غادر السفير التركي إسرائيل. وفي اعقاب ذلك، اعتبر لبيد أنه "لا نتصالح مع معادين للسامية مثل إردوغان"، فيما قال الوزير حينذاك، ورئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي، نفتالي بينيت، إن الرئيس التركي "متخن بإرهاب حمساوي". ولم يعد السفيران إلى سفارتهما منذئذ، إلا أن مستوى العلاقات لم ينخفض، ما يعني أنه بالإمكان عودة السفيرين في أي وقت، حسب الصحيفة.

ورأى غورين أن "الخلافات بين إسرائيل وتركيا في الموضوع الفلسطيني ستستمر بتسبب توترات، طالما لا يحدث تقدما في عملية السلام، لكن إردوغان يلمح إلى أنه بالإمكان في هذه الأثناء التعاون في مواضيع أخرى".

والاعتقاد في إسرائيل هو أنه منذ بدء ولاية حكومة بينيت – لبيد، منتصف العام الماضي، وقبل ذلك أيضا، يبحث إردوغان عن طرق من أجل تعزيز العلاقات بين الجانبين. ومثال على ذلك قضية اعتقال زوجين إسرائيليين خلال زيارتهما لإسطنبول بشبهة التجسس، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والإفراج عنهما بعد أيام. وإثر ذلك تحدث بينيت مع إردوغان لأول مرة وشكره على تدخله شخصيا من أجل الإفراج عنهما.

وكان الاعتقاد في إسرائيل حينها أن الإفراج عن الزوجين سيمهد الطريق لإعادة السفيرين، إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن.

إلا أنه على خلفية تصريحات بينيت ولبيد، المذكورة أعلاه، يعتبر مسؤولون إسرائيليون أن إردوغان يرى بهرتسوغ محورا مركزيا للاتصالات بين الجانبين. فقد تحدثا هاتفيا ثلاث مرات في الأشهر الأخيرة، كان آخرها تعزية إردوغان لهرتسوغ بوفاة والدته، الأسبوع الماضي.

رغم ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن لقاء بين إردوغان وهرتسوغ لن يتم قريبا، إذ لم يتم تحديد موعد ومكان لقاء كهذا، وفي الحكومة الإسرائيلية هناك "من يحذر من مزاج إردوغان غير المتوقع، الذي قد يلغي اللقاء في اللحظة الأخيرة".

ولفت غورين إلى أن الفتور الإسرائيلي تجاه الجهود التركية قد يسيء العلاقات بين الجانبين. وقال إنه "هذا خطأ برأيي، وقد يهدر الفرصة. فالأتراك يلمحون منذ سنة، بشكل أو بآخر، إلى استعدادهم لتحسين العلاقات مع إسرائيل، لكن تغِيب عن الحكومة (الإسرائيلية) شخصية رفيعة مع محفز من أجل دفع الموضوع، وهذا يخلي المكان لصالح هرتسوغ. ويقترب الوقت الذي سيضطر فيه بينيت إلى اتخاذ قرار. والجهاز الحكومي حذر في الموضوع التركي، لكن إعادة السفيرين يمكن أن يتم بسهولة كبيرة وأن تخدم مصالح إسرائيلية".

من جهة أخرى، تسعى إسرائيل إلى ألا يؤثر تقاربا بينها وبين تركيا على علاقاتها مع اليونان وقبرص. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الدول الثلاث تنسق فيما بينهما إمكانية تسخين العلاقات مع تركيا.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال لقائه مع نظيره اليوناني، نيكوس بانايوتوبولوس، في تل أبيب أمس، إن "التزام إسرائيل بالتعاون الأمني مع اليونان يستند إلى مصالح وقيم مشتركة. وسنستمر في تعميقها وتوسيعها في أي سيناريو ورغم أي تطور في المنطقة".

التعليقات