"أين نجحنا وأين فشلنا في حرب الـ73 "– كتاب إسرائيلي جديد..

تلقت وحدة جمع معلومات تابعة للاستخبارات العسكرية "امان" في 4 أكتوبر 1973 معلومات تحذيرية بدرجة عالية من الأهمية، تتحدث عن عملية تجهيز عاجلة لغرفة إدارة الحرب للرئيس المصري أنور السادات،

تلقت وحدة جمع معلومات تابعة للاستخبارات العسكرية "امان" في 4 أكتوبر 1973 تحذيرا بدرجة عالية من الأهمية، تتحدث عن تجهيز عاجل لغرفة إدارة العمليات للرئيس المصري أنور السادات، ولكن هذه المعلومات أهملت ونقلت إلى رئيس أمان ولضباط البحوث في يناير/ كانون ثاني عام 1974، أي بعد 3 شهور من اندلاع الحرب.

هذا ما جاء في كتاب صدر يوم أمس، الجمعة، في الذكرى الـ33 للحرب، تحت عنوان "الفشل والنجاح في الإنذار" للكاتب أرييه شيلو؛ وهو عميد سابق في الجيش، ورئيس قسم البحوث في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، في فترة الحرب وفي السنوات الست التي سبقتها.

ويقول الكاتب: " من المرجح أنه لو كانت تلك المعلومات قد وصلت إلى قسم البحوث قبل اندلاع الحرب لكانت سترجح الكفة نحو الإنذار لأن في تلك الفترة كانت الأضواء الحمراء مشتعلة في القسم".
ويقول شيلو إن الأخطاء الفادحة للإستخبارات العسكرية وللجهات المسؤولة التي تلقت المعلومات كانت في فهم وتحليل السادات وشخصيته.

ويضيف: يوم وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في 28-09-1970 قام رئيس الإستخبارات العسكرية ورئيس قسم البحوث وزملاؤهم بشرب الأنخاب. وحينما تسلم السادات الحكم ألقي على عاتق ضابط الاحتياط في الإستخبارات العسكرية د. شمعون شمير تحليل شخصية السادات، فعاد بتقرير مفاده: أن "السادات ضعيف وضبابي ولن يتمكن من البقاء في سدة الحكم ولن يشن حربا ".

ويقول شيلو : " قبل الحرب بسنتين اعتمدت الإستخبارات على مصادر استخباراتية في مصرـ اعتبرتها "مصادر رفيعة" وتعلقت بهم بشكل مبالغ به. إلا أن كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيليين اختلفوا فيما بينهم- هل كان المصدر الرفيع الذي كان رمزه "إ.ش.ش"، وحسب مصادر خارجية أشرف مروان- عميلاً مزدوجاً.

ويكشف شيلو عن مكالمة بين الملك حسين وغولدا مئير في 25 سبتمبر/أيلول، ويؤكد أن الملك لم يكن تحذيره قاطعا وأبلغ أن الجيش السوري في حالة تأهب.

ويتحدث شيلو عن مصداقية بعض المصادر دون أن يذكرها فيقول إن مصدرا مصريا رفيعا وذا رصيد أبلغ في يوليو/ تموز أن الحرب ستبدأ في نهاية سبتمبر أو في مطلع أكتوبر، إلا أنه قال إن حسب تقديراته فإن المسألة ليست جدية وأن هذا التاريخ سيمضي كسابقاته.

ومصدر آخر، مصري، عرفه الكاتب بـ "جيد" أبلغ في نهاية سبتمبر عن قرار مصري بعبور القنال والسيطرة على خطوط المعابر الرئيسية، ولكن هذا التحذير لم يعتبر جديا، إذ أن هذا المصدر كان قد أبلغ في السنوات السابقة عن 21 إنذارا بالهجوم: مرة واحدة عام 68 ، و6 مرات عام 69 ، و 6 مرات عام 71 ، و 5 مرات عام 72 ، و 3 مرات عام 73.

ويشير شيلو إلى أنه لا يعترض على قرار لجنة "اغرانات" التي فحصت إخفاقات الحرب، حين قررت نقله من منصبه، إلا أنه يرى أن رئيس اللجنة، اغرانات وأربعة من أعضاء اللجنة بينهم رئيس هيئة الأركان السابق يغئال يدين وحاييم لوسكوف كانوا منقطعين المجريات الامنية والاستخباراتية في سنوات الـ70، ولم يكونوا على دراية بالموضوع.
ويقول شيلو في الكتاب إن في مطلع عام 74 أجري فحص داخلي في قسم جمع المعلومات في الإستخبارات العسكرية ( أمان) لمحاولة تبيان سبب عدم فهم الوحدة 848 لخطورة المعلومات التي وصلت إليها، ولماذا لم تنقل للمسؤولين في قسم البحوث. ويرى شيلو أن "أخطاء من هذا النوع من الممكن أن تحدث اليوم أيضا، وخصوصا في الأقسام التي لا يعمل فيها ضباط مختصون في تحليل المعلومات التي تصلهم ومن ثم نقلها في مساراتها الصحيحة..

ويعتبر شيلو أن الفشل في حرب عام 73 كان سياسيا وليس عسكريا، حيث لم يحسن السياسيون التقدير كيف ستتصرف مصر حينما تصل إلى طريق مسدود.

ويقول إن في جلسة للحكومة الإسرائيلية، عقدت قبل الحرب بيوم واحد، طُلب منه أن يقدر احتمالات هجوم مصري سوري، فرد بإن الاحتمالات ضئيلة، وبنظرة إلى الوراء يعتقد أنه كان عليه أن يقيّم احتمالات هجوم مصري وسوري بـ "غير واضحه" أو متوسطة.

التعليقات