الورقة الإسرائيلية رقم 42- الخطة الخماسية للجيش الإسرائيلي "تيفن 2012"

الورقة الإسرائيلية رقم 42- الخطة الخماسية للجيش الإسرائيلي
(*) رام الله- صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار العدد رقم 42 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" وهي بعنوان "الحرب أولاً ودائمًا- الخطة الخماسية للجيش الإسرائيلي، تيفن 2012". وقد أعدّها وقدّم لها أنطوان شلحت.

تشمل هذه الورقة تفصيلات الخطة الخماسية للجيش الإسرائيلي، المسماة "خطة تيفن 2012"، والتي من المقرّر أن يبدأ العمل في تطبيقها في مطلع العام المقبل، 2008.

وبحسب ما أعلن الناطق العسكريّ الإسرائيليّ فإن هدف الخطة الرئيس هو بناء الجيش الإسرائيلي وتسليحه وتدريبه من أجل أن يكون في وسعه أن يؤدي مهمته، وهي "الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها".

وأضاف الناطق نفسه أنّ الخطة تفحصت "مجمل التهديدات والانعطافات المحتملة في المنطقة، بهدف الاستعداد والمواجهة وكذلك بهدف أن يتم، في وقت لاحق، وضمن عملية منظمة وفي إطار الموارد المتوفرة، تقديم أجوبة على التحديات المستقبلية".

كما تشمل تعليقات على الخطة ذاتها وأخرى تتعلق ببعض الخلفيات والتداعيات، بأقلام بضعة خبراء ومعلقين عسكريين إسرائيليين.

ومع أنّ "خطة تيفن 2012" ولدت في سياق استخلاص دروس الحرب على لبنان، في صيف 2006، إلاّ أنها "تعرض اتجاهات مركزية للأعوام العشرة المقبلة في ميادين تعاظم قوة أذرع الجيش وتشكيلات القوات وتحسين القدرات في مناحي التدريبات واحتياطيات الذخيرة وشراء الأسلحة والوسائل القتالية والتسلح، سواء بشأن مواجهة محتملة في الدائرة القريبة أو بشأن رؤية متقدمة على أعتاب احتمالات مواجهة في الدائرة الثانية أو الدائرة الثالثة، إذا ما اقتضى الأمر". وإنّ هذه الاتجاهات هي محصلة السيناريوهات الإسرائيلية المتوقع حدوثها في تلك الأعوام بشأن "التحديات المقبلة"، والتي سرعان ما يتبيّن أنها مجموعة من المخاطر التي ترى المؤسسة العسكرية أنها تتربص بإسرائيل في المستقبل القريب والبعيد.

وفي كلمات التقديم أورد شلحت ملاحظة تتعلق بعملية إعداد هذه "الورقة"، مشيرًا إلى تركيز الاهتمام على تضمينها مجموعة من التعليقات التي كانت في الجوهر منحصرة حول الطبيعة الهجومية أو الدفاعية الواجب على إسرائيل تبنيها في العقد المقبل، وأخذت دروس حرب لبنان حيزًا مهمًا خلالها. ومن ذلك، على سبيل المثال، مناقشة أضرار الاعتماد فقط على التكنولوجيا وضرورة العودة إلى التركيز على العنصر البشري. وكذلك التوقف عند البعد الاقتصادي، الذي بات على ما يبدو حاسمًا في مسألة تبني الحلول التكنولوجية أو عدم تبنيها.

وتبعًا لذلك قد يتمثل الاستنتاج الوحيد الذي خرج به أصحاب هذه التعليقات في أن المستقبل يتطلب امتلاك المزيد من القوة. غير أنّ ذلك لا يعني، بحال من الأحوال، عدم وجود استنتاج آخر يتوازى معه ويناقضه، مفاده أن "حماية إسرائيل ممكنة، لكن فقط عبر السلام"، يؤمن به الكثير من الإسرائيليين. وإنّ مجرّد ذلك يثبت أن إسرائيل لم تكن في حيرة من أمرها أكثر مما هي حاليًا.

وأكد أن هذه الحيرة وجدت تعبيرًا لها، حتى في بعض سياقات التقرير المرحليّ للجنة فينوغراد التي تتقصّى وقائع الحرب على لبنان، وذلك من خلال التطرّق إلى بضعة أسئلة وضعتها الحرب على نار حامية من الجدل.

كما أشير إلى أن هناك عدة "عوامل مساعدة" أخرى تقف خلف اعتماد خطة خماسية للجيش الإسرائيلي، علاوة على نتائج الحرب على لبنان، لعلّ أكثرها أهمية هو عامل زيادة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. وهو عامل شديد الأهمية، لكونه يوضح ماهية العلاقات الإسرائيلية- الأميركية والدور [الوظيفي] الموكول إلى إسرائيل في خضم الأوضاع العالمية والإقليمية الراهنة.


التعليقات