هآرتس: كتاب إسرائيلي جديد يتناول 4 عقود من العلاقة مع لبنان

كتاب جديد وضعه مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كان ضابطا في وحدة تفعيل وتجنيد عملاء خارج إسرائيل وعمل على تطوير العلاقات مع الكتائب في لبنان

هآرتس: كتاب إسرائيلي جديد يتناول 4 عقود من العلاقة مع لبنان

تناول عكيفا إلدار في صحيفة هآرتس"، اليوم الثلاثاء، كتابا جديدا وضعه مسؤول سابق في الاستخبارات الإسرائيلية يتهم فيه وزارة الأمن بما أسماه "التخلي عن عناصر جيش جنوب لبنان الذين انتقلوا للعيش في إسرائيل".

ويشير الكاتب إلى أن العلاقة بين يائير رفيد – رفيتس مع لبنان بدأت في العام 1968، أثناء عمله كضابط استخبارات في "الجبهة الشمالية". وبعد سنوات كثيرة من خروجه إلى التقاعد لا يزال يواصل محاسبة كل من كان له علاقة بهذا "المستنقع": المستوى السياسي والجيش ووزارة الأمن والموساد. وفي كتابه الجديد "شباك على الساحة الخلفية" يوثق رفيد – رفيتس أربعة عقود من "الممارسات الدموية المهينة".

وتضيف "هآرتس" أنه في منتصف سنوات السبعينيات، وخلال عمله ضابطا للواء الشمال في وحدة الاستخبارات "504" (الوحدة المسؤولة عن تفعيل عملاء/ جواسيس خارج حدود الدولة)، انكب رفيد – رفيتس على تطوير العلاقة مع قرى في جنوب لبنان، العلاقة التي تطورت إلى الميليشيا المدعومة من قبل إسرائيل والتي أطلق عليها "جيش جنوب لبنان". وفي الوقت نفسه عمل على تطوير العلاقة مع الكتائب في بيروت. وفي السنوات 1982 – 1985 كان مسؤولا عن بعثة الموساد في بيروت.

ويتابع إلدار أن رفيتس، وبكل ما يتصل بالعلاقة مع الكتائب في لبنان، فهو ينتقد متخذي القرارات والمختصين الإسرائيليين الذين "بنوا الأوهام تجاه بشير الجميل ومجموعة القتلة التي أحاطت به" على حد تعبيره.

وتقتبس "هآرتس" عن رفيتس قوله: "رأيت كل عناصر إيلي حبيقة يسنون سكاكينهم قبل خروجهم لارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، وسمعت تصريحاتهم بشأن نيتهم استخدام السلاح الأبيض فقط". ويضيف بعد ذلك "لم أعرف وجهتهم، والأمر لم يكن تابعا لمجال عملي ووظيفتي". وبحسب إلدار فإن الكاتب يتهم عناصر "شعبة العلاقات الخاصة في الموساد الذين سمحوا للكتائب بأن يدفعوا الجيش الإسرائيلي إلى القيام من أجلهم بعملية تنظيف لبنان من المنظمات الفلسطينية، وبعد ذلك التراجع عن التفاهمات".

ويضيف عكيفا إلدار أن "مؤلف الكتاب رفيتس على قناعة بأن الهروب السريع من لبنان في أيار/ مايو 2000 رفع من شأن حزب الله، وساهم في تعزيز قوته، ومس بقدرة الردع لدى الجيش الإسرائيلي، وشجع الفلسطينيين على البدء بالانتفاضة الثانية". ويكتب رفيتس أنه ليس عبثا شبه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل بأنها أوهى من خيوط العنكبوت.

ويضيف مؤلف الكتاب أنه لو تمت استشارته، لكان قد اقترح أن يتم فرض منع التجول على قرى جنوب لبنان، وأن يتم جمع السلاح والعتاد، واستدعاء عناصر جيش جنوب لبنان لتنظيم حفل وداع لائق. على حد تعبيره.

ويشير عكيفا إلدار إلى أن رفيتس يكرس اليوم وقته لمعالجة "ضائقة عناصر جيش جنوب لبنان الذين يعيشون في إسرائيل". وبحسبه فإن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والذين أسسوا حياتهم بفضل العلاقة مع جيش جنوب لبنان اختفوا من الساحة. وبحسب مؤلف الكتاب فإن إسرائيل اتبعت سياسة "فرق تسد" بين كبار المسؤولين في جيش جنوب لبنان وبين عناصر الجيش الصغار.

كما يشير عكيفا إلدار إلى أن السلاح الرئيس لمؤلف الكتاب في وقوفه إلى جانب عناصر جيش جنوب لبنان هو حتى لا تفقد إسرائيل القدرة على تجنيد عملاء مستقبلا، حيث يقول إن "السلاح الرئيسي لأي منظمة تعمل على تجنيد وتفعيل عملاء هو اسمها الجيد في السوق".

ونقلت "هآرتس" عن الناطق بلسان الجيش قوله إن "الوحدة 504 على اتصال دائم مع المتعاونين معها وتعمل على دمجهم في المجتمع في عدة مجالات مثل التعليم والطب والسكن، من خلال استثمار موارد كثيرة، وبحسب قواعد الوحدة وتعليمات الاستخبارات العسكرية".

وفي هذا السياق يشير مؤلف الكتاب إلى أنه خلال كتابة السطور الأخيرة منه علم أن إسرائيل أبلغت عناصر جيش جنوب لبنان بأنها ستوقف دفع رواتب لهم، وستوقف دفع أجور السكن، وأنه سيتوجب عليهم الاكتفاء بمخصصات التأمين الوطني، ما يعني، بحسب الكاتب، أن كثيرين منهم سيجدون أنفسهم في الشارع.

التعليقات