فساد الشرطة وعائلات الإجرام حين تتقاطع مع السياسة، أمام لجنة زيلر

تعيين الضابط يورام ليفي قائدا للوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب في لواء الجنوب، رغم كونه مقرب من العائلة الإجرامية، الأخوة فرينيان، الذين كانوا متعهدي أصوات لليكود

فساد الشرطة وعائلات الإجرام حين تتقاطع مع السياسة،  أمام لجنة زيلر
في شهادته الثانية أمام لجنة زيلر، رد المفتش العام للشرطة على الادعاءات أنه عمل على تعيين الضابط يورام ليفي قائدا للوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب في لواء الجنوب، رغم كونه مقربا من العائلة الإجرامية، الأخوة فرينيان، الذين كانوا متعهدي أصوات لعمري شارون وتساحي هنغبي في مركز الليكود، ويقول أن كل الاتهامات هي محض افتراء ضده. وأن الذي أطلقها هو يعكوف بروفسكي الذي خسر أمامه في التنافس على منصب المفتش العام للشرطة.

هذا وينفي المفتش العام للشرطة موشي كرادي الادعاءات ضده بشأن تعامله مع قضية عائلة فرينيان ومقتل رجل العصابات بينحاس بوحبوط ويقول أن الادعاءات ضده هي "مزاعم مجرمة".

ويتم التحقيق مع كرادي تحت التحذير حول شبهات بتسهيل تعيين يورام ليفي كقائد الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب في لواء الجنوب رغم شكوك حول علاقته المشبوهة مع العائلة الإجرامية فرينيان.

ولدى لجنة التحقيق شهادات تقول ن الإخوة فرينيان هم متعهدو أصوات لكبار في حزب الليكود ومنهم عمري شارون ونساحي هنغبي، وأن يورام ليفي وفر تغطية لعائلة فرينيان وبالمقابل توسط سياسيون في الليكود عند مفتش لواء الجنوب آنذاك، كرادي لتعيين ليفي في هذا المنصب.

وخلال عمل كرادي في لواء الجنوب تبين أن قضية مقتل رجل العصابات عام 1999 أهملت عدة سنوات، على يد الشرطي الفاسد تسفي بن أور، ولم تتمكن طواقم التحقيق من محاكمة أي من الضالعين في القضية. وبعد أن نقل التحقيق إلى وحدة التحقيق في الجرائم الدولية عام 2005 تم توجيه لوائح اتهام ضد الأخوة فرينيان بتهمة التوجيه لقتل بوحبوط. وجرى تقدم في القضية باعتقال متهمين بقتل الشرطي الفاسد بن أور في المكسيك.
في شهر آب الماضي تفجرت القضية وضربت بقوة بحيث أصبح من الممكن أن تصل الشظايا المفتش العام للشرطة.

اعتقلت الشرطة أحد أفراد عائلة الإجرام، يغئال فرينيان، بتهمة التورط بسلسلة أعمال قتل في العالم السفلي، وفي مركز القصة وقف شرطي فاسد وهو تساحي بن أور الذي اتهم بقتل أحد أفراد العصابات، بنحاس بوخبوط علم 1999 في فترة تلقيه العلاج في المستشفى، وبعد خمس سنوات قتل بن أور في المكسيك. وتعتقد الشرطة أن عائلة فرينيان من وراء عملية القتل.

واعتقل مع يغئال فرنيان متهم آخر وهو يوئال موسيال، واستطاع اثنان من أفراد العائلة الإجرامية من الهرب في اللحظة الأخيرة وتعتقد الشرطة أن هناك من سرب لهم خبر عملية الاعتقال. إلا أنها نجحت باعتقالهما بعد فترة.

وقد بدأ التقدم في الملف بعد أن انتقل ملف التحقيق قبل سنتين من الوحدة المركزية للواء الجنوب إلى الوحدة المركزية للجرائم الدولية.

مقتل بنحاس بوخبوط أشار إلى تصاعد العنف بين العصابات في تلك الفترة. وقد قتل بوخبوط على سريره في مستشفى تل هشومير في رمات غان على يد رجلين بزي شرطة وكان بوحبوط يتلقى العلاج بعد محاولة اغتيال سبقت ذلك بعدة أيام.
وعلى اثر الحادث وصل إلى المكان المفتش العام للشرطة آنذاك شلوموأهرونيشكي، وقائد الوحدة المركزية أنذاك عمير غور. وقرر الاثنان أن يجرى التحقيق في لواء الجنوب، لأن بوخبوط كان أحد الأهداف المركزية لشرطة الجنوب.

وفور بدء التحقيق أشارت أصابع الاتهام إلى الشرطي تساحي بن أور كمتهم رئيسي في عملية القتل، فاعتقل ولكن بعد فترة قصيرة اقترحت عليه الشرطة أن يوقع على اتفاقية "شاهد ملك" من أجل تجريم الأخوة فرينيان. واعترضت النائبة العامة، آنذاك عيدنا أربيل على الاتفاقية. وأيدها رئيس وحدة التحقيق مع الشرطة أنذاك، والنائب العام الحالي عبران شيندر.

وبعد الإفراج عن بن أور اكتشف أفراد عائلة فرينيان أنه ينوي توقيع اتفاق "شاهد ملك" مع الشرطة فقروا القضاء عليه، ففر إلى خارج البلاد، ووجدت جثته في المكسيك عام 2004.

في نفس الفترة وبالموازاة مع تحقيق الشرطة حول جرائم القتل، وصلت بعض الدلائل إلى الوحدة للتحقيق مع الشرطة، تفيد أن يورام ليفي رئيس قسم التحقيق في شرطة لواء الجنوب لديه علاقات مع أفراد عائلة فرينيان الإجرامية.

وفي سلسلة تقارير أعدها برنامج "عوفدا" مع إيلانا ديان في قنال 2 التلفزيونية، جاء أن يورام ليفي عين لوظيفة قائد الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب في لواء الجنوب مع علم مفتش لواء الجنوب آنذاك، والمفتش العام للشرطة الحالي موشي كرادي بتلك الشكوك حوله.

وقد جاء في التقرير أيضا أن ليفي أرسل لفحص التلغراف وفشل في الفحص بل وحاول التحايل، ورفض بعد ذلك إجراء فحص آخر. كل تلك المعلومات لم يقدمها كرادي أمام قيادة الشرطة حين تم التباحث في تعيين ليفي وبذلك مهد الطريق لتعيينه لأحد المناصب الهامة في لواء الجنوب.

التعليقات