"في دولة سوية نتنياهو يُقال ولكن ليس في إسرائيل"

نتنياهو فقط يضع نفسه في موضع مخز له ولمكانته مقابل بضعة آلاف من الشواقل.. ذلك منغرس عميقا في طابعه ويستحوذ عليه..

في أعقاب نشر تقرير مراقب الدولة عن مصاريف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المبالغ بها، كتب غيدي فايتس في صحيفة 'هآرتس' تحت عنوان 'في دولة سوية يذهب رئيس الحكومة إلى بيته'، تناول فيه فضائح نتنياهو التي وردت في التقرير، معتبرا أن نتنياهو صغير يلهث خلف الصغائر.

أشار إلى أن محامي نتنياهو، الذي رافقه في 'تورطاته' المختلفة في الماضي، قد سئل ذات مرة عما إذا كان موكله فاسدا، فأجاب بالنفي بحزم، مؤكدا أن 'نتنياهو لا يتلقى الرشوة، لأنه غير قادر على إعطاء أحد أي شيء'.

وبحسب فايتس فإن نتنياهو 'رجل صغير يتجه نحو الصغائر'، وهكذا ارتسمت صورته بموجب تقرير مراقب الدولة بشأن مصاريف بيوت نتنياهو.

وقارن نتنياهو بسابقيه، أرئيل شارون في قضية ملايين الدولارات في حساب مزرعة 'هشكميم'، بحسب الشبهات، من مارتن شلاف، وإيهود أولمرت في قضيتي طلانسكي وهوليلاند، لافتا إلى أن أحدا منهما لن يضبط بتهمة محاولة إلزام الدولة بدفع خدمات تنظيف بمبالغ تزيد عن 8 آلاف شيكل شهري لمنزل في قيسارية لا تمكث فيه العائلة إلا نادرا وفي نهاية الأسبوع، كما أن أحدا منهما لم يحاول الطلب ممن يعملون تحت إمرتهما شراء منتجات شخصية على حسابهم دون تسديدها، وما كان أحد منهما يطلب وجبات من المطاعم والمنتجات الغذائية بمبالغ تصل إلى عشرات آلاف الشواقل شهريا، كما أن أيا منهما لم يوقع اتفاقا مع كهربائي مقرب ليحصل على مبالغ مالية مقابل خدمات لم تضح طبيعتها. ويخلص إلى نتيجة أن نتنياهو فقط يضع نفسه في موضع مخز له ولمكانته مقابل بضعة آلاف من الشواقل. وبحسبه فإن ذلك منغرس عميقا في طابعه ويستحوذ عليه.

ويشير فايتس إلى أنه في السنوات العشرين الأخيرة، وبشكل دائم، تنكشف قصص محرجة عن نتنياهو وزوجته ذات مقام مشتركة يشير إلى صعوبة نفسية كبيرة لديهم في دفع أموال من جيوبهما، وإلى ميل واضح لوضع المصاريف الخاصة على حساب الدولة.

كما لفت الكاتب إلى أنه عندما أشغل منصب رئيس المعارضة، كان كثيرون من العمال في المطاعم في القدس، يعرفون أنه أول من يقوم عن الطاولة دون أن يدفع الحساب. وعندما أشغل منصب رئيس الحكومة في المرة الأولى، سعى إلى شراء السيجار على حساب دافعي الضرائب. وعندما أنهى ولايته الأولى تورط في قضية مقاول الإرساليات الذي قدم لهم خدمات شخصية بمئات آلاف الشواقل على حساب دافعي الضرائب.

ويضيف أنه في تلك الفترة تورط نتنياهو وزوجته في قضية تلقي مئات الهدايا أثناء توليه مهام منصبه. وفي حينه اتهم نتنياهو محققي الشرطة بأنهم 'يساريين'.

ويتابع الكاتب أن نتنياهو سيكون مصيرها الإقالة أو ضرب قوته الانتخابية في دولة سوية وطبيعية، لافتا في هذا السياق إلى أن وزيرة الثقافة السويدية، سسيليا تشيلو، استقالت من الحكومة بعد أن تبين أنها تهربت من دفع ضريبة التلفزيون لعدة سنوات. ويقول إن 'إسرائيل ليست السويد ولا بريطانيا. وفقط في إسرائيل فإن قصصا كهذه تستخدم للحصول على مقاعد أكبر في الكنيست'.

التعليقات