ميلتشين وباكر حاولا تجنيد رئيس الموساد كشريك

كان بإمكان ميلتشين أن يهاتف نتنياهو من أي مكان وفي أي ساعة، وفي كل مناسبة، وكان الأخير يخرج أحيانا من جلسات كي يرد على اتصالاته

ميلتشين وباكر حاولا تجنيد رئيس الموساد كشريك

رئيس الموساد يوسي كوهين

كشفت معلومات جديدة، نشرت اليوم الأربعاء، أن رجلي الأعمال أرنون ميلتشين وجيمس باكر، المركزيين في التحقيقات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشبهة تلقي هدايا وامتيازات، مرتبطان بأعمال حماية دولية، وحاولا تجنيد رئيس الموساد، يوسي كوهين، كشريك في شركة حماية إلكترونية (سايبر).

وكشفت معلومات وصلت صحيفة "هآرتس"، بشأن المليارديرين باكر وميلتشين، اللذين قدما الهدايا الثمينة لنتنياهو وعائلته، أن الشركة قامت بتشغيل مختصين كانوا بين كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية.

يشار إلى أن الشركة "بلو سكاي إنترناشيونال BSI" قد أسسها ميلتشين في نهاية العام 2008. وتحدثت وسائل إعلام أسترالية أنه بعد عدة سنوات استثمر فيها باكر نحو 15 مليون دولار.

وبحسب المعلومات التي وصلت الصحيفة، فإن ميلتشين وباكر أقاما شركة "سايبر" جديدة، وسعيا إلى تجنيد رئيس الموساد الحالي، يوسي كوهين، كشريك. وقد جرت الاتصالات الأولى مع كوهين بعد أن تم تعيينه من قبل نتنياهو في منصب المستشار للأمن القومي، ورئيس الهيئة للأمن القومي في العام 2013، وقبل أن يتعين في رئاسة الموساد عام 2015.

وجاء أن الاتصالات لم تثمر، وعلى الأرجح بسبب تعيينه رئيسا للموساد. بيد أنه تجري عملية تقصي حقائق، اليوم، لعلاقات كوهين مع باكر في سياق الحديث عن الهدايا والامتيازات، حيث تقوم النيابة بفحص معلومات مصدرها القناة العاشرة بشأن حصول كوهين على تذاكر بقيمة آلاف الشواقل لحضور حفل المغنية ماريا كاري.

يشار إلى أنه في إطار التحقيق مع نتنياهو، سئل عن الهدايا التي حصل عليها من ميلتشين، وعن علاقاته الوثيقة مع باكر، الملياردير الأسترالي الذي مول السفريات والمكوث في الفنادق خارج البلاد، لابن رئيس الحكومة، يائير نتنياهو، الذي تم التحقيق معه يوم أمس مدة أربع ساعات.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر قولها إن ميلتشين، وبسبب علاقاته المتشعبة، يعتبر "فاتح الأبواب" الأول لشركة "BSI"، بيد أن العمل اليومي للشركة كان يدار من قبل مراقب الحسابات زئيف فيلدمان، شريكه في إسرائيل.

وتكشف المعلومات التي وصلت الصحيفة عن العلاقات الوثيقة بين نتنياهو وميلتشين، إلى حد وصفها من قبل أحد المصادر بأنها "خط أكثر من مباشر لرئيس الحكومة"، فقد كان بإمكانه أن "يهاتفه من أي مكان وفي أي ساعة، وفي كل مناسبة". وبحسب مصادر أخرى فإن نتنياهو كان يخرج أحيانا من جلسات كي يرد على هواتف ميلتشين.

وفي مقابلة، نشرت في آب/ أغسطس من العام 2015 في صحيفة "The Age"، قال باكر إنه خلافا لمحلات الكازينو التي يملكها، فإن شركة الحماية لا تتطلب استثمار مبالغ ضخمة، وأن القيمة المضافة لها هي علاقاته الجيدة مع إسرائيل وقادتها.

وعلم أن شركة "BSI"، التي توقفت عن العمل قبل نحو سنة، كانت قد قامت بتشغيل دان دغان، ابن رئيس الموساد السابق مئير دغان، عندما كان الأخير يشغل مهام منصبه.

إلى ذلك، يتضح أن العلاقات بين ميلتشين وبين باكر وثيقة، وتعود لسنوات طويلة. وهما شريكان في أعمال الترفيه، ومؤخرا قدمت شركة "RatPac" التي يملكها باكر المساعدة لشركة الإخراج الخاصة بميلتشين في تمويل فيلم "الرجل الذي ولد من جديد" من بطولة ليوناردو ديكابريو. ومن جهته فقد استثمر ميلتشين في شركة الأزياء الخاصة بزوجة باكر السابقة، وكان هو الشخص الذي قدم باكر لنتنياهو.

كما أن هناك شخصية مركزية أخرى في شبكة العلاقات هذه، وهو زئيف فيلدمان، المدير العام السابق لشركة "BSI". وكان يشغل في السابق منصب نائب مفوض ضريبة الدخل، وكان مندوب ميلتشين في مجلس إدارة القناة العاشرة الإسرائيلية.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك معلومات تشير إلى أن فيلدمان ساعد في حصول ميلتشين على إقامة دائمة في إسرائيل كي يتمتع بامتيازات ضريبية، والتي يطلق عليها أحيانا "قانون ميلتشين"، وهذه الامتيازات تهدف لتشجيع الأغنياء اليهود على القدوم إلى إسرائيل، وتشتمل على إعفاء من الضريبة لمدة 10 سنوات عن أرباح من مصادرر خارج البلاد، وإعفاء لمدة 10 سنوات من تقديم تقارير ضريبية.

التعليقات