«رام» وحدة خاصة في «الشاباك» للمراقبة وإحباط الهجمات على المواقع الإسرائيلية

-

«رام» وحدة خاصة في «الشاباك» للمراقبة وإحباط الهجمات على المواقع الإسرائيلية
"إرهاب دوت كوم" - تحت هذا العنوان، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، في ملحقها من يوم الجمعة الفائت، عن أن جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة، "شاباك"، قد أقام وحدة خاصة باسم "رام" لمكافحة ما أسمته "الإرهاب" في الإنترنت وللمحافظة على مستخدمي الحاسوب الإسرائيليين. وزعمت الصحيفة أن وراء هذا "الإرهاب" تقف إيران وحزب الله والقاعدة. وأقرّت أن المنظمات الإسلامية "قريبة أكثر من أي مرّة لضرب مراكز الأعصاب الإسرائيلية".
ينصبّ جلّ اهتمام "رام" لحماية مستخدمي "تهيلاه" (الشبكة الحكومية لعهد الإنترنت)، التي تستضيف مواقع الوزارات الحكومية الإسرائيلية المختلفة والتي أقيمت في العام 1997، حيث يعبر من خلالها 85 ألف رسالة إلكترونية في اليوم الواحد منها تسعة عشر ألفا محملة بفيروسات وبرامج خطيرة، وقد تصل إلى 80 ألفا عند الهجمات. ومهمّة "رام" أن تحمي الموقع نفسه من ناحية، وأن تحمي المعلومات التي تدخل إليه وتلك التي تخرج منه.

والمهمة الأخرى المنوطة بـ "رام" هي مراقبة المواقع التي تصفها بـ "الجهادية" في العالم والتي وضعت نصب عينيها هدفا، بحسب زعم الـ"شاباك"، ضرب مستخدمي "تهيلاه" الحكومية، حيث زعمت الصحيفة أن "رام" حققت نجاحات كثيرة في السنوات الأخيرة في هذا المجال.


وتمضي "يديعوت أحرونوت" فتعرّف هذه المواقع "الجهادية" على أنها مجموعة قوية متدرّبة جل جهودها تنصبّ لضرب أهداف يهودية وإسرائيلية.
أما الـ«شاباك» فيزعم ان "الجهاد الإلكتروني معرّف كمجمل الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها إلحاق الضرر الجسماني والمعنوي للعدو، عن طريق استغلال الإنترنت". ويمضي شاباك، ليزعم أن الجهاد الإلكتروني يملك "آليات هدّامة يتم تجنيدها لمهاجمة أعدائنا والحاق أكبر ما يمكن من الخسائر بهم، والتي قد تصل إلى ملايين الدولارات، إضافة إلى الخسائر المعنوية في تخويفهم من المسلمين أينما كانوا، حتى في شبكة الإنترنت. وذلك كردّ على قمعهم وعدائيتهم".
ويدّعي شاباك، أن تنظيم القاعدة شنّ هجوما في العام 1998 على الغرب استهدف في الأساس أمريكا واليهود وإسرائيل، أضيف إليهم لاحقا دول أوروبية مثل بريطانيا وإسبانيا اللتين تماثلتا مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب الشاباك تشنّ القاعدة ومجموعات أخرى تنتمي لها، هجومات لا تنتهي على مواقع إسرائيلية وعلى خوادم الحكومة الإسرائيلية، "تهيلاه"، التي تعتبر الأكثر تعرّضا للهجوم في العالم كله.

لقد راقبت "رام" – ألإسم الحركي لوحدة الشاباك العاملة في حماية الحواسيب في إسرائيل والتي يكشف النقاب عنها للمرة الأولى – ما يجري في مجموعة فلسطينية تحمل اسم "the big hackers"والتي هاجمت موقع حزب الليكود واخترقته في سبتمبر أيلول الماضي، والتي تضمّ بين صفوفها عربا من مواطـــــني إسرائيل، ويقف على رأسها ناشط في الجهاد الإلكتروني الذي يعرف باسم cold Z3ro. وتزعم «رام» أنها اكتشفت أن المجموعة تدرب أعضاء جددا ويحدّدون أهدافهم المستقبلية، وتنسب «رام» لهذه المجموعة سلسلة طويلة من الهجمات ضد مواقع إسرائيلية".

وتقول الصحيفة أنه نتيجة لعمليات وحدة "رام" اعتقل مؤخرا شاب من كفر قرع يبلغ من العمر 17 عاما بتهمة الانتماء لتلك المجموعة والمشاركة في الهجمات على مواقع إسرائيلية. وتقول الوحدة إنه في غرفة الحوار التابعة للمجموعة اعترفوا أن زميلهم اعتقل.

وتقول «يديعوت أحرونوت» إن هذه المجموعة، “the big hackers” ليسوا الأوائل الذين استخدموا الشعار "أنتم تقتلون الفلسطينيين ونحن سنقتل خادمكم (SERVER)"، حيث سبقهم إلى ذلك مجموعة مغربية شنّت هجوما على إسرائيل في العام 2004، لكن هجومها الأشرس كان في العام 2006 كردّ على العدوان الإسرائيلي على غزة ودخول الجيش الإسرائيلي إليها في أعقاب اختطاف الجندي غلعاد شاليط. وقد استطاعت هذه المجموعة أن تشلّ في الآن ذاته نحو 750 موقعا إسرائيليا منها الكثير من المواقع المهمة مثل موقع بنك "أوتسار هحيال"، ومشفى رامبام وحزب كاديما إضافة إلى أجزاء مواقع لبنوك إسرائيل التي تسببت في خسائر مادية جسيمة.

وقالت يديعوت إنه في الرابع والعشرين من أبريل/نيسان العام الحالي، حدث هجوم على الحاسوب الرئيس لبنك إسرائيل، ولقد بعث المهاجمون رسالة جاء فيها "كمسلم ضد الإستعمار، أؤيد بشكل مطلق مقاومة الفلسطينيين المسلحة، والعراقيين واللبنانيين ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. إنني جاد فيما يتعلق بالتحرير بكل الوسائل المتاحة. هذا هو السبيل الوحيد أمام المضطهدين الذي به يمكنهم تحرير أنفسهم". فالإسرائيليون والأمريكيون اعتمدوا العنف "ولا يوجد أي التزام لضحاياهم أن يعتمدوا أساليب ليست عنيفة".
يذكر أن شللا تاما أصاب بنك إسرائيل، إثر هذا الهجوم عليه، ولمدة ساعات طويلة، بل إنه عانى بطئا شديدا على مدى أيام ليست قليلة.

"إرهابي" 007

لعل "الإرهابي" الأشهر، بحسب «يديعوت أحرونوت» كما يقول «الشاباك» هو من أطلق على نفسه وعرّفته المجموعة "إرهابي 007" الذي يزعم الشاباك أنّه شاب جزائري يبلغ من العمر 24 عاما ويدعى يونس تسولي ويسكن في لندن، حيث يدّعي الـ «شاباك» أن هذا الشاب يقود هجومات القاعدة منذ سنين في مجال الحواسيب. وينسب شاباك لتسولي أنه كان الرأس المدبر لاختراق الخوادم الإسرائيلية وأنه أنشأ عليها أشكالا سريّة أقيمت عليها الحملة الإعلامية الفاعلة للقاعدة، والتي بثّت من خلالها أفلاما دعائية لهدف تجنيد ناشطين. أما الهدف الآخر، فهو سرقة تفاصيل وأرقام عشرات الآلاف من بطاقات الإعتماد ، وبالأساس من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لغرض تمويل أعمال إرهابية.
ومضى شاباك في ادعاءاته، فزعم أن تسولي حظي بمكانة خاصة في تنظيم القاعدة، حيث أنه مؤلّف "الموسوعة لمهاجمة الحواسيب للإرهابي 007"، وهو مؤسس مجموعة "إخلاص" إحدى المجموعات المهمة لدى "الجهاد العالمي".

ويخلص شاباك إلى أن "الإسلام الراديكالي، الذي يتماهى مع مبادئه تنظيم القاعدة، يستخدم الإنترنت كتقاطع طرق مركزي لنشر مبادئه وقيمه، ولتجنيد ناشطين والتنسيق فيما بينهم. وهم يرون إلى أنفسهم "جهادا الكترونيا" و "مجاهدين" مثلهم مثل زملائهم الناشطين في العراق وفي كهوف طورا – بورا".



"فصل المقال"

التعليقات