استعدادًا لتقرير فينوغراد: الحروب السياسية بدأت!

-بعد أقل من شهر على فضيحة „الناظور”، من بطولة وزير الأمن عمير بيرتس، يمكننا إضافة تعليق آخر على بحر التعليقات التي تبعت الفضيحة، فنقول إن بيرتس رأى في ناظوره المسدود أكثر مما رآه كل مُجيدي استعمال الناظور وغيره من العتاد العسكري المتطوّر، فبيرتس رأى المرحلة المقبلة: أسوَد في أسوَد؛ ظلام أو عدم وضوح أو نهاية، وجميعها احتمالات واردة!

استعدادًا لتقرير فينوغراد: الحروب السياسية بدأت!

فكلّما اقتربنا من ساعة الصفر للكشف عن نتائج تقرير لجنة „فينوغراد” لتقصي حقائق الهزيمة على أرض لبنان، تشتد وتيرة ظهور „البروموهات” (دعايات محضّرة للحدث الأكبر) في وسائل الإعلام، فنحن أمام دراما سياسية يتوقع أن تعيد رسم الخريطة السياسية والحزبية في الدولة، وأن تؤدي إلى اشتداد وتيرة الاشتباك السياسي الداخلي بين نهجين، الأول يريد الإبقاء على الحكومة والآخر استبدالها؛ فآخر الأخبار الواردة من كواليس اللجنة تؤكّد على أنّ التقرير الذي سينشر في النصف الثاني من الشهر القادم، سيحمل توصيات، إن لم نقل اتّهامات مباشرة لأبرز ثلاثة لاعبين في الحرب الأخيرة: رئيس الحكومة إيهود أولمرت، وعمير بيرتس، ورئيس هيئة الأركان الذي استقال مستبقًا الإهانة، دان حالوتس.



إذا، اللاعبون الرئيسيون في المرحلة القادمة، إلى جانب „المتهمين” هم رئيس الليكود الذي بدأ يشتم رائحة „كرسي رئيس الحكومة” ينتظره خلف زاوية „فينوغراد”، وتسيبي ليفني ? „الرجل” الثاني في حزب „كديما”، هذا إن كان حزبًا- إضافة إلى كل المتربصين لعمير بيرتس في حزب العمل، والانتخابات الداخلية هناك قريبة، ولفينوغراد سيكون التأثير الأكبر على نتائجها، حيث نقل عن مقرّب لبيرتس، أنّ الأخير ينوي التنافس في كل الحالات على رئاسة الحزب، في حين بدأ المنافسان، إيهود براك وعامي آيالون، بإجراء تقييمات للوضع استعدادًا لإمكانية عدم بقاء أولمرت وبيرتس في منصبيهما قبل موعد الانتخابات التمهيديّة في حزب العمل.


 



من يرث كديما؟


كثيرون في الجهاز السياسي الإسرائيلي، بمن فيهم مسؤولون كبار في „كديما” أشاروا، هذا الأسبوع، إلى أنّ النتائج غير النهائية للجنة „فينوغراد” قد تؤدي إلى تقديم موعد الإنتخابات. ونقل على لسان بعض المسؤولين في محادثات مغلقة أنه يجب الاستعداد لإمكانية أن يضطر أولمرت، إلى الاستقالة.



وفي حين أشار مقربون من أولمرت، بضمنهم تساحي هنغبي، إلى أنّ أولمرت لن يستقيل وأنّه سيتجاوز نتائج اللجنة ويتمكن من إحلال الاستقرار في الجهاز السياسي، فقد بدأ آخرون في „كديما” بدراسة النظام الداخلي للحزب استعدادًا لإمكانية استقالة أولمرت. وقال مسؤولون في „كديما” إنه يجب منع حصول إمكانية نجاح بنيامين نتانياهو بتنفيذ خطته لتقسيم كديما، وبمساعدة أعضاء كتلتها في الكنيست للحصول على غالبية 61 صوتاً لإقامة حكومة بديلة. ومن هنا يسود الاعتقاد بأنه يجب اختيار مرشح جديد من قبل كديما لتشكيل الحكومة.


وفي هذا السياق، ورد إسمان؛ الأول تسيبي ليفني، والثاني شمعون بيرس، بوصفهما قادرين على قيادة الحزب في أزمته، ليشغل أحدهما منصب رئيس الحكومة حتى الانتخابات القادمة.


 



نتنياهو "يسنّ" سكّينه!


وأشارت توقعات إلى أنّ نتنياهو سوف يسارع نشاطه لتشكيل غالبية تصل إلى 61 عضو كنيست من أجل الحصول على منصب رئيس الحكومة من دون انتخابات. وتحدث نتياهو في بشكل واضح عن نيّة أعضاء كنيست من كتلة „كديما” بالانضمام إلى الليكود، وأنه تجري معهم اتصالات بهذا الشأن، أبرزها مع وزير المواصلات شاؤول موفاز الذي يعده نتنياهو بإعادته إلى „مكانه الطبيعي” في وزارة الأمن. كما نقل عن مصادر في الليكود أنه طرحت إمكانية تحصين عشرة أماكن لأعضاء „كديما” في الليكود، ما يعني ثلث كتلة „كديما”، وهو الحد الأدنى المطلوب للانفصال عن كتلة موجودة في الكنيست.



وفي هذا السياق نقل عن عضو كنيست من الليكود قوله إنه في حال نجح نتنياهو في سحب ثلث كتلة كديما، فهو لا يزال متعلقًا بأعضاء كتلة „يسرائيل بيتينو” و”شاس”، ومن غير المؤكد نجاح مثل هذه الخطوة.



التعليقات