دراسة: القضاة يشددون في الأحكام على المدانين العرب أكثر من اليهود

الدراسة استندت إلى 1200 ملف يتصل بالعنف تم تداولها في المحاكم المركزية في حيفا والناصرة في السنوات 1985-1999 * القومية والجنس لهما تأثير على شدة العقوبة المفروضة..

دراسة: القضاة يشددون في الأحكام على المدانين العرب أكثر من اليهود
بينت دراسة جديدة أجريت من قبل جامعة حيفا أن القضاة في إسرائيل يشددون في أحكامهم على المدانين العرب أكثر بكثير مما هي لدى اليهود، كما تبين أن القضاة يميلون إلى تخفيف العقوبة في حال الاعتداء على النساء.

وجاء أن الدراسة التي أجريت من قبل د.حاجيت تورجمان، من كلية علم الإجتماع في جامعة حيفا، قد اعتمدت على 1200 ملف يتصل بالعنف تم تداوله في المحاكم المركزية في حيفا والناصرة في السنوات 1985-1999.

وقد بحثت د.تورجمان العلاقة بين الانتماء لمجموعة اجتماعية معينة، المتهم والضحية والقاضي، وبين النتائج القضائية. وقد تمت مقارنة المتهمين بموجب معايير تتصل بالماضي الجنائي أو شدة المخالفة، حيث تتناول الدراسة المتهمين الذين ارتكبوا مخالفة مماثلة وكان لهم ماض جنائي.

وبينت الدراسة أن الإنتماء الإجتماعي ليس له أي تأثير على احتمالات الإدانة، إلا أنه في حالات معينة، والتي تمت إدانة المتهم فيها، وجدت فروق بارزة. فاليهودي الذي ليس لديه أي ماض جنائي، وتمت إدانته من قبل قاض عربي بارتكاب مخالفة عنف تجاه عربي (ضحية)، فهناك احتمال بنسبة 14% أن يحكم عليه بالحبس الفعلي.

أما المتهم العربي بنفس المخالفة فهناك احتمال بنسبة 46% أن يحكم عليه بالسجن الفعلي إذا كان الضحية عربياً، أما إذا كان الضحية يهودياً فاحتمال الحكم عليه بالسجن الفعلي يصل إلى 40%.

كما بينت الدراسة أنه إذا كان مرتكب المخالفة عربياً، فإن الإحتمال بالحكم عليه بالسجن الفعلي يصل إلى 77%. وفي المقابل فإن اليهود الذين حكم عليهم بالسجن الفعلي من قبل قضاة عرب، كانت أحكامهم أطول من تلك التي فرضت على مخالفين عرب.

وبحسب الدراسة ففي حالة إدانة المتهم بالاعتداء على رجل، فإن احتمال عقوبة الحبس الفعلي تصل إلى 94% لدى القاضيات، و 84% لدى القضاة الذكور. وفي حالة كانت الضحية امرأة، فإن 92% من القاضيات حكمن بالسجن الفعلي، مقابل 70% لدى القضاة الذكور.

وتقول د.تورجمان إن "نتائج البحث تشير إلى منظومة مركبة من التأثيرات المختلفة لسمات شخصية لمن يخضعون للإجراءات القضائية. فالجنس والقومية لهما دور في اتخاذ القرار بشأن شدة العقوبة المفروضة. وأن تفسير هذه النتائج يلزم بالتطرق لتأثير علاقات القوى القائمة بين اليهود والعرب، والمكانة الحساسة للقضاة العرب".

تجدر الإشارة إلى أن البحث الجديد لـ د.تورجمان يعزز النتائج التي توصل إليها من قبل البروفيسور غدعون فيشمان والبروفيسور أرييه ريتنر. حيث بين البحث الذي قاما به ونشر في العام 1996، أن احتمال إدانة عربي أعلى بكثير من احتمال إدانة يهودي بكل المعايير على خلفية جنائية التي تتصل بكافة أنواع المخالفات.

التعليقات