انسحابٌ اسرائيليّ أحادي الجانب من قرية الغجر

كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يعتزم إصدار أمرٍ بالانسحاب الاسرائيلي من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقع ضمن الأراضي اللبنانية، وفق خطة يطرحها على الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون

انسحابٌ اسرائيليّ أحادي الجانب من قرية الغجر

 

كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يعتزم إصدار أمرٍ بالانسحاب الاسرائيلي من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقع ضمن الأراضي اللبنانية، وفق خطة يطرحها على الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

وسيعرض نتانياهو على بان كي مون الاثنين في نيويورك خطته، والتي تنص على انسحاب القوات الاسرائيلية من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقع ضمن الأراضي اللبنانية بالتنسيق مع قوة الأم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفل".

وبحسب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية فإن نتانياهو من المتوقع أن يفوض بان كي مون بشأن الاقتراح الذي تمت مناقشته بنوده الأساسية مؤخرا مع كبار المسؤولين في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).

ويذكر أن المستوى السياسي الإسرائيلي قد ناقش في السنوات الأخيرة مستقبل قرية الغجر التي باتت بأكملها تحت الاحتلال، وقدمت خلال المناقشات توصيات من الأجهزة الأمنية الاسرائيلية بدراسة نقل السيطرة على القسم الشمالي من القرية إلى الأمم المتحدة.

وكانت اليونيفيل قد طلبت من إسرائيل مرات عديدة الانسحاب من الشطر الشمالي من القرية، احتراما لبنود القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي وضع حدا للحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز\يوليو 2006.

 قرية الغجر - الحدود الاسرائيلية اللبنانية

وقال ميلوس شتروغر، مدير الشؤون السياسية والمدنية في اليونيفيل: "لقد عرضت اليونيفيل مؤخرا أفكارا ووسائل جديدة على الطرفين في إطار جهودنا لدفع الانسحاب الاسرائيلي من القرية"، مبينا أنها " قضية قديمة جدا"، وأن الأمم المتحدة "ملتزمة بقوة" تجاه الطرفين.

الغجر: احتلت عام 1967، حرّرت عام 2000، واحتلت من جديد عام 2006

هذا واحتل اجيش الاسرائيلي خلال الحرب العدوانية على لبنان في تموز\يوليو 2006، الشطر الشمالي من قرية الغجر، والواقع ضمن الأراضي اللبنانية، ويقيم في هذا الشطر حوالى 1500 شخص، كما نصب الاسرائيليون سياجا لمنع تسلل مقاتلي حزب الله إلى القسم الجنوبي، حيث يقيم ما بين 500 و800 شخص، الأمر الذي أدى إلى منع السكان من الوصول إلى أراضيهم.

وكانت إسرائيل قد أعلنت ضم هذه القرية عام 1981، في إطار ضمها هضبة الجولان السورية، والتي احتلتها في حزيران\يونيو 1967.

وبعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، جعل الخط الأزرق الذي قامت الأمم المتحدة بترسيمه، ويعتبر بمثابة الحدود بين لبنان وإسرائيل، ثلث القرية في لبنان، وثلثيها الآخرين في المنطقة التي ضمتها الدولة العبرية.

وقد حصل سكان الغجر، وهم من أصول سورية، ومن المسلمين العلويين، على الجنسية الاسرائيلية.

السكّان يرفضون تقسيم قريتهم إلى شطرين، ويربطون مصيرها بمصير الجولان

وتجدر الإشارة إلى أن الخطة الاسرائيلية لتقسيم القرية قد لاقت احتجاجا شديدا من سكان القرية، وذلك لكونها تفصل بين أبناء العائلة الواحدة، كما أنها تمنع الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم التي تزيد مساحتها عن 1.500 دونم.

ويؤكد سكان القرية في الوقت نفسه على ربط مصير قرية الغجر بمصير الجولان العربي السوري المحتل، وذلك باعتبار القرية سورية بأرضها وسكانها، حيث أن كواشين الطابو وأوراق الملكية وتعاقدات السكان كلها تابعة لمحافظة القنيطرة، وقبل ذلك لمحافظة حوران.

وقد أعلن المتحدث باسم سكان الغجر، نجيب الخطيب، لإذاعة الجيش الاسرائيلي أن "السكان سيناضلون ضد شطر قريتهم إلى شطرين"، وأوضح أن "كل القرية احتلتها (إسرائيل) من سوريا في 1967، وأن كل منازلها مبنية على أراض تعود لها بحسب سجلات المساحة، بما فيها الشطر الشمالي الذي لا يعود للبنان".

وتابع قائلا:"إن الأمم المتحدة منحت لبنان بصورة غير عادلة الشطر الشمالي من الغجر، مستندة بذلك إلى خرائط جغرافية تعود للعام 1923".

ويذكر أن نحو 500 شخص من سكان القرية، التي تم احتلالها مع احتلال الجولان السوري عام 1967، قد نزحوا عنها ويعيشون حاليا في دمشق.

ق

مظاهرة تطالب بعدم تقسيم "الغجر" إلى شطرين

حزب الله: الانسحاب نتيجة لصمود الجيش والشعب والمقاومة

هذا ورجحت وكالة "أسوشيتد برس" أن يستخدم الانسحاب الاسرائيلي الجديد في لبنان من أنصار رئيس الوزراء سعد الحريري، للتدليل على عدم الحاجة لبقاء سلاح حزب الله، باعتبار أن الانسحاب تم بمساعدة المجتمع الدولي، في حين سيرى حزب الله المصر على الاحتفاظ بسلاحه أن ذلك تم بفضل المقاومة.

ورفض مسؤول عسكري لبناني التعليق على خطة الانسحاب الاسرائيلي قبل عرضها على الأمم المتحدة، وإعلام الأخيرة الحكومة اللبنانية بمضمونها.

وصرح النائب اللبناني في كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله)، علي عمار، لوكالة فرانس ابرس حول الانسحاب قائلا: "مطلوب من العدو الاسرائيلي أن ينسحب ليس من شمال الغجر فقط، إنما هناك أراض محتلة أخرى، هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

وأضاف: "وعليه أيضًا إيقاف عملياته العدوانية المستمرة يوميا، إن كان عبر الطلعات الجوية أو الخروقات البحرية والبرية، أو عدوانه من خلال شبكات التجسس التي يزرعها، محاولا زرع الفتن داخل لبنان وتعريض الأمن الوطني اللبناني للخطر".

وتابع النائب علي عمار قائلا: إن "أي انسحاب يكون بفعل صمود الجيش والشعب والمقاومة، وهو نتيجة من نتائج هذا الصمود".

كما قال البرلماني في كتلة الوفاء للمقاومة، نوار الساحلي، إنه إذا تم الانسحاب فهو لن يتم مجانا، بل جراء خشية إسرائيل من المقاومة ومن قوة لبنان المعتمدة على المقاومة.

ليبرمان: الانسحاب سيتمّ من طرف واحد

وفي مؤتمر صحفي عقده ليبرمان مع نظيره الألماني، جيدو فيسترفيله، في القدس المحتلة، قال إن انسحاب إسرائيل من القسم الشمالي من قرية الغجر على الحدود السورية اللبنانية سيكون من طرف واحد، ومن دون اتفاق مع الحكومة اللبنانية، وإن التنسيق سيكون فقط مع الأمم المتحدة، موضحا أن الاتفاق مع الأخيرة سيبحث في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية يعقد بعد عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من رحلته إلى الولايات المتحدة، واتهم حزب الله بإحباط محاولات سابقة للانسحاب بالاتفاق مع السلطات اللبنانية.

ليبرمان في زيارة إلى الغجر (من الإرشيف)

يشار إلى أن نتنياهو بدأ أمس الأحد من نيوأورليانز زيارة للولايات المتحدة، حيث سيلتقي قادة الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، ونائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، إضافة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

 

التعليقات