فشل القبة الحديدية على مواجهة ال "غراد" مؤشر على مدى نجاح ال "حيتس"

الحقيقة العارية التي تفيد أن ثلاثين صاروخاً أطلقت في الايام الأخيرة على اسرائيل ولم تستطع القبة الحديدية إنزال سوى اربعة او خمسة صواريخ فقط، اي بنسة نجاح 15%

فشل القبة الحديدية على مواجهة ال

 كشف المحلل للشؤون السياسية والامنية في صحيفة "هارتس"، يوسي ميلمان، أن القبة الحديدية فشلت في التصدي للصواريخ التي أنطلقت من غزةـ في الهجمة الأخيرة واشار ملمان في مقال نشرته الصحيفة اليوم الخميس ، تحت عنوان "بين القبة الحديدية وشهاب الايراني" اشار الى ان القبة الحديدية تمكنت من انزال أربعة او خمسة صواريخ على الأكثر من بين ثلاثين صاروخاً، تم اطلاقها على اسرائيل من قطاع غزة.

الأجهزة الامنية تذرعت بالعديد من الذرائع لتفسير عجز القبة الحديدية عن إنزال صواريخ الغراد، على حدقول ميلمان، من بينها ان المنصة نصبت في رحوفوت بينما اطلقت الصواريخ على أشدود، أو ان الظروف الجوية أعاقت رصد الصواريخ الوافدة، أو ان مواقع اطلاق صواريخ الغراد كانت من استحكامات جيدة وان الإطلاق تم بواسطة تكنولوجيا متطورة، أو أن جهاز المراقبة لم يعمل كاللازم أو أن انتشار القبة الحديدية لم يكن كما هو مطلوب وغيرها.

ميلمان يقول، ان هذه الذرائع هي محاولات لذر الرماد في عيون الجمهور وهي تذكر بسلسلة الادعاءات التي يستخدمها المحامون، مثل، ان موكلي لم يتواجد في ساحة الجريمة أو لم يثبت تواجده ، او أدعي انه كان مخموراً تماماً واذا ثبت انه لم يكن مخموراً أدعي ان رجليه كانتا مكسورتين وأذا ثبت انه كان واقفاً على رجليه أدعي أنه أصيب بنوبة صرع وهكذا دواليك.

كل هذه الادعاءات لا يمكنها التستير على الحقيقة العارية التي تفيد أن ثلاثين صاروخاً أطلقت في الايام الأخيرة على اسرائيل ولم تستطع القبة الحديدية إنزال سوى اربعة او خمسة صواريخ فقط، اي بنسة نجاح 15% وهي نسبة منخفضة جداً حسب كل الآراء وتتناقض مع الوعودات الكبيرة التي وعدت بها وزارة الأمن ومجمع الصناعات العسكرية رفائيل ورئيس المشروع يوسي دروكر.

يجب الاعتراف بالحقيقة، يقول ميلمان، وهي أن القبة الحديدية تستصعب التعامل مع الصواريخ وأنها ققدرتها على انزالها محدودة، ففي شهر آب الماضي سقطت على بئر السبع خمسة صواريخ بدفعة واحدة تمكنت القبة الحديدية من انزال ثلاثة منها، بينما انفجر اثنان وأديا الى مقتل شخص واحد والى اضرار بالممتلكات، بينما اطلق هذا الأسبوع، دفعة واحدة، حسب فيلم فيديو بثه الجهاد الاسلامي عشرة صواريخ، تم انزال واحد او اثنين منها فقط، بالرغم من ذلك لا يمكن نفي امكانية ان يكون الفيلم مزيفاً او جرى تصويره في ساحة أخرى مثل الساحة الليبية.
الاستنتاج على حد ميلمان هو ان، ازدياد عدد الصواريخ يصعب المهمة على القبة الحديدية والمشكلة تتصاعد كلما ازداد العدد أكثر ويمكن ان نقدر أن مهندسي حماس الذين يتساعدون بمهندسين وارشاد تقني ايراني يفتشون عن نقاط ضعف القبة الحديدية.

ميلمان يعترف ان مهندسي رفائيل، يستحقون التحية على أنهم تمكنوا خلال وقت قصير من تطوير جهاز عصري، لكي يتصدى لحاجات الأمن والدفاع الخاصة بدولة اسرائيل وتطوير صاروخ "تمير" والذي هو نتاج تكنولوجيا خاصة ومتطورة ولكن المشكلة تكمن تكمن حسب رأ]يه، في أن الناطقين بلسان ريفائيل وموظفي وزارة الأمن رفعوا سقف التوقعات من القبة الحديدية ولكي يصدوا الانتقاد الذي وجه لهم خلال تطوير المنظومة وعدوا باشياء كبيرة تبين لاحقاً انها أوهام، مثل أن المنظومة ستوفر إجابة كاملة للصواريخ في الكيبوتسات والموشافيم المحيطة بغزة وخاصة شدروت التي طورت المنظومة خصيصاً بسببها.

لم ينته الموضوع هنا، يقول ميلمان، فهم يواصلون تضليل الجمهور بإدعاءات، مثل انه لا يمكن توفير حماية كاملة او مئة بالمئة والصحيح هو أن مستوى الحماية التي توفرها القبة الحديدية بعيد جدا عن الانطباع الذي تخلقه هذه الادعاءات، فالقبة الحديدية توفر في أحسن الاحوال حماية جزئية فقط.

ميلمان يقول، انه من الجيد ان تكون قبة حديدية لإسرائيل ويجب تصنيع منصات إضافية ونشرها في مستوطنات الجنوب ولكن على الجمهور الإسرائيلي أن يستوعب ويسلم بالواقع المر وهو أن القبة الحديدية ليست ضمانة كافية وكان من المفروض أن تفكر وزارة الأمن بجدية بامكانيات أخرى لحماية الجبهة الداخلية مثل "مدفع الليزر" وتخصيص ميزانيات مستعجلة لصيانة وبناء الملاجىء، حتى لو كان ذلك على حساب تصنيع منصة اخرى من القبة الحديدية، فتكلفة المنصة الواحدة ( 200) مليون شيكل يمكنها بناء ملاجىء وغرف آمنة لحماية 30 الف شخص .

وختم ميلمان بالقول، إن كيفية عمل القبة الحديدية تجعلنا نصل الى إستنتاج موجع آخر وهو أن صاروخ حيتس 2 وحيتس المستقبلي، من طراز 3، من شأنها ان تواحه مشاكل شبيهه أمام الصواريخ الوافدة وتستصعب مواجهة أخطار الشهاب الإيراني.
 

التعليقات