شهادات جديدة: التعذيب في المعتقل السري نهج وليس استثناء

تورد صحيفة هآرتس في عددها اليوم شهادات للمحقق "ح" زميل الكابتن جورج، الذي كشف لمحامي الديراني والمعتقلين العراقيين، تسفي ريش، تفاصيل إضافية عن أساليب الكابتن جورج الوحشية في التحقيق.

  شهادات جديدة: التعذيب في المعتقل السري نهج وليس استثناء

تؤكد شهادة ضابط في وحدة التحقيقات المسماة "504" التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية، أن التعذيب الوحشي والتنكيل واهانة المعتقلين هي أساليب متبعة بشكل منهجي وليست استثناء كما حاول البعض تصويره، كما أنه ليس أمرا مستهجنا او منبوذا في الدائرة حيث أن ضابط التحقيق الملقب بـ "الكابتن جورج" الذي عرف بالاساليب القذرة في التحقيق مع الأسير اللبناني مصطفى الديراني ومع مجموعة عراقيين لم يكشف عن مصيرهم، حصل على ترقية ويعمل اليوم مستشارا لقائد الشرطة في القدس.

تورد صحيفة هآرتس في عددها اليوم شهادات للمحقق "ح" زميل الكابتن جورج، الذي كشف لمحامي الديراني والمعتقلين العراقيين، تسفي ريش، تفاصيل إضافية عن أساليب الكابتن جورج الوحشية في التحقيق.

وتشير الصحيفة إلى أن لقاء "ح" مع المحامي تم عام 1999 وسجّل بمبادرة الضابط، كي لا يتراجع عن أقواله تحت الضغط، ويتضمن معلومات جديدة عن اساليب "الكابتن جورج" الوحشية التي يؤكد أحد مقربيه أنها كانت بالتنسيق مع كبار الضباط ولا تنطوي على تجاوز للتعليمات.

تأنيب ضمير

وقال "ح" لريش إنه مصاب بمرض خطير ويريد أن يكشف عن اساليب التحقيقات البشعة في الوحدة السرية، ويوضح انها قرر الحديث لأنه يتألم منذ سنوات طويلة من المشاهد التي مرت عليه، وبسبب تأنيب الضمير. فيما يشير ريش إلى أن "ح" قام بوضع آلة تسجيل على الطاولة لتسجيل المحادثة كي يضمن ألا يتراجع عن أقواله في حال تعرضه لضغوط.

ويقول "ح" في المقابلة: خدمت في المعتقل السري، وعملت مع الملقب "جورج" في نفس الوحدة، وحققنا مع عدة معتقلين سوية.
ويصف "ح" جورج بالقول: كان دائما له دور بارز، يتدخل في كافة التحقيقات يقتحم غرفة التحقيق بعنف وينفجر في وجه المعتقل ويهزه بعنف شديد ويلقي به أرضا ويوسعه ضربا بقبضته، ويطلق الشتائم القذرة والتهديد. كان مرارا يدخل وبيده عصا وينهال على المعتقل بوحشية مهددا بإدخال العصا في مؤخرة المعتقل إذا واصل "الكذب" أو استمر في الامتناع عن الحديث.

وقال الضابط "ح" إن جورج كان يقوم بكل ما تسول له نفسه به دون رادع. شهدت مرارا تنكيله بالمعتقلين. أذكر حادثة جرّد فيها المعتقل من ملابسه وأجبره على شرب شاي بمنفضة سجائر مليئة برمد وأعقاب السجائر. ثم زج بفتحة أنبوب معجون الحلاقة- أو أسنان- وبدأ يضغط على الحاوية مفرغا محتواها في فم المعتقل الذي شارف على الاختناق وهو يضغط على فمه.

ويضيف "ح" في تحقيقات آخرى دأب جورج على تسديد اللكمات والركلات للمعتقلين والتصرف بعنجهية وعربدة. ويوضح "ح" أن جورج تولى معظم التحقيقات مع المتسللين إلى إسرائيل من الدول العربية بينهم إيرانيون وعراقيون وسوريون إلى جانب التحقيق مع من يقبض عليهم خلال عمليات خاصة لوحدات الكوماندوز- كالديراني والشيخ عبيد.

ويستذكر "ح" حادثة أخرى يقول أنها تسبب له القشعريرة: وصفها بالبداية بأنها "استخامات أخرى للعصا"، ويضيف:" خلال التحقيق مع أحد المعتقلين رأيته بعيني يضع عصا على فتحة مؤخرة المعتقل ويقول إجلس عليها، وإذا لم تعرف سادخل العصا إلى الداخل.
ويضيف "ح": "كان دوما يدخل إلى غرفة التحقيق بوحشية، يلقي المعتقل أرضا يدوس عليه ويركله ويهدده باغتصابه أو بالسماح لآخرين فعل ذلك. ويتابع: "أعرف أن المعتقلين كانوا يخافون وحشيته. عرفت ذلك من خلال نشاطي في الشمال فحينما كان يسمع اللبنانيون أن جورج سيحقق معهم كانوا يرجفون".

المؤسسة غطت على الانتهاكات

وحول سؤال للمحامي عن سبب تغطية المؤسسة الإسرائيلية على تلك الممارسات، يقول "ح": المؤسسة ببساطة كانت تتجنب التورط في تشكيل لجنة تحقيق قد تؤدي إلى المس بالكثيرين. ويتابع: المؤسسة لا تريد نشر الغسيل القذر خارجا لان القذارة قد تطال الكثيرين، لذلك اهتمت ببقائه خلف الأبواب الموصدة.
ويضيف: كما أن المؤسسة توقعت الحصول على معلومات بهذه الأساليب، وغضت النظر عن وجود محقق سيء طالما أنه يحقق نتائج، وذلك رغم أن أن الكثير من الاعترافات أخذت تحت التعذيب، وقد لا يكون علاقة للمعترف بالقضية التي يخضع فيها للتحقيق.

جورج يرتقي قي السلم الوظيفي
من جانب آخر نقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من "الكابتن جورج" أن "ثمة محاولات للإيقاع بـ جورج"، معتبرا أنها "محاولات مرفوضة"، مؤكدا أنه "في التحقيق مع ديراني أو مع اللاجئين العراقيين، كان كبار الضباط على علم بما يجري وبوسائل التحقيق المستخدمة، ووافقوا عليها".

ويضيف المصدر: "الكابتن جورج قرر عدم نشر الغسيل القذر للوحدة في الخارج. وفي الوقت الذي وجد كافة الوشاة أنفسهم خارج المنظومة الأمنية، لا زال الكابتن جورج يحظى على تقدير ويشغل منصبا رفيعا في خدمة الدولة"(يعمل مستشارا لقائد شرطة القدس)
الديراني وشريط التعذيب
وكانت القناة الإسرائيلية الثانية كشفت هذا الأسبوع في برنامج التحقيقات "عوفداه"، للمرة الأولى بالصوت والصورة وقائع التعذيب الذي تعرض له الأسير اللبناني المحرر مصطفي الديراني. وتفند المشاهد مزاعم إسرائيل بأن الديراني لم تخلع ملابسه خلال التحقيق العسكري، حيث ظهر الكابتن جورج يجبر الديراني على خلع ملابسهن وينكل به ويهينه.

وإزاء صمت الديراني يصعد المحققون الضغوط عليه بقيادة "الكابتن جورج" الذين ينضم لهم شخص يرمز إليه بحرف "س" وهو قائد وحدة الاستخبارات العسكرية الخاصة المعروفة بوحدة رقم 504. ويظهر التحقيق التلفزيوني المحققين وهم يهددون الديراني ويشتمونه في محاولة لانتزاع معلومات منه، كما يظهر التحقيق التلفزيوني مشاهد قاسية من غرفة التحقيق يظهر فيها الديراني عاريا فيما يهدده المحققون بنشر صوره العارية وإرسالها لزوجته وهذا ما دفعه لرفع دعوى قضائية على المحققين بواسطة محام إسرائيلي لم يقع البت فيها بعد.





 

التعليقات