العــــلاقة بين إســـرائيل والولايات المتحــدة في الدرك الأســـفل

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن العديد من المحللين العسكريين الإسرائيليين يستبعدون أن توجه أميركا ضربةً للمنشآت النووية الإيرانية، ودعوا متّخذي القرار في إسرائيل إلى المباشرة في رسم سياسة إسرائيلية بمقدورها أن تتجاوب مع إيران نوويّة، "بدل الانشغال في الإعداد لعملية عسكرية احتمالات نجاحها في منع إيران من تطوير سلاح نووي ضئيلة للغاية".

العــــلاقة بين إســـرائيل والولايات المتحــدة في الدرك الأســـفل

 

تفيد التقديرات الإسرائيلية أن إيران ستكون بعد نحو عام قادرة على إنتاج سلاح نووي، ورغم اتفاق الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة منع إيران من إنتاج سلاح نووي، غير أنهما مختلفتان حول أولوية الخيار العسكري، وأدى ضغط إسرائيل المواصل على الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات عملية ضد إيران، إلى توتير الأجواء بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو.
 
وتدعي إسرائيل أن إيران تحاول كسب الوقت للمضي بمشروعها، وتعمل في الوقت ذاته على تحصين منشآتها النووية لتخفيف أثار أي هجوم محتمل، وتعترف الحكومة الإسرائيلية بأن العقوبات المفروضة على إيران أضرت بالاقتصاد الإيراني، غير أنها تطالب بالمزيد وتدعو الولايات المتحدة إلى فرض حظر على صادرات إيران النفطية الأمر الذي تنظر إليه الإدارة الأمريكية بعين الريبة وترى أن تبعاته قد تضر بفرص أوباما في تجديد ولايته في البيت الأبيض.
 
ويشير المعلق السياسي الإسرائيلي رون بن يشاي إلى أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية انزلقت للدرك الأسفل في الآونة الأخيرة، ودخلت إلى خط المواجهة، وذلك نتيجة لتناقض المصالح بين الحليفين، لافتا إلى أن الخلاف الأخير هو جزء من أزمة مستمرة تعود جذورها إلى أزمة الثقة بين نتنياهو وأوباما.
 
يعالون: فرنسا وبريطانيا تدركان ضرورة تشديد العقوبات على إيران
ويشير بن يشاي إلى أن مواقف الإدارة الأمريكية المتشدد التي أبدتها حيال تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز وقيامها بتوجيه رسالة للقيادة الإيرانية مفادها أن إغلاق المضيق سيعتبر إعلان حرب، أثار سخط حكومة نتنياهو التي تطالب أوباما بموقف مماثل حيال الملف النووي.
وكان نتنياهو قد عبر عن سخطه في خطاب ألقاه في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الأحد الماضي بالقول: «ما لم تفرض عقوبات حقيقية وفعالة على الصناعة النفطية الايرانية والبنك المركزي، فلن يكون هناك اي اثر حقيقي في البرنامج النووي الايراني».  فيما كان وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون أشد وضوحا من نتنياهو وانتقد في حديث إذاعي سياسة الولايات المتحدة داعيا واشنطن إلى انتهاج سياسة اكثر تشددا ازاء طهران. وقال يعالون للاذاعة العامة «فرنسا وبريطانيا تدركان ضرورة تشديد العقوبات، خصوصا بحق البنك المركزي الايراني». وأضاف ان «مجلس الشيوخ الاميركي يؤيد ذلك، إلا ان الإدارة الاميركية مترددة، خوفا من ارتفاع أسعار النفط في سنة انتخابية»، مشيرا الى أن ذلك «مخيب للآمال».
 
من جانبها اعتبرت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية أن تصريحات من هذا النوع تضعف أوباما وتظهره أنه غير قادر على اتخاذ خطوات جادة ضد إيران، كما أنها تمس في فرصه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المزمعة في نوفمبر المقبل. 
 
وترى إدارة أوباما أن أية خطوة غير محسوبة العواقب ستؤدي لارتفاع أسعار النفط ، مما يعود بالضرر البالغ على الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي سينعكس على فرص أوباما في الفوز. كما لا تغفل الإدارة الأمريكية الساحة الأفغانية التي تستطيع إيران استغلالها لضرب الولايات المتحدة، كما يمكنها ضرب السفارة الأمريكية في العراق.
 
 وبحسب بن يشاي، يطالب الأمريكيون إسرائيل بمنح فرصة للضغوط الديبلوماسية والعقوبات، والامتناع عن مهاجمة إيران، والكف عن العمليات السرية التي تنفذها في إيران من عمليات اغتيال وتفجيرات.
 
 وبحسب مصادر إسرائيلية فإن الرسائل التي أُطلقت من تل أبيب، تعزز فقط التخوف الامريكي من هجوم اسرائيلي. وقالت المصادر: من أجل منع الاشتعال في الخليج العربي يستخدم الرئيس الامريكي براك اوباما عدة قنوات دبلوماسية سرية، ينقل فيها رسائل لا لبس فيها لكل الأطراف. واوضحت أن الخميس الماضي تحدّث اوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحذّره من الآثار الخطيرة التي ستكون لهجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية. ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال،» إنه في الأيام الأخيرة وفي نهاية الأسبوع حاول وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا ومسؤولون آخرون الحصول من اسرائيل على ضمانات بأنه ليس في نيّتها الهجوم، وإنها ستسمح بفرض عقوبات أخرى على إيران.
وذكرت المصادر أن رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال مارتن دمباسي، ينضم الى مساعي الإحباط والذي يصل الى اسرائيل في محاولة لممارسة الضغط عليها. وتأتي زيارة دمبسي في ظل التوتر القائم بين إيران والدول الغربية، وذلك في أعقاب التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز الأمر الذي يمس بالصادرات النفطية إلى الغرب. ويضاف إلى ذلك التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال العالم النووي مصطفى أحمدي روشان، حيث توجه أصابع الاتهام لإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
 
باراك: أي قرار بشأن هجوم اسرائيلي على ايران "بعيد تمامًا"
 من جانبه،   قال وزير الأمن الاسرائيلي ايهود باراك يوم أول أمس الاربعاء ان أي قرار بشأن هجوم اسرائيلي على ايران "بعيد تماما". وكان باراك يتحدث لإذاعة الجيش قبل زيارة الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة. ولدى سؤاله عما اذا كانت الولايات المتحدة تطلب من اسرائيل اخطارها قبل شن اي هجوم على ايران أجاب باراك "لم نتخذ اي قرار للقيام بهذا... هذا الأمر برمته بعيد تماما."
 
- باراك: الهجوم بعيد -

دراسة: إسرائيل محركة الحملة ضد إيران   
وترى دراسة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن إسرائيل لا تزال هي المحرك الأساسي للجهد الدولي من أجل وقف المشروع النووي الإيراني، في وقت يواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك معارضة جدّية في داخل إسرائيل لسياستهما بخصوص توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية في الوقت الحاضر.
 
وأوضح المركز في دراسة حملت عنوان "إسرائيل والمشروع النووي الإيراني"، أن إسرائيل ما انفكت منذ ما يقارب عقدين تُولي المشروع النووي الإيراني الأهمية القصوى وتضعه في مقدمة أجندتها الأمنية والسياسية.
 
وأشارت الدراسة إلى أن إسرائيل ما برحت تعمل، من أجل ذلك، على إظهار المشروع النووي الإيراني على أنه بالدرجة الأولى خطرٌ على السلم العالمي وعلى الدول العربية الخليجية المجاورة لإيران، ويخل بالاستقرار في المنطقة، ويعرض وجود إسرائيل للخطر، ويفتح الباب على مصراعيه لسباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط، قد تشارك فيه بشكل خاصّ كل من السعودية ومصر وتركيا.
 
وقالت الدراسة، رغم ذلك، إن إسرائيل تحاول دومًا ألا تظهر أن دورها هو الأساس في تحريك الحملة الدولية ضد برنامج إيران النووي، وتطرح المشروع على أنه مشكلة تهمّ المجتمع الدولي وليس مشكلة إسرائيل وحدها.
 
وأوضحت الدراسة أن أهداف إسرائيل من وراء التحذير من البرنامج النووي الإيراني في هذه الفترة هي: أولا الضغط على الدول المهمة في العالم لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الدولية القاسية على إيران، إذ تطالب إسرائيل بإلحاحٍ مستمر بفرض عقوبات اقتصادية دولية على البنك المركزي الإيراني ورفض التعامل معه إطلاقا، وعلى قطاعي النفط والغاز الإيرانيين، ومقاطعة هاتين السّلعتين الحيويتين للاقتصاد الإيراني.
 
والهدف الثاني، بحسب الدراسة هو تهيئة النخب السياسية في الدول المهمة، وتهيئة الرأي العام الدولي، لتقبل فكرة توجيه إسرائيل وأميركا ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
 
أما الهدف الثالث فهو السعي للتوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأميركية على الخطوط الحمر التي يُمنع على المشروع النووي الإيراني تعدّيها، والحصول على تعهدٍ أميركي واضح يلتزم بتوجيه ضربة عسكرية أميركية إلى المنشآت النووية الإيرانية، إذا تخطّى المشروع النووي الإيراني هذه الخطوط الحمر واقترب من صنع القنبلة النوويّة.
 
وذكرت الدراسة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك يواجهان معارضة جدية في داخل إسرائيل لسياستهما بخصوص توجيه ضربة للمنشآت النوويّة الإيرانية في الوقت الحاضر.
 
وأوضحت أنه وحتى الآن نجد أن كلا من المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية وزعامة حزب كاديما وحزب العمل وجزء هام من قادة حزب الليكود ضدّ توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية في الوقت الحاضر.
 
وأشارت الدراسة إلى أن المؤسسة العسكرية الأمنية الإسرائيلية تُولي أهميةً قصوى للموقف الأميركي بشأن قيام إسرائيل بضرب المنشآت الإيرانية. وفي كلّ الأحوال تعتقد المؤسسة العسكرية الأمنية أنه يجب عدم اللّجوء إلى الضربة العسكرية إلا كملاذ أخير وعندما "تلامس السكين الرّقبة" وبالتّنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.
 
وأشارت الدراسة أيضا إلى أن العديد من المحللين العسكريين الإسرائيليين يستبعدون أن توجه أميركا ضربةً للمنشآت النووية الإيرانية، ودعوا متّخذي القرار في إسرائيل إلى المباشرة في رسم سياسة إسرائيلية بمقدورها أن تتجاوب مع إيران نوويّة، "بدل الانشغال في الإعداد لعملية عسكرية احتمالات نجاحها في منع إيران من تطوير سلاح نووي ضئيلة للغاية".
 
ونقلت الدراسة عن أحدهم قوله "إن سلاحا نوويا في طهران لا يعني نهاية العالم. وإن الاستعداد الملائم والسياسة السليمة والحكيمة بهذا الشّأن هما الضّمانة لردع حكام إيران".
 
نتنياهو سيستعرض قوته في مؤتمر "آيباك"
وفي خطوة اعتبرت أنها استعراض قوة في وجه الإدارة الأمريكية قرر نتنياهو المشاركة في مؤتمر "إيباك" السنوي الذي سيعقد في واشنطن في مارس/ آذار المقبل. وكان قرار نتنياهو مستهجنا إذ أن الدعوة موجهة للرئيس شمعون بيرس، وكان يفترض أن يلقي كلمته في المؤتمر عبر الفيديو كونفرانس.
 
 وفي حين لم يعلن جدول اعمال او توصيات لمؤتمر الـ (إيباك) هذا العام، خاصة ان موعد انعقاده ما زال بعيداً، الا ان القراءة المتعمقة في جدول اعمال المؤتمر عينه خلال العام الماضي، قد تعكس جانباً كبيراً من حرص نتانياهو على حضور المؤتمر المزمع في آذار (مارس) المقبل، إذ تشير معطيات نشرتها صحيفة «هآرتس» الى ان مؤتمر العام الماضي حضره ما يربو على 10.000 ناشط يهودي من مختلف دول العالم، وبحسب ما نقلته صحيفة  «هآرتس» عن (هاورد كور) مدير عام منظمة الـ (إيباك)، كان من الصعب تجاهل القوة التي حرص الايباك على التظاهر بها خلال مؤتمر العام الماضي 2011، فإلى جانب الحضور الذين زاد عددهم عن 10.000 ناشط من مختلف دول العالم، كان من بينهم ما يربو على 70 سيناتوراً و 270 عضواً من مجلس النواب، وقادة افرو – اميركيين، بالاضافة الى قادة سياسيين.

التعليقات