الربيع العربي يقلق مؤتمر هرتسليا

إلى ذلك دعا رئيس الأركان الاسرائيلي بيني غنتس، الى مواصلة “عمليات التعطيل” التي تستهدف إعاقة ايران عن تطوير برنامجها النووي، مشيرا الى ان تصميم المجتمع الدولي من شأنه أن يتقنع الجمهورية الاسلامية بوقف برنامجها النووي.

الربيع العربي يقلق مؤتمر هرتسليا

 

 

«إسرائيل معزولة وغارقة في الماضي»

 

 

اختتم يوم أمس، الخميس، مؤتمر هرتسليا للمناعة والأمن القومي الإسرائيلي، الذي بدأت أعماله الثلاثاء، تحت عنوان «في عين العاصفة: إسرائيل والشرق الأوسط»، وطغى على أعماله القلق والتوجس من مستقبل إسرائيل الغامض في ظل المتغيرات في العالم العربي.
 
وألقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز كلمة الافتتاح، أعقبتها كلمة منقولة عبر التلفزة للأمير الأردني الحسن بن طلال، تلاه رئيس الحكومة اليونانية السابق جورج بباندريو، فرئيس البنك الدولي روبرت زوليك الذي قدم مداخلة تحدث فيها عن مستقبل الاقتصاد العالمي.
 
عبر بيرس عن تشاؤمه من الوضع الدولي لإسرائيل معتبراً أن «العالم بصورته المعروفة آخذ في الاختفاء، فيما صورته الجديدة لا تزال غير واضحة»، مشيراً إلى أن «أطراً دولية ضعفت، حكومات فقدت قوتها، والقومية إلى تراجع، فيما العالمية تهرول إلى الأمام». كذلك لفت إلى أن «هناك اقتصاديات راسخة تنهار فجأة من دون أي تفسير واضح، ومن دون حل واضح»، مضيفاً «لقد عدت للتو من مؤتمر دافوس، وهذه هي المرة الأولى التي كان في المؤتمر علامات استفهام أكثر مما كان هناك علامات تعجّب».
 
وإذ رأى أن إسرائيل «من الناحية السياسية غارقة في عالم قديم، عالم الأمس»، في سياق تطرقه إلى موقعها ضمن التغييرات العالمية، رأى بيريز أن لا أحد يعلم كيف ستنتهي الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي، مشيراً إلى أن «قوى إسلامية متطرفة في كل من مصر وتونس قد صعدت إلى الحكم وعززت قوتها». وعن إيران، أكد بيريز أنها تطمح إلى التزوّد بأسلحة دمار شامل، داعياً إلى عدم استبعاد أي خيار في مواجهتها، واصفاً إياها بالخطر الوجودي.
 
منع إيران من الحصول على سلاح نووي مسألة حيوية
من جهته، قدم رئيس المعهد، داني روتشيلد، وثيقة تضمنت تقييمه للوضع الإقليمي والدولي خالف فيها المنطق الإسرائيلي السائد بخصوص إيران، حيث شدد على وجوب عدم التعامل مع إيران النووية «كتهديد وجودي لإسرائيل أو أن يجري تظهيرها على هذا النحو». رغم ذلك، رأى الجنرال في الاحتياط أن «منع إيران من الحصول على سلاح نووي هو بالنسبة إلى إسرائيل مسألة حيوية من الدرجة الأولى»، معتبراً أن الخيار الأمثل لتحقيق ذلك هو دفع «الولايات المتحدة إلى مواجهة الوضع».
 
كذلك رأى روتشيلد أن تشديد العقوبات على إيران «لم يؤدّ بعد إلى ثنيها عن السعي إلى الهيمنة الإقليمية وتغيير تطلعاتها للحصول على سلاح نووي»، مقدّراً أن عزلتها الإقليمية المتأتية عن احتمال فقدان سوريا والتوتر القائم مع تركيا سيحثّانها على تعميق تغلغلها في العراق ودول الخليج.
دولياً، رأى روتشيلد أن «الولايات المتحدة تقوم بانعطافة استراتيجية من الشرق الأوسط باتجاه آسيا، والدول العظمى الجديدة في آسيا، إضافة إلى أن الصين والهند لا تبديان رغبة في التدخل في الشرق الأوسط، وكل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حدّة عدم الاستقرار الإقليمي ويتيح للإسلام الراديكالي تعزيز قوته». وعن علاقة تل أبيب بواشنطن، رأى روتشيلد أنها علاقة حاسمة، «وكان من شأن الهزّة في الشرق الأوسط أن تبرز حقيقة أن إسرائيل هي ذخر للولايات المتحدة، ولكن الأمر ليس كذلك. فالولايات المتحدة تعتبر إسرائيل وتحركاتها المحتملة خطراً استراتيجياً أكثر ممّا تنظر إليها كحليف استراتيجي». وخلص إلى أن إسرائيل من الناحية الاستراتيجية معزولة الآن أكثر مما كانت عليه خلال العقود الأربعة الأخيرة.
 
غنتس: اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تواجه تهديدا بمحوها عن الوجود
 إلى ذلك دعا رئيس الأركان الاسرائيلي بيني غنتس، الى مواصلة “عمليات التعطيل” التي تستهدف إعاقة ايران عن تطوير برنامجها النووي، مشيرا الى ان تصميم المجتمع الدولي من شأنه أن يتقنع الجمهورية الاسلامية بوقف برنامجها النووي.
 
غنتس الذي تحدث الاربعاء في مؤتمر هرتسليا قال، في مداخلته ان دول الخليج لديها تخوفات لا تقل عن تخوفات اسرائيل من المشروع النووي الايراني، اذ ان ايران تسعى الى مد نفوذها على المنطقة وتعميق مصالحها في الدول المختلفة.
 
واضاف الجنرال الاسرائيلي، ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه تهديدا بمحوها عن الوجود بل ويترافق هذا التهديد بمحاولة امتلاك الوسائل لتحقيق ذلك.
 
ووصف غنتس لبنان وغزة بانهما محزني السلاح الاكبر حيث يتم تعزيزهما من ايران وسوريا وروسيا التي تواصل تسليح سوريا دون ان تعرف من سيحكمها في المستقبل.
 
واشار غنتس الى اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زيادة الميزانية العسكرية لبلاده ب 127% حيث ستصل الى 415 مليار دولار.
كوخافي: 200 الف صاروخ تغطي مساحة اسرائيل وايران قادرة على انتاج 4 قنابل ذرية

 من جانبه قال رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، “امانالجنرال افيف كوخافي، ان ايران تمتلك من اليورانيوم المخصب ما يكفي لصنع اربع قنابل ذرية

واضاف الجنرال كوخافي، خلال مداخاته في مؤتمر هرتسليا للامن القومي الاسرائلي، اليوم الخميس، ان اعداء اسرائيل يملكون 200 الف صاروخ وقذيفة قادرة على ضرب اسرائيل.

وتابع، ان الالاف من هذه الصواريخ يصل مداها الى مئات الكيلومترات مشيرا الى شبكة الصواريخ تلك التي تمتد من سوريا، 
لبنان وايران تغطي العمق الإسرائيلي كله، بينما تتحول الرؤوس الحربية لهذه الصواريخ الى أكثر تدميرا(مئات الكيلوغرامات عوضا عن العشرات) ودقة هذه الصواريخ تزداد بالذات في الصواريخ بعيدة المدى، منوها الى وجود منصة صواريخ او مخزن سلاح في كل واحد من بين عشرة بيوت 
في لبنان، على حد زعمه.

الجنرال كوخافي، تطرق الى الهزات التي تشهدها المنطقة وعزى اسبابها الى الوضع الاقتصادي، مشيرا الى ان التيار الإسلامي لم يكن هو
 المحرك بل استغل امكانياته وترجمها الى قوة سياسية، مقدرا ان يشغل الوضع الاقتصادي الداخلي هذه الدول ويحول دون
 اقدامها على مغامرات خارج حدودها في السنوات القادمة.

ولدى تناوله الوضع في سوريا اشار الى استمرار تدهور اوضاع نظام الاسد والى استمرار فقدان السيطرة من قبل الجيش وتهلهل الدائرة
 المحيطة بالرئيس، مقدرا ان يستمر التدهور حتى النهاية الحتمية، على حد قوله

التعليقات