تقديرات الليكود: الانتخابات مطلع 2013

وزير الخارجية ، ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، أكد بعد انسحاب كاديم بأنه لا يعتزم الانسحاب من الائتلاف، مشيرا في مقابلة مع الإذاعة العبرية، أن حزبه لن يوافق على اقتراح القانون البديل لـ"قانون طال"، وأنه سيطرح مشروع قانون يتضمن فرض الخدمة على العرب والحاريديم على حد سواء من سن 18 عاما، معتبرا أن مشروع القانون الذي يعتزم نتنياهو طرحه على الكنيست الأسبوع القادم ليس جادّا.

تقديرات الليكود: الانتخابات مطلع 2013

موفاز يُعلن انسحابه من الإئتلاف

بعد انسحاب كتلة كاديما من الا ئتلاف الحكومي، الثلاثاء الماضي، على خلفية الخلاف العميق حول تجنيد الحاريديم، تقلص ائتلاف حكومة نتنياهو لسابق عهده، 66 عضو كنيست، لكن الائتلاف أصبح أكثر هشاشة بفعل التجاذبات حول القانون البديل لقانون "طال"، و أكثر عرضة للضغط والابتزاز، وتوقع مسؤولون في الحزب الحاكم، الليكود، أن يبادر نتنياهو مجددا لتبكير موعد الانتخابات بحيث تجرى مطلع السنة المقبلة 2013.

وقال مسؤولون في الليكود لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، إن انسحاب "كديما" من الائتلاف يعيد مركز الثقل والتأثير لحزب "يسرائيل بيتينو"  باعتباره الشريك الأكبر في الائتلاف الحكومي. وأشارت الصحيفة  إلى أن التقديرات السائدة في صفوف الليكود تشير إلى أن نتنياهو يسعى حاليا للحفاظ على الائتلاف الحكومي إلى ما بعد الأعياد اليهودية، في أوائل تشرين أول/أكتوبر القادم.

وقالت الصحيفة إن حكومة نتنياهو تعود بعد انسحاب موفاز إلى حجمها السابق، بعد موت حكومة الوحدة الوطنية التي لم تدم أكثر من 70 يوما فقط، مما يعرضها إلى تأثيرات وضغوط الأحزاب المختلفة، وبالتالي فإن الليكود سيبدأ خطوات عملية لتقديم موعد الانتخابات في إسرائيل.

ويسعى نتنياهو إلى "اجتياز" الأسبوع الجاري والقادم دون نشوء أزمات حادة، إذ من المقرر أن تخرج الكنيست في الأسبوع القادم لعطلتها الصيفية التي لن تعود منها قبل الأعياد، مما سيسهل على نتنياهو الحفاظ على ائتلافه وحكومته طيلة الشهور الثلاثة القادمة.

ويتوقع مراقبون أن تتفاقم الاستقطاب حول القانو البديل، فالأحزاب الدينية الحاريدية التي ترفض التجنيد، تقف في جبهة مقابلة لحزب "يسرائيل بيتينو"، ووسطهما الليكود الذي يسعى للتوصل إلى حلّ وسط  لا يقبله الطرفان.

وتسعى الحكومة إلى طرح قانون بديل لقانون "طال" يوم الأحد المقبل، غير أنه في ظل حالة الاستقطاب من المستبعد أن تنجح تلك الخطوة، لذلك يتوقع أن تحاول الحكومة تمرير قانون مؤقت، لا ينطوي على تغيير جوهري لقانون "طال" الذي ينتهي مفعوله نهاية الشهر الجاري بحكم قضائي من المحكمة العليا.

وصرحت وزارة الأمن الإسرائيلية، بأنها  ستطرح على الحكومة قانونا مؤقتا  لتنظم تجنيد الحارديم  يأخذ بعين الاعتبار: "تعليمات المحكمة العليا، واحتياجات الجيش، والحاجة لتوزيع الأعباء".

وزير الخارجية ، ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، أكد بعد انسحاب كاديم بأنه لا يعتزم الانسحاب من الائتلاف، مشيرا في مقابلة مع الإذاعة العبرية، أن حزبه لن يوافق على اقتراح القانون البديل لـ"قانون طال"، وأنه سيطرح مشروع قانون يتضمن فرض الخدمة على العرب والحاريديم على حد سواء من سن  18 عاما، معتبرا أن مشروع القانون الذي يعتزم نتنياهو طرحه على الكنيست الأسبوع القادم ليس جادّا.
ورجح ليبرمان أن يتم تقديم موعد انتخابات الكنيست في اعقاب انسحاب حزب "كاديما" من الائتلاف الحكومي، مشيرا إلى أن كل موعد اعتبارا من فبراير المقبل يعتبر واقعيا.

يشار في هذا السياق إلى أن حزب ليبرمان (يسرائيل بيتينو) أعلن عن نيته تقديم مشروع قانون  يدعو لفرض الخدمة العسكرية على الجميع، لكن المراقبين أعربوا عن اعتقادهم أن هذا القانون لن يمر خاصة وأن الليكود أعلن معارضته لقانون ليبرمان.

وتضاربت التقديرات حول موعد الانتخابات القادمة، إلا أن الاعتقاد السائد هو أن تجري الانتخابات في أوائل شهر شباط/فبراير القادم.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول في الليكود قوله إن رئيس الحكومة غير معنّي بخطوات متسرّعة حول الانتخابات، وأن احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري غير وارد. وتوقعوا فشل قانون التجنيد، وأن  يكون عنوانا مركزيا  للانتخابات المقبلة، إذا لم تحصل مستجدات  تغير سلم الاهتمامات، وهذا أمر وارد.

نتنياهو  والمغامرة المحتملة

في ظل حالة الاستحواذ التي تتملك الخارطة السياسية الإسرائيلية، حول تجنيد الحاريديم من غير المستبعد أن تبادر الحكومة للقيام بخطوات تقلب سلم الأولويات والاهتمامات لدى الجمهور، وقد يكون الموضوع النووي الإيراني، وتصعيد الوضع سيناريو وارد لا سيما في ظل تكثيف زيارات المسؤولين الأمريكيين لإسرائيل.

الزيارات المتتابعة لمسؤولين أمنيين وسياسيين أمريكيين لإسرائيل تشي بأن شيئا ما يحصل في الخفاء،  فقبل يوم واحد من زيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لإسرائيل وتلميحها بوجود خلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتشديدها على التزام  واشنطن بأمن إسرائيل، أجرى مستشار الامن القومي، توم دونيلون  الذي يعتبر من الشخصيات الأكثر قربا من الرئيس الامريكي باراك أوباما، زيارة سرية لتل أبيب، وقبل دونيلون بأيام أجرى نائب وزير الدفاع الامريكي، بيل بيرنز، زيارة لتل أبيب، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الأمريكي سيزور لإسرائيل قريبا.  

ونقلت صحيفة "معريف" عن موظفين امريكيون كبار،  قولهم: عندما تصل وزيرة الخارجية الامريكية أخيرا الى المنطقة، فانها تفعل ذلك قبل اسبوع من وصول المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية ميت روماني الى القدس. هذه الحقيقة طبعت زيارة كلينتون الى اسرائيل بالوان سياسية امريكية داخلية. فوسائل الاعلام الامريكية فسرت زويارة كلينتون على أنها "زيارة وقائية" لزيارة روماني.

وتركزت محادثات كلينتون بالموضوع الايراني، وبالعلاقات الاسرائيلية – المصرية. ووصلت كلينتون الى تل أبيب قادمة من القاهرة حيث التقت الرئيس المنتخب، محمد مرسي.، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية بأن كلينتون حملت تطمينات من مصر لإسرائيل بشأن معاهدة السلام.

وعن زيارة دونيلون قالت "معريف": "رغم النية المسبقة بالحفاظ على سرية الزيارة، قرر البيت الابيض كشف النقاب عنها واصدار بيان رسمي حولها. وتم تنسيق البيان مع مكتب رئيس الوزراء، حيث جاء ان دونيلون شدد على الالتزام الذي لا جدال فيه من الولايات المتحدة بأمن اسرائيل. وحسب البيت الابيض فان "الزيارة جرت استمرارا للمشاورات المتواصلة بين محافل اسرائيلية ومحافل امريكية في مسائل الامن الاقليمي".

وذكرت الصحيفة أن زيارة دونيلون جاءت لفحص نوايا اسرائيل ومحاولة احباط هجوم عسكري محتمل من جانبها. اضافة الى ذلك، عني دونيلون في زيارته بمسائل اقليمية اخرى ايضا، مثل الوضع في سوريا وفي مصر.

وقبل  زيارة دونيلون بأيام، وصل الى زيارة في اسرائيل نائب وزيرة الخارجية بيل بيرنز، لاجراء الحوار الاستراتيجي النصف سنوي مع اسرائيل، والذي مثل فيه اسرائيل نائب وزير الخارجية داني ايالون. في بيان نشر في ختام اللقاء قيل ان هذا الحوار هو الاهم الذي يجري بين الدولتين في السنتين الاخيرتين.

قلق أمريكي

وذكرت صحيفة هآرتس الأربعاء أن الإدارة الأمريكية أعربت في الآونة الأخيرة عن قلقها إزاء النوايا الإسرائيلية تجاه الملف النووي الإيراني وذلك في أعقاب ما وصفته بـ " الصمت غير الطبيعي للقيادة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة بخصوص الشأن الإيراني".

ووفقاً للصحيفة فإنه في الأيام الأخيرة شهدت حركة نشطة في زيارة المسؤولين الأمريكيين لإسرائيل «في محاولة لمعرفة ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تعتزم جديا توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية في ظل ما تعيشه المنطقة من أوضاع حرجة».

وقالت الصحيفة إنه من المتوقع زيارة وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" خلال الأسبوع المقبل لإسرائيل بعد أقل من أسبوع على انتهاء زيارة وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، مشيرة إلى أن «الطرفين يشددان على عدم ظهور الخلافات بخصوص الملف الإيراني بينهما لوسائل الإعلام».

وترى الصحيفة أن «التوتر بين أمريكا و"إسرائيل" بشأن إيران هي ظاهرة موسمية في كافة المحافل السياسية إلا أنه في هذا الوقت ممكن أن تكون لها آثار درامايتيكية أكثر مما كان عليه قبل ذلك».
 
القناة العاشرة: ضربة عسكرية  محتملة

وفي غضون ذلك توقع المحلل العسكري للقناة العاشرة، ألون بن دافيد، أن تبادر إسرائيل لتنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية حتى موعد أقصاه مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وقال بن دافيد: "الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل تقترب من ساعة الحسم، في شن الهجوم على إيران،  وتلمس تصميم رئيس الوزراء ووزير الأمن إيهود باراك بأن لا شيء آخر يمكن أن يوقف المشروع النووي الإيراني".

واضاف: "بنظر  نتنياهو وباراك، فإن نافذة الفرص قصيرة جدا، تبدأ نهاية شهر أغسطس/آب، كي تبدو إسرائيل كمن يمنح فرصة للعقوبات، وتنتهي  في أكتوبر/ تشرين الأول، على اعتبار أن الهجوم في هذا الوقت قد يؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أي أن نافذة الفرص تمتد من مطلع أغسطس،  حتى نهاية سبتمبر".

وعن ثمن الهجوم وإنجازاته المتوقعة، يقول بن دافيد: "ثمة خلاف حول ثمن الهجوم، فهناك من يرون أنه قد يؤدي  لانلاع حرب شاملة، فضلا عن ذلك ثمة خلاف حول مدى قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على تحقيق الهدف، حيث تشير تقديرات الخبراء إلى أن الهجوم قد يعيق المشروع النووي لسنة واحدة بالحد الأقصى، هذا إذا لم تستغل إيران الضربة لتسريع وتيرة العمل في مشروعها".

وأضاف بن دافيد: "قرار الهجوم لم يصدر بعد، لكن التقديرات تشير إلى أنه في حال طرح نتنياهو قرار مهاجمة إيران على الكابنيت سيحظى القرار القرار بأغلبية ".

التعليقات