تقرير: العلاقات الإسرائيلية – التركية لن تتغير دون حل القضية الفلسطينية

حل الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا هو شرط ضروري لإبرام اتفاق الغاز* 90% من النفط لإسرائيل يمر عبر تركيا

تقرير: العلاقات الإسرائيلية – التركية لن تتغير دون حل القضية الفلسطينية

مشادة بين أردوغان وبيرس في دافوس على أثر الحرب على غزة عام 2008

أكد تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب على أن الأزمة الدبلوماسية العميقة في العلاقات بين إسرائيل وتركيا لن تتغير طالما لا يتم حل القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن هذه الأزمة من شأنها التأثير اقتصاديا على إسرائيل وبصورة خاصة على تصدير الغاز الذي تستخرجه إسرائيل من حقول في البحر المتوسط.

وكتب معدو التقرير، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن والاتحاد الأوروبي، عوديد عيران، والمدير العام السابق لشركة التنقيب عن الغاز "ناتيف غاز" الحكومية، دان فاردي، والباحث في المعهد إيتمار كوهين، كتبوا أنه "طالما التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين مستمر ولم يتم التوصل إلى حل سياسي للصراع، وطالما تواصل إسرائيل سياستها ضد حماس، سيستمر التوتر بين إسرائيل وتركيا، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لحل قضية المرمرة وحتى لو نزل (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان عن المسرح السياسي، وفي حال بقاء حزبه في الحكم".

ويذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا بدأت تتراجع خلال الحرب على غزة في نهاية العام 2008، وتأزمت هذه العلاقات بشكل كبير عندما اعترض سلاح البحرية الإسرائيلي أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة وقتل 9 نشطاء أتراك كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" في أيار من العام 2010. وفي غضون ذلك قدم رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، اعتذارا لأردوغان على مقتل النشطاء لكن المفاوضات حول تعويض عائلات ضحايا الأسطول ما زالت عالقة.

وحول التبعات الاقتصادية للأزمة، رأى الباحثون الثلاثة أن "اتفاقا يؤدي إلى حل الأزمة بين إسرائيل وتركيا هو شرط ضروري للتوصل إلى اتفاق حول تصدير الغاز الإسرائيلي إلى تركيا، والشركات التجارية التي تحاول دفع التصدير لن تتمكن من تحقيق هدفهن من دون حل كهذا".

ونقلت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية التابعة لمجموعة "هآرتس"، اليوم الأحد، عن الباحثين الثلاثة تشديهم على أن "أي تصدير إستراتيجي إلى تركيا يجب أن يشمل في مجمل اعتباراته المستقبل السياسي لهذه الدولة والتساؤل حول وجهتها السياسية، الداخلية والدولية".

وأضاف الباحثون أنه "في مرحلة متقدمة من المحادثات حول تصدير الغاز، ستضطر الدولتان إلى الدخول في مفاوضات حول اتفاق إطار، بحيث على الرغم من أنه سيتناول جوانب غير سياسية فإنه ستكون له أهمية سياسية كبيرة".

وتابعوا أنه "لا توجد بالضرورة علاقة مباشرة بين هذا الاتفاق وحل الأزمة في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، ويبدو أنه بإمكان الدولتين التوصل إلى اتفاق بينهما من دونه، لكي ينبغي الافتراض أن تركيا لن تكون مستعدة للتوصل إلى اتفاق حول الغاز في وضع كهذا، حتى لو أن تزويد الغاز لها هي مصلحة تركية هامة".

واستبعد الباحثون احتمال التوصل إلى تهدئة سياسية بين إسرائيل وتركيا، في المدى القريب على الأقل، رغم قرب انتهاء ولاية أردوغان واحتمال توليه منصب الرئيس التركي لاحقا. "إن تبادل الاتهامات والتصريحات بين زعماء الدولتين يجعلان اتفاق تزويد الغاز من إسرائيل إلى تركيا خيارا غير قابل للتطبيق".

وأشارت الباحثون إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الدولتين لا تنحصر بالغاز، وإنما 90% من النفط الذي تستورده إسرائيل يمر عبر تركيا. وكتبوا أن مصدر هذا النفط في أذربيجان. وأضافوا أنه مد إسرائيل بالنفط لم يتضرر طوال الأزمة بين الدولتين.   

التعليقات