الاستخبارات الأميركية ساعدت إسرائيل بالتنصت على الفلسطينيين

بحسب الوثائق المسربة من الوكالة فإن أجهزة الأمن في البلدين قررت تعزيز التعاون الاستخباري في أعقاب فوز مرسي بهدف متابعة ومراقبة التطورات على الساحة المصرية

الاستخبارات الأميركية ساعدت إسرائيل بالتنصت على الفلسطينيين

قاعدة استخبارية (عن "هآرتس")

كشفت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) عن حجم التعاون الاستخباري الأميركي – الإسرائيلي، وخاصة مع الوحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان").

وأظهرت إحدى الوثاق المسربة، بواسطة العامل السابق في الوكالة إدوارد سنودن، أن الاستخبارات الأميركية ساعدت الاستخبارات الإسرائيلية على التنصت على الفلسطينيين، وأن التعاون شمل جهاز الموساد ووحدة "العمليات الخاصة" في مجال الحرب في الفضاء الالكتروني (سايبر) والتجسس على إيران وسورية وحزب الله وحركات الجهاد العالمي.

وتبين من الوثائق المسربة أن إسرائيل طالبت بالحصول على مئات ملايين الدولارات من أجل مواصلة التعاون.

وكشفت وثيقة في موقع أميركي أمس، الاثنين، أن وكالة الأمن القومي الأميركي (NSA) تعاونت مع وحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) في أعقاب فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بانتخابات الرئاسة المصري في العام 2012.

وحسب الوثائق المسربة من الوكالة فإن أجهزة الأمن في البلدين قررت تعزيز التعاون الاستخباري في أعقاب فوز مرسي بهدف متابعة ومراقبة التطورات على الساحة المصرية.

وبناء على ذلك، تولت وحدة 8200 جمع وتوفير المعلومات الاستخبارية لصالح الوكالة الأميركية وتحديداً في ما يعرف بـالـ"قضايا إستراتيجية مختارة وخصوصًا الجهات الإرهابية في سيناء".

وتبيّن إحدى الوثائق المسربة أن رئيس الاستخبارات القومية في إدارة باراك أوباما، اللواء متقاعد جيمس كلافر، صادق على قرار الاعتماد على الوحدة الإسرائيلية.

والوثيقة السرية تعود لشهر نيسان (إبريل) من العام 2013، ونشرت اليوم في موقع "إنترسبت" الذي يشرف عليه غلن غرينوولد، شريك إدوارد سنودين، كاشف أسرار الاستخبارات السابق والذي عمل مع NSA في السابق.

وجاء أن الوثيقة قد أعدت في عهد مرسي، قبل الانقلاب العسكري الذي أوصل عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة، ولذلك فهي لا تسمح بمعرفة ما إذا كان تبادل المعلومات الاستخبارية مستمرا حتى اليوم بشأن الدولة العربية الأولى التي وقعت على اتفاقية سلام مع إسرائيل، خاصة وأن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية باتت مقيدة جدا في عملية جمع المعلومات.

يذكر أنه في الفترة التي أعدت فيها الوثيقة كان الجنرال كيت إلكسندر يرأس "NSA"، بينما ترأس الوحدة "8200" نداف تسفرير.

وتفصل الوثيقة العلاقات الاستخبارية بين "NSA" وإسرائيل، كما تكشف عمق التعاون الذي يتجلى في عدة مجالات، بينها في المصطلح "تحديد المعلومات الحيوية" الذي يصف مهمة المتابعة التي ألقيت على عاتق الوحدة "8200"، كما هو متبع بين المؤسسات الأعضاء في نفس الهيئة الاستخبارية، وليس كما هو متبع بين هيئات استخبارية.

وبحسب الوثيقة، التي تتحدث عن نجاحات استبخارية مهمة إزاء أهداف مشتركة، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، حيث أن "NSA" لها علاقات تكنولوجية وأبحاث بعيدة المدى مع "8200"، وتتقاسمان المعلومات بشأن "الاطلاع والاعتراض والأهداف واللغة والتحليل والتقارير"، وهذه العلاقات سارعت في توسيع التعاون الاستخباري بين إسرائيل والولايات المتحدة.

كما جاء أن هذه العلاقة ساهمت في توسيع التعاون بحيث شملت هيئات استخبارية إسرائيلية وأمريكية أخرى، مثل "سي آي إيه" و"الموساد" و"جهاز المهمات الخاصة في الاستخبارات العسكرية".

وتركز التعاون الاستخباري في غالبيته، إذا لم يكن كله، على أهداف في الشرق الأوسط والتي تشكل "تهديدا إستراتيجيا على المصالح الأمريكية والإسرائيلية. كما جرى استغلال فرص فريدة من نوعها لتحقيق الوصول إلى أهداف مفضلة. وبحسب التفاهم المتبادل فإن الأهداف الجغرافية تشمل دولا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي وجنوب آسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا في آسيا. وفي هذه الدول فإن التعاون يشمل جمع المعلومات من الإعلام الداخلي الحكومي والعسكري والمدني والدبلوماسي، ومتابعة الهيئات الأمنية والاستخبارية.

ويسمح خط اتصال خاص بين "NSA" و"8200" بنقل المعلومات الخام، إضافة إلى مراسلات بحثية وتقنية ويومية. وسواء في "NSA" أم في "8200" يعمل ضباط ارتباط يتخذون من السفارات في واشنطن وتل أبيب مقرات لهم.

ومقبال تزويد المواد من "8200"، فإن الوحدة الإسرائيلية تتمع من أفضلية التوجه الجغرافي الواسع في اختصاص "NSA" العالمي في الهندسة وفك الشيفرات، كما يتاح لها الوصول، بشكل مراقب، إلى تكنولوجيا وعتاد أمريكيين متطورين من خلال الامتلاك المباشر وأموال المساعدات العسكرية.

وتفاخر معد الوثيقة، المسؤول عن إسرائيل في إدارة العلاقات الخارجية في "NSA" بـ"قصص نجاحات"، وعلى رأسها "البرنامج النووي الإيراني" و"الجهود النووية في سورية" و"مخطط حزب الله ونواياه" و"الإرهاب الفلسطيني" و"الجهاد العالمي".

وبحسب الوثيقة ففي عدة عمليات مشتركة ناجحة توسعت قدرات الهيئتين على التركيز على البرنامج النووي الإيراني واستخلاص معلومات استخبارية. كما تواصل الهيئتان عملية جمع المعلومات بشكل مشترك عن القيادة والبرامج النووية في إيران وسورية.

كما جاء أنه في أيلول (سبتمبر) من العام 2011 وقعت الهيئتان على وثيقة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات والحوسبة. وفي كانون ثاني (يناير) من العام 2012 زار تل ابيب أحد نواب إلكسندر، وحدد أهداف "NSA" على أنها "تهديدات السايبر من جانب إيران وحزب الله وجهات أخرى في المنطقة".  وفي المقابل تزود "NSA"إسرائيل بمساعدات محدودة ومركزة ضد تهديدات السايبر الآتية من الصين وروسيا.

وبحسب التقرير فإن هناك اتصالات مرئية مشفرة بين "NSA" و"8200"، تستخدم لنشاطات ضد البرنامج النووي الإيراني والمقاتلين الأجانب في صفوف المجموعات الجهادية في سورية وحزب الله وحرس الثورة الإيراني.

التعليقات