ضابط استخبارات إسرائيلي: كانت معلومات كافية لتحذير الجيش قبل حرب 1973

ضابط الاستخبارات العسكرية بن بورات: كانت هناك معلومات كافية من ناحية الكمية والنوعية لتحذير الجيش في الوقت المناسب ولم يكن هناك أي سبب مشروع للمفاجأة.

ضابط استخبارات إسرائيلي: كانت معلومات كافية  لتحذير الجيش قبل حرب 1973

 بعد مرور 41 عاما على الحرب، عام 1973، سمح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأرشيف الجيش بنشر شهادات ضباط للجيش أدلوا بها أمام لجنة "أغرانات"، التي عينت في حينه للتحقيق في ظروف اندلاع الحرب.

وضمن الشهادات سمح بنشر شهادة الجنرال يوئيل بن بورات، قادة وحدة الاستخبارات "848"، والتي تركز عملها في جمع المعلومات الاستخبارية عن طريق الإشارات، وبضمنها التجسس الراداري، التي يطلق عليها "سيغينت"، وتطرق في شهادته إلى الفشل الاستخباري في توقع الحرب.

وقال في شهادته إن إسرائيل هوجمت من قبل مصر وسورية، وبدأت الحرب الفعلية، فيما بدا على الأرض وكأنه حرب مفاجئة. كما تحدث عن هجمات لم تكن متوقعة، مثل قصف "بيرل هابر" (ميناء اللؤلؤ)، وقال إن المشترك في جميعها هو وجود معلومات لم يتم التعبير عنها، ولم تستخلص منها الفائدة. وبحسبه فإنه كان هذا هو الوضع في إسرائيل، وأنه كان هناك معلومات كافية من ناحية الكمية والنوعية لتحذير الجيش في الوقت المناسب، وأنه لم يكن هناك أي سبب مشروع للمفاجأة.

وعرض بن بورات على أعضاء اللجنة عدة معلومات أثارت الشكوك لديه بأن النشاطات في سيناء ليست عادية، مثل الأنباء عن كمية عتاد كبيرة في منطقة قناة السويس، كما أن الأحداث في خليج السويس لم تكن تتماشى مع فكرة المناورة لكونها خرجت عن المنطقة الجغرافية التي أجريت المناورة فيها.

وأشار إلى محادثة أجراها مع رئيس شعبة الاستخبارات في حينه، إيلي زعيرا، وقال بن بورات إن زعيرا قال له إن التقديرات تشير إلى أن الأحداث في خليج السويس تابعة للمناورة المصرية. كما أشار إلى أنه طلب صلاحية تجنيد 100-150 من الاحتياط لتحسين التغطية الإنذارية وللتحقق من أن الحديث عن مجرد مناورة عسكرية.

وبحسب بن بورات فإن زعيرا رفض، بادعاء أن وظيفة الاستخبارات هي الحفاظ على "أعصاب الدولة" وليس "زعزعة المجتمع والاقتصاد".

وفي شهادة أخرى يقول الضابط يوسيف زعيرا، ابن شقيق إيلي زعيرا، إنه اتصال في الرابع من تشرين أول (أكتوبر) 1973 بعمه، وقال له إن هناك علامات مقلقة جدا، وطلب الحصول على مصادقة لتفعيل وسيلة سرية جدا، وصفت في تقارير اللجنة بـ"وسائل خاصة"، بيد أنه تلقى إجابة مفادها "نحن نريد الحفاظ على الأمن... (فقرة لا تزال ممنوعة من النشر).. ومن أجل أمن الدولة لن نفتحه". وفي حينه قال إيلي زعيرا أيضا إن المصريين لا يستطيعون تحريك الجيش وإعداده للحرب خفية.

وفي شهادته أيضا، تطرق بن بورات إلى الاتهامات التي وجهت لوحدة التنصت لكونها لم تأت بمعلومات تردد فيها ذكر الحرب. وعرض بن بورات أمام اللجنة معلومات معينة وصلت في الثالث من تشرين الأول، وتطرق إلى تسلسل ترجمتها، وقال: "أخذت على عاتقي حق ترجمتها، بعد أن وصلتني مباشرة من الحراسة إلى الغرفة، وأنا كررتها بالعربية، وقدمت تقريرا بشأنها عبر الهاتف.. وعندما كان نائبي موجودا في الغرفة، قلت له: "Csus belli"، والتي تعني قيام دولة بعمل ما يستدعي الإعلان عن شن الحرب عليها".

وأضاف بن بورات أنه كان من الواضح له أن "هذه حرب"، وأن هذه المعلومة كانت كافية لتتيح تجنيد الجيش.

كما تطرق في شهادته إلى تأهيل عناصر للتنصت في وحدته، وادعى أنه منذ تراجع عدد المتحدثين باللغة العربية في الوحدة الاستخبارية، فإن الوحدة في تراجع نوعي وكمي. وأشار إلى أنه في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي كانت اللغة العربية هي لغة الأم لغالبية العاملين في وحدة التنصت، أما خلال الحرب فقد كان يعمل فيها شبان درسوا العربية في المدرسة، وكانت إنجازاتهم ومستوى مصداقيتهم منخفضة جدا.

كما لفت إلى الفشل في تجنيد متحدثين باللغة العربية، وأن بعض من تم تجنيدهم لم يتمتعوا بمستوى ذكاء عال، إضافة إلى درجة انضباط منخفضة، وحافزية منخفضة، وكانت النتائج سلبية.

التعليقات