يعالون: لا دولة وعباس شريك في إدارة الصراع وليس حله

ويقول: حكم ذاتي في منطقة منزوعة السلاح وليطلقوا عليها الإمبراطورية الفلسطينية.. علاقاتنا مع مصر جيدة، ولكن مثل الدول العربية المعتدلة الأخرى فهي ليست علنية..

يعالون: لا دولة وعباس شريك في إدارة الصراع وليس حله

قال وزير الأمن الإسرائيلي، موشي يعالون، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليس شريكا في حل الصراع، وإنما هو شريك في المحادثات وفي إدارة الصراع. وبحسبه فإن الفلسطينيين لا يريدون إقامة دولة، وإنما تدمير الدولة اليهودية، ليصل إلى نتيجة أنه ليس مع "حل الدولتين"، وإنما "الحكم الذاتي في منطقة منزوعة السلاح، وليطلقوا عليها الإمبراطورية الفلسطينية".

وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" أجريت اليوم الأربعاء، وقال يعالون إنه منسجم مع نفسه لدى اتخاذه القرر بالمصادقة على إلقاء قنبلة على منزل كان يعلم أن بداخله ابنة وزوجة قائد كتائب القسام، محمد ضيف. وردا على سؤال ما إذا كان الأخير حيا أم ميتا، أجاب "ربما يكون حيا أو يكون ميتا".

وردا على سؤال مفاده أن يعالون ورئيس الأركان ورئيس الحكومة قرروا عدم إسقاط سلطة حماس في قطاع غزة، أجاب يعالون إن "الحرب على قطاع غزة لم نصل إليها فجأة، فقد كانت هناك مباحثات معمقة سابقة بشأن القطاع وجبهات أخرى مثل لبنان وسورية وأماكن أخرى أبعد. وطرحت إمكانيات كثيرة، وخطط عمل كثيرة، بضمنها إمكانية الدخول إلى غزة واحتلالها وتطهيرها، وتوصلنا إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن تنفيذ عملية من هذا النوع، حيث أن أحدا لن يكون قادرا على استبدال الاحتلال، لا أبو مازن، ولا مصر، ولا جامعة الدول العربية، ولا الأمم المتحدة، سنظل عالقين هناك".

وأشار في هذا السياق إلى أن "حملة السور الواقي" في الضفة الغربية استغرقت ثلاث سنوات، وكان الحديث عن مئات المقاومين، بينما هناك عشرات الآلاف من المقاومين في قطاع غزة. كما أشار إلى أنه في معركة مخيم جنين قتل 23 جنديا إسرائيليا، بينما سيكون الوضع في قطاع غزة مركب أكثر. وأشار أيضا إلى "مدينة تحت الأرض من الأنفاق"، مضيفا أن المسألة تصبح "الثمن الذي ستدفعه إسرائيل وما ستجنيه".

وقال أيضا إنه لم يكن أثناء حملة "السور الواقي" في الضفة سلاح "آر بي جي"، بينما هو متوفر في قطاع غزة إضافة إلى صواريخ "كورنيت"، وبالتالي فإن التهديدات أكبر. ويخلص إلى أن احتلال غزة والقضاء على المقاومة فيها يستغرق سنوات الأمر الذي لا تستطيع القيام به الحكومة الحالية.

وردا على سؤال بشأن "الحل في قطاع غزة من الناحية السياسية"، قال يعالون "خرجنا من غزة، وانتخب الغزيون حركة حماس، واختارت الأخيرة إنتاج الصواريخ لهم، بدل تصدير التوت، ولذلك يدفعون الثمن. وهذا ليس حلا، ولذلك يجب الحديث عن إدارة الأزمة سواء بالنسبة لقطاع غزة أم بالنسبة للضفة الغربية، بحيث يخدم المصالح الإسرائيلية".

وأضاف "يجب أن يدركوا أننا سنبقى هنا لكي ننتصر، بحسب رؤية د. موشي بيلينسون، نائب رئيس تحرير "دفار" حول ثورة 1936، لدى سؤاله إلى متى، فأجاب – حتى يدرك آخر أعدائنا أننا هنا لكي ننتصر. لا يوجد طريق مختصرة. تجربتنا في الطرق المختصرة في العقدين الأخيرين –منذ أوسلو حتى اليوم- فشلت. نحن نعرف كيف نعيش مع هذا. وبالتأكيد لا يوجد ضرورة للتحكم بهم، وإنما السماح لهم بالاستقلال السياسي، مثلما هو عليه الوضع اليوم".

وردا على سؤال ما إذا كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، شريكا، قال يعالون إن عباس لم يقل أبدا أنه سيعترف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، ولم يقل أبدا إن التوصل إلى اتفاق، حتى بحدود 1967، سيكون نهاية للصراع ويضع حدا للمطالب، كما أنه لم يقل أبدا أنه تنازل عن حقوق اللاجئين. ويتابع متسائلا "إلى أين يمكن الوصول مع عباس؟ فهو شريك في المحادثات، وشركي في إدارة الصراع. أنا لا أبحث عن حل، وإنما عن الطريقة لإدارة الصراع والعلاقات بحيث تتعزز مصالحنا. يجب التحرر من مفهوم أن كل شيء يدخل في الإطار المسمى دولة. بالنسبة ليطلقوا عليها الإمبراطورية الفلسطينية، ولكنها ستكون حكما ذاتيا، ومنطقة منزوعة السلاح، بمثابة خلق تسوية مؤقتة محملة تخدم مصالحنا".

ولدى سؤاله عما إذا كان يرفض فكرة "حل الدولتين"، قال يعالون: "يمكنك إطلاق ما شئت من الأسماء على ذلك، فالفصل السياسي قد حصل. نحن لا ندير للفلسطينيين حياتهم في الضفة وغزة، وهذا الفصل مهم جدا". وأضاف أنه يشجع السلطة المحلية، والاقتصاد وقدرات الفرد على العيش بكرامة وبرفاهية، ولكن لا يمكن أن يشتق من ذلك مصطلحات "دولة" أو "لا دولة".

وردا على سؤال عما إذا سيكون هناك تواصل جغرافي يشكل مصطلح "دولة"، قال يعالون إنه سيكون بالإمكان ربط جنين ورام الله، ولكن السؤال هو: "ما هو الطموح للمدى البعيد. وإذا كنا نبحث عن السلام والأمن والحياة الهادئة، فإن الطرف الثاني لا يعتقد أن حدود 67 هي نهاية الصراع، ولم يقولوا ذلك أبدا. بالنسبة لهم فهذه مرحلة، وما يشغلهم الآن هو ليس إقامة الدولة، وإنما تدمير الدولة اليهودية، ولذلك يجب معرفة كيف ندير الصراع بدون أوهام".

عن العلاقات مع الدول العربية، قال يعالون إن إسرائيل لا تزال تعتبر جسما غريبا عن المنطقة، ولذلك يوجد صعوبة في التطبيع. وأضاف أن العلاقات تقتضي أولا وجود مصالح، وأي اتفاق بدون مصالح ليس له قيمة.

وأضاف أن هناك سلاما مع الأردن ومع مصر، ويتعزز في السنوات الأخيرة نتيجة للمصالح. وأضاف "يمكن رؤية الأمور جيدا، مثلما قال رئيس الحكومة نتانياهو في الجمعية العامة، هناك أفق سياسي لا يمر عن طريق رام الله، وإنما عن طريق عواصم عربية أخرى، بدون اتفاقيات وعلى أساس المصالح المشتركة. وليس هناك أفضل من وجود أعداء مشتركين لنا وللدول السنية، مثل إيران والإخوان المسلمين والمحور الشيعي وعناصر الجهاد العالمي والقاعدة".

وأنهى حديثه بالقول إن العلاقات مع مصر جيدة، لكنها مثل باقي الدولة العربية المعتدلة الأخرى، ليست علنية".
 

يعالون: لا تأخير في البناء الاستيطاني وإنما في النشر عنه

وكان يعالون قد أكد في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد وزير الأمن موشي يعالون، اليوم الأربعاء، على استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، مؤكدا أنه لا يحصل أي تأخير في المصادقة على مشاريع البناء، وإنما قد يحصل تأخير في النشر عن مشاريع البناء.

كما قال يعالون إن حزب الله لا يتجه إلى التصعيد، وأنه لا وجود لداعش على الحدود مع سورية، كما نفى تبقي أسلحة كيماوية لدى سورية.

وأقر يعالون في بداية المقابلة بفشل الحكومة في حل الضائقة السكنية وغلاء المعيشة، وأنه يجب على الحكومة معالجة هذه القضية وليس من خلال إلغاء ضريبة القيمة الإضافية، وإنما من زيادة العرض بواسطة خفض أسعار الأراضي وتحويل أراض أكثر للبناء.

وأشارت الصحيفة إلى أن يعالون سوف يغادر البلاد إلى واشنطن الأسبوع القادم، وأنه سيضطر لدى عودته إلى البت في قضية تعيين رئيس أركان الجيش الجديد، مشيرا إلى ثلاثة مرشحين من صفوف الجيش، غادي آيزنكوط ويائير غولان ويائير نافيه.

وردا على سؤال حول انتهاء "7 سنوات هدوء في الشمال"، وارتداع إسرائيل عن مهاجمة أسلحة متطورة يتم نقلها إلى حزب الله ، قال يعالون إنه لا يرى حزب الله يتجه إلى التصعيد، مضيفا أن حزب الله لم يختر صدفة تفجير عبوة ناسفة أدت إلى إصابة جنديين بعيدا عن المدنيين. وبحسبه فإن الخطوط الحمراء لم تتغير، ولا يزال الردع قائما.

وردا على تذكير بأن حركة حماس لم تكن معنية بالتصعيد قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وبالتالي وجدت إسرائيل نفسها في حالة حرب معها، قال يعالون إنه "من الممكن أن يحصل "سوء تقدير في الشمال"، وأن إسرائيل مستعدة لذلك.

وأشار يعالون في المقابلة إلى أنه لا يوجد تقريبا أية أسلحة كيماوية في سورية، وأنه ليس هناك أي تواجد لـ"داعش" في الجولان السوري. وبحسبه فإن الحدود مع سورية تقع تحت سيطرة قوات تابعة للجيش الحر، وتسيطر جبهة النصرة على أجزاء أخرى، التي وصفها بـ"التيار المعتدل لتنظيم القاعدة" باعتبار أن المتطرفين في جبهة النصرة انتقلوا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأضاف أن إسرائيل أن لإسرائيل علاقات استخبارية ثنائية مع عدد من الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتحاول تقاسم المعلومات والتجربة معها.

ولدى سؤاله عن تصريحات نتانياهو في الأمم المتحدة بأن "حماس هي داعش" في حين تجري إسرائيل مفاوضات مع حماس في القاهرة ولا تسعى إلى القضاء عليها، أجاب يعالون بالقول "في التحديات يتم فحص التكلفة مقابل الفائدة، مدعيا أن حماس سوف تنهار بادعاء أنها "قائمة على الموت والدمار". وأضاف أنه خلافا للحرب العدوانية الأخيرة على لبنان فإن الحرب الأخيرة على قطاع غزة كانت لهدف محدد مسبقا. وخلص إلى القول إن "إسرائيل منذ قيامها تعيش من جولة قتالية إلى جولة أخرى، والحملة العسكرية الأخيرة سوف تضمن فترة طويلة من الهدوء".

وفيما يعتبر تفنيدا لمقولات عدد من الضباط خلال الحرب الأخيرة على غزة، والتي قيل فيها إن مقاومين فلسطينيين فروا من الجنود الإسرائيليين، أشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس الأركان، بيني غينتس، والتي تحدث فيها عن شجاعة عناصر المقاومة الفلسطينية الذين دخلوا عن طريق البحر ووضعوا العبوات الناسفة على الدبابات. ومن جهته قال يعالون، تعقيبا، إن الدخول إلى القتال يتطلب الشجاعة، ولكنه استدرك بالقول "حتى الانتحار يتطلب الشجاعة".

ولدى سؤاله عن الإنذارات التي تحذر من الحرب في الصيف، والتي كانت موجودة لدى الاستخبارات العسكرية والشاباك، قال يعالون إنه لم يسمع بوجود إنذار، وكذلك رئيس الحكومة أيضا. وأضاف أنه جرى التعامل مع قطاع غزة على أنه غير مستقر، مشيرا إلى أن حماس لم ترغب بالتوجه إلى القتال منذ البداية.

وكتبت الصحيفة أن يعالون رفع صوته بغضب مرتين أثناء المقابلة. كما كتبت أن "الوزير الأكثر انضباطا في الحكومة، والذي اختفى عن وسائل الإعلام أثناء الحرب، غضب بدون أن يخفي ذلك لدى الحديث معه عن ميزانية الأمن وعن زميله في المجلس الوزاري المصغر نفتالي بينيت".

وفي إشارة إلى بينيت ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، قال يعالون في هذا السياق إنه شعر أثناء الحرب، إلى جانب رئيس الحكومة، أن أداء المجلس الوزاري لم يكن جيدا، حيث خرج بعض الوزراء بمواقف تختلف عما صوتوا عليه في داخل الجلسة. كما أشار إلى ظاهرة أخرى وصفها بالخطيرة، حيث قال إن "وزيرا يتصل بصديق له في ساحة القتال، وخاصة من الاحتياط، ويحصل على معلومات ويستخدمها بشكل غير مقبول، علما أنه بالإمكان التوجه إلى وزير الأمن والحصول على مصادقته.

كما اتهم يعالون عددا من الوزراء بتقديم المساعدة لحماس. وبحسبه فإن التسريبات من جلسات المجلس الوزاري المصغر استفادت منها قيادة حركة حماس وشجعتها على عدم وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، قال يعالون إنه يعتقد أنه يجب عدم الموافقة على الانسحاب من الضفة الغربية في فترة زمنية تمتد على 3 سنوات. وردا على الادعاءات بشأن قيام وزارة الإسكان بتجميد البناء، وأنه يقوم بتأخير المباحثات ذات الصلة بتخطيط مشاريع، قال يعالون إنه من الصواب البناء مواصلة المصادقة على المشاريع السكنية. وأكد على أن البناء مستمر ولا يوجد تجميد.

وردا على الانتقادات الأميركية، قال يعالون إنه يوجد لليهود الحق للعيش في أي مكان، في سلوان أو في اي مكان آخر في البلاد، مثلما يوجد للعرب الحق في السكن في نابلس ويافا والتلة الفرنسية في القدس.

كما قال إنه عندما يحصل تأخير في المصادقة على مشاريع بناء فإن ذلك بهدف تجنب الاحتجاجات والقرارات الدولية، وللمناورة بطريقة رئيس الحكومة. وبحسبه فإن التأخير يطال المشاريع المعدة للنشر وليس للبناء.

وأكد في نهاية المقابلة على أن علاقات إسرائيل ممتازة مع الأجهزة الأمنية في البنتاغون، وأن هناك تعاونا رغم وجود خلافات في عدد من القضايا بينها البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا على أن "الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم اقتصاديا وعسكريا وسياسيا".

التعليقات