أزمة بين إسرائيل والبرازيل: رفض المستوطن سفيرا

منذ أكثر من ثلاثة شهور ترفض البرازيل قبول مستوطن سفيرا لديها، وعبثا تحاول إسرائيل دفع الحكومة البرازيلية إلى المصادقة على التعيين. وفي المقابل، فإن هناك نشاطا فلسطينيا متواصلا لمنع المصادقة على التعيين

أزمة بين إسرائيل والبرازيل: رفض المستوطن سفيرا

داني ديان سفير المجلس الاستيطاني سابقا

منذ أكثر من ثلاثة شهور ترفض البرازيل قبول مستوطن سفيرا لديها، وعبثا تحاول إسرائيل دفع الحكومة البرازيلية إلى المصادقة على التعيين. وفي المقابل، فإن هناك نشاطا فلسطينيا متواصلا لمنع المصادقة على التعيين.

ويتضح أن وزير الأمن الإسرائيلي، موشي يعالون، قد حاول في أواسط تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، التحدث مع وزير الدفاع البرازيلي السابق، جاك فاغنر، لفحص الدوافع وراء تأجيل البرازيل لأكثر من ثلاثة شهور موافقتها على تعيين رئيس المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية السابق، داني ديان، سفيرا لإسرائيل في البرازيل.

يشار في هذا السياق إلى أنه بسبب عدم وجود وزير خارجية إسرائيلي، فإن يعالون أصبح قناة الاتصال مع الحكومة البرازيلية بهذا الشأن.

وكان قد تحدث يعالون للمرة الأولى مع فاغنر بهذا الشأن، قبل شهر ونصف، في أعقاب تقارير وصلت الخارجية الإسرائيلية مفادها أن الحكومة البرازيلية تتحفظ من تعيين ديان سفيرا نظرا لكونه مستوطنا، وبسبب المناصب التي أشغلها في المجلس الاستيطاني.

تجدر الإشارة إلى أن فاغنر، وزير الدفاع البرازيلي السابق، هو  ابن لعائلة يهودية هاجرت من بولندا، ويعتبر أحد أكبر المؤيدين لإسرائيل في الحكومة البرازيلية، وعين لاحقا في منصب رئيس ديوان الرئاسة، بمستوى وزير، الأمر الذي جعله أحد أقوى الشخصيات في الدولة.

وبحسب المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس"، براك رفيد، فإن فاغنر قطع الاتصالات مع إسرائيل، وتهرب من تلقي مكالمات يعالون الهاتفية. وبعد أسبوعين من المحاولات الفاشلة، اتصل أحد مستشاري فاغنر بالسفارة الإسرائيلية في البرازيل، وقال: "أوقفوا الاتصالات. نحن نعرف ماذا يريد يعالون. سنرد عليه عندما يكون هناك داع".

ويتابع رفيد، أن يعالون سارع إلى إبلاغ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بهذه التطورات التي وصفت بـ"المقلقة" والتي تعني "أن هناك مشكلة جدية"، بيد أن الأخير لم يفعل شيئا، وفضل الانتظار حتى الموعد الأخير الرسمي وهو الأول من كانون الثاني/ يناير.

كما أشار إلى أن البرازيل حاولت إرسال رسالة أكثر وضوحا، من خلال التسريب إلى "Times of Israel"، والتي تضمنت أنها لن توافق على ديان كسفير.

كما لفت الكاتب إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت تعلم أن تعيين ديان سفيرا هو أمر إشكالي ويعتبر تحديا، حيث أن الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، تعتبر داعمة للفلسطينيين ومناهضة الاستيطان. ورغم ذلك، بحسب رفيد، فإن الموافقة على ديان لم تكن مستحيلة، ولكن أداء الحكومة الإسرائيلية كان "مترددا، وساذجا أحيانا، مقابل حملة عنيفة يقودها معارضو التعيين في البرازيل".

ويتضح، أن السفير الفلسطيني في البرازيل، إبراهيم الزبن، أجرى في الشهور الأربعة الأخيرة اتصالات دبلوماسية مكثفة مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية هناك لإقناع الحكومة البرازيلية بعدم قبول التعيين.

كما يتضح أنه منذ إعلان نتنياهو، في مطلع آب/ أغسطس، عن نيته تعيين ديان في منصب السفير، فإن الزبن يوصل التردد أسبوعيا على وزارة الخارجية البرازيلية، وبمعيته سفير أو سفيران من دول عربية، بهدف ممارسة الضغوط لمنع تعيين ديان. وتزامن ذلك مع حملة إعلامية وشعبية لمنظمات داعمة للفلسطينيين، وجرى توقيع عرائض وإرسال رسائل وممارسة ضغوط على وزراء في الحكومة ونواب في البرلمان.

وفي المقابل، يصف رفيد الأداء الإسرائيلي في هذه القضية بأنه كان بمستويات أدنى. وباستثناء مكالمة يعالون، الذي كان الوزير الوحيد الذي تدخل في هذه القضية، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تمارس أية ضغوط على الحكومة البرازيلية لدفعها على المصادقة على التعيين.

وبحسب الكاتب، فإن عدم وجود وزير خارجية إسرائيلي، فإن المحادثات مع البرازيل ظلت على مستوى موظفين وفي حدود الاتصالات التي أجراها دبلوماسيون إسرائيليون وصلو إلى البرازيل مع نظرائهم هناك، دون تحقيق أية تقدم.

ورغم ذلك، فإن إسرائيل لا تزال تراهن على إمكانية أن يقوم البرلمان البرازيلي بعزل الرئيسة روسيف، في الشهور القادمة، بما قد يتيح المصادقة على تعيين ديان.

ونقل عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن أحد أسباب المشكلة هو رفض نتنياهو تعيين وزير خارجية بوظيفة كاملة، حيث سيكون بإمكانه التحدث مباشرة مع الخارجية البرازيلية، بدون الحاجة إلى تدخل يعالون.

ويلخص المحلل السياسي الإسرائيلي بالقول إنه يجدر بوزير الخارجية أن يصدر توجيهات لنحو مائة ممثلية، وأن يدير علاقات واسعة، ويحل أزمات دبلوماسية، الأمر الذي لا يمكن لنتنياهو القيام به، وبالتالي فإن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في البرازيل سيكون على حساب مصالحها هناك.

 وعلى صلة، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في عددها الصادر صباح اليوم، أن مصادر عسكرية برازيلية قد دعت إلى إنهاء هذه الأزمة بهدف إتمام صفقة أمنية قبل المونديال في البرازيل.

 

التعليقات