"الحرب غير متوقعة قريبا وإمكانيات التصعيد قائمة"

تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن احتمال اندلاع حرب في السنة القريبة لا يزال منخفضا، إلا أن ذلك لن يمنع إمكانية حصول تصعيد نتيجة لجملة من الأسباب المختلفة

"الحرب غير متوقعة قريبا وإمكانيات التصعيد قائمة"

تشير تقديرات الجيش  الإسرائيلي إلى أن احتمال اندلاع حرب في السنة القريبة لا يزال منخفضا، وذلك بسبب الإضطرابات التي تعم الشرق الأوسط، والتي 'تشغل جزءا كبيرا من أعداء إسرائيل، إضافة إلى الردع الإسرائيلي'، إلا أن ذلك لن يمنع إمكانية حصول تصعيد نتيجة لجملة من الأسباب المختلفة.

ومع ذلك، تشير تقديرات الجيش، التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى تصاعد احتمال أن يؤدي حدث خطير على الحدود إلى تصعيد، وربما إلى حرب، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن احتمالات حصول ذلك 'متوسطة'.

وتعتقد إسرائيل أن حزب الله وحركة حماس، وتنظيمات 'جهادية' أخرى على الحدود، مرتدعة من الجيش الإسرائيلي، الذي ينظر إليه على أنه 'عنيف وغير متوقع'.

واستمرارا لأقوال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوط، قبل أسبوع، والتي جاء فيها أن حزب الله هو التهديد المركزي للجيش الإسرائيلي، فإن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن الحرب في الشمال ستشتمل على إطلاق صواريخ، ووقوع أسرى، واستهداف سفن سلاح البحرية.

تقول مصادر في الجيش إن 'الحرب القادمة ستكون مختلفة عن الحروب التي وقعت في السنوات الثلاثين الأخيرة. وستكون المواجهات معقدة أكثر'.

اقرأ أيضًا | "مقاتلون وشاحنات مفخخة من سوريا قد تتوغل في القسم المحتل من الجولان"

وتضيف المصادر أن حزب الله حوّل غالبية القرى الشيعية الـ200 في جنوب لبنان إلى مواقع عسكرية كبيرة، وأن حزب الله يستثمر في رفع مستوى دقة الصواريخ، وحجم الرؤوس القتالية، ويتجه إلى الحرب تحت الأرض، ونقل المعركة إلى داخل إسرائيل.

وتضيف أيضا أن حزب الله حفر أنفاقا قتالية قبل حركة حماس، وأن الأنفاق التي يمكن حفرها تحت القرى اللبنانية يمكن حفرها على الحدود أيضا.

وبحسب التقرير، فإن نحو 1300 من عناصر حزب الله سقطوا في القتال في سورية، وهو ضعف عدد عناصر حزب الله الذين قتلوا في الحرب الأخيرة على لبنان في تموز/ يوليو 2006، في حين أصيب أكثر من 10 آلاف آخرين. ومع ذلك، تشير تقديرات الجيش إلى أن مبنى القوى في حزب الله موجه أساسا باتجاه الجنوب مع إسرائيل، وأن سلم الأولويات هو نشر هذه القوات قبالة إسرائيل، قبل إرسالها للقتال في سورية.

ويضيف التقرير أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن إيران قامت بتقليص نحو 10% من الميزانية السنوية لحزب الله (1.3 مليار دولار).

وفي هذا السياق، تقول مصادر في الجيش الإسرائيلي إن هناك إيجابيات للاتفاق النووي مع إيران، مع أنه كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق أفضل، وذلك من جهة تقليل كمية المادة المخصبة، وتقليص عدد دوائر الطرد المركزية.

ويعتبر الجيش الإسرائيلي الشهر القريب على أنه 'مصيري' بالنسبة لمستقبل إيران. فبعد نحو شهر ستجري انتخابات برلمانية (مجلس الشوري)، ومجلس خبراء القيادة الذي ينتخب الزعيم الروحي القادم.

إلى ذلك، تشير تقديرات الجيش إلى أن المبالغ الإيرانية التي سيتم الإفراج عنها بعد إزالة العقوبات الاقتصادية تقدر ببضع عشرات المليارات من الدولارات، بعضها لتغطية ديون سابقة، كما أنها لم تتنازل عن رغبتها بالهيمنة بالإقليمية، ولذلك، فهي 'تمول حركة حماس، وتسعى لتكون ذات نفوذ في الضفة الغربية، وتوجه وتمول بنى تحتية إرهابية في الجولان السوري'. بحسب تقديرات الجيش.

أما بشأن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فإن الجيش الإسرائيلي يقول، بحذر، إن هناك علامات تصدع أولى في التنظيم. وتقول مصادر في الجيش: 'العالم قرر الحرب على داعش، وهذا هو الاتجاه، ويجب عليها أن نسير مع العالم. انتصار المحور الراديكالي على داعش هو نهاية غير جيدة لنا. علينا أن نجعل ذلك يحصل بطريقة أخرى. داعش هو تنظيم قادر على التكيف، ويجب الانتظار ثلاثة شهور أخرى للجزم بشأن تراجع قوته'.

وعلى مستوى الضفة الغربية، يقول الجيش إن الوضع ينطوي على إمكانية حصول تصعيد، إذا لم يتم القام بعمليات تهدئة، سواء من خلال تحسين الاقتصاد أو توثيق التعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية.

ويدعي الجيش أن هناك تراجعا في عدد العمليات، وكذلك عدد المظاهرات التي تحصل في مواقع التماس في الضفة، إلا أن العمليات الأخيرة في 'عتنيئيل' و'تكوع' و'عناتوت' تشير إلى تغيير اتجاه، وإلى تنفيذ عمليات في داخل المستوطنات.

ويعتقد الجيش أن الحديث ليس عن نشاط منظم، وإنما عن عمليات أفراد تخشى أجهزة الأمن أن يؤدي تقليدها إلى تنفيذ سلسلة عمليات مماثلة.

ويقول الجيش إنه على الرغم من وجود إمكانية تنفيذ عمليات إطلاق نار، فإن عددها لا يزال منخفضا. وبحسب الجيش فإن ذلك يعود لسببين: الأول هو أن عناصر كتائب شهداء الأقصى غير مشاركين في العمليات، وأن غالبية الجمهور الفلسطيني لا تنزل إلى الشارع.

أما بالنسبة لقطاع غزة، فإن إسرائيل صرحت قبل نحو أسبوع أن حركة حماس تبذل جهودا عسكرية في تطوير قدراتها، وبضمن ذلك إقامة أنفاق داخل إسرائيل، إضافة إلى تجديد الترسانة الصاروخية المتوفرة لديها.

وبحسب الجيش فمن المحتمل أن تحصل مواجهات في قطاع غزة، وأن التصعيد قد يكون نابعا عن حسابات خاطئة للرد الإسرائيلي أو سعي حماس لتغيير الوضع السائد في قطاع غزة من الأساس.

إلى ذلك، يقول الجيش إن تنظيم 'ولاية سيناء'، التابع لداعش، بدأ مؤخرا يتحدث عن عمليات ضد إسرائيل. وبحسب تقديرات الجيش فإن عملية إطلاق النار التي قام بها نشأت ملحم في تل أبيب كانت مستوحاة من عمليات داعش.

التعليقات