تحلية مياه البحر ترفع نسبة الوفيات نتيجة أمراض القلب

منشآت تحلية مياه البحر تزود إسرائيل بأكثر من 600 مليون كوب من المياه سنويا، علما أن 75% من المياه التي تصل البيوت مصدرها تحلية مياه البحر..

تحلية مياه البحر ترفع نسبة الوفيات نتيجة أمراض القلب

منشأة لتحلية مياه البحر

كشف بحث جديد، نشرته القناة الإسرائيلية الثانية، اليوم الثلاثاء أن تحلية المياه تؤدي إلى ارتفاع في نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب.

وتبين، بحسب معطيات شركة 'مكوروت للمياه'،  أن منشآت تحلية مياه البحر، التي أقيمت بهدف التحلل من مياه الرواسب، تزود إسرائيل بأكثر من 600 مليون كوب من المياه سنويا، علما أن 75% من المياه التي تصل البيوت مصدرها تحلية مياه البحر.

وجاء أن مجموعة من الباحثين في جامعة 'بار إيلان' ومستشفى 'شيبا - تل هشومير' فحصت 4600 مريض بالقلب تم تسريرهم في المستشفيات، وجرى تصنيفهم بحسب مناطق تحصل على مياه من مصادر طبيعية وأخرى على مياه بحر تمت تحليتها.

وبيّن البحث أنه خلافا للسنوات الأولى فإنه في السنوات الأخيرة، ومع بدء الاستعمال الواسع لمياه البحر المحلاة فإن نسبة الوفيات عالية في المستشفيات التي تقع في المناطق التي تزود بالمياه المحلاة.

ويدعي الباحثون أن سبب هذه الفجوة بين المنطقتين هو نقص المغنيسيوم، وهو معدن ضروري جدا للصحة، ويتم استبعاده من المياه خلال عملية التحلية. ففي العام 2013 جرى فحص نسبة المغنيسيوم في الدم لدى 211 مريضا في المنطقتين، وتبين أن النسبة كانت منخفضة في مناطق تحلية المياه، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب في هذه المناطق.

وبين التقرير ان وزارة الصحة كانت قد حذرت، قبل 6 سنوات، من زيادة في عدد الوفيات نتيجة تحلية مياه البحر. وكانت التقديرات في حينه تشير إلى أن تحلية 250 مليون متر مكعب من المياه ستؤدي إلى وفاة 250 شخصا. واليوم تتم تحلية نحو 650 مليون متر مكعب من المياه، ما يعني أن نسبة الوفاة تضاعفت بأكثر من الضعفين.

وتبين أن وزارة الصحة طلبت زيادة عنصر المغنيسيوم في المياه، إلا أن سلطة المياه ووزارة المالية عارضتا ذلك، لجملة من الأسباب، بينها التكاليف المالية.

وتقول ساريت أورون، رئيسة دائرة الكيماويات والصحة في منظمة 'الإنسان والطبيعة والقانون' إنه يجب خلط المياه المحلاة بمياه من مصادر طبيعية حتى تكون آمنة للصحة، كما يجب التأكد من عدم حصول أي بلدة على مياه تحلية فقط.

ومن المقرر أن تعرض نتائج البحث الأسبوع القادم، في مؤتمر سيعقد في تل أبيب، ويأمل الباحثون أن يؤدي النشر عن الموضوع إلى الدفع بتوصيات بإضافة المغنيسيوم إلى مياه الشرب.

ولفت التقرير إلى أن شركة 'مكوروت' وسلطة المياه تغيران بين الحين والآخر خارطة توزيع المياه في البلاد، ولذلك هناك صعوبة معينة في تحديد مجرى المياه المحلاة في الزمن الحقيقي، بيد أنه يتضح أن الاقتراب من منشآت التحلية المقامة على طول شواطئ البحر المتوسط فإن البلدات تحصل على مياه محلاة بدون مغنيسيوم بنسبة 100%، كما أن الابتعاد عن منشآت التحلية يرفع نسبة المياه الطبيعية، بحيث تصل نسبة المغنيسيوم إلى 5 – 10 ميليغرام لليتر الواحد، وهو معطى يظل أقل بـ 2% من نسبة المغنيسيوم في المياه الطبيعية.

وتدعي سلطة المياه أن زيادة المغنيسوم إلى المياه المحلاة تكلف نحو 350 مليون شكيل سنويا، في حين أن 99% من هذه المياه تستخدم للري والغسيل والحمامات والمراحيض وليس للشرب. وأضافت أنه لا يوجد فحص يثبت فائدة إضافة المغنيسيوم إلى المياه بالذات، وليس إلى أشياء أخرى أو عن طريق توزيعه على السكان في كسبولات.

كما ادعت سلطة المياه أن إضافة دواء إلى المياه أو إلى أي منتج آخر ينطوي على مس باستقلال الفرد، وحقه في اتخاذ قرار بشأن استهلاك دواء في مياه الشرب الخاصة به.

اقرأ/ي أيضًا | دراسة: علاج الاكتئاب يقلل الإصابة بأمراض القلب

من جهتها تقول وزارة المالية إن لجنة وزارية تفحص مسألة زيادة المغنيسيوم إلى المياه، وستتخذ القرار في نهاية الفحص.

أما وزارة الصحة فتقول إن البحث لم يعرض عليها.

التعليقات