محللون: نتنياهو وليبرمان سيسعيان لتهجين قيادة الجيش

ديسكين: يوجد في دولة إسرائيل، جهاز أمن يعمل بصورة سليمة نسبيا قياسا بالأجهزة الأخرى، ومنذ الآن سيكون هذا الجهاز تحت قيادة رئيس حكومة فاقد للثقة بالذات ووزير أمن يفتقر للخبرة، وأنا أتساءل هل هذه نهاية البداية أم أنها بداية النهاية؟

محللون: نتنياهو وليبرمان سيسعيان لتهجين قيادة الجيش

عكس محللون عسكريون في الصحف الإسرائيلية، الصادرة اليوم الجمعة، الأجواء في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إزاء نية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تعيين رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للأمن بعد الإطاحة بموشيه يعالون. وحاولوا رصد تبعات تعيين كهذا على الجيش ورؤيته الأمنية – العسكرية.

ويتبين من مقالي المحللين العسكريين في صحيفتي 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، و'هآرتس'، عاموس هرئيل، أن الخطر الأكبر من تعيين ليبرمان وزيرا للأمن سيكون على الفلسطينيين، وليس واضحا كيف ستواجه قيادة الجيش ليبرمان في هذه الناحية. وفي هذا السياق، أشار المحللان إلى علاقات ليبرمان المتينة مع المنشق عن حركة فتح محمد دحلان.

ويعتبر المحللان أن يعالون وقيادة الجيش كانوا حذرين في التعامل مع حركة حماس في قطاع غزة ومع الهبة الشعبية الحالية في الضفة الغربية، وأصدروا تعليمات للجنود الإسرائيليين بعدم استسهال الضغط على الزناد وتوخي الحذر في عمليات القصف في القطاع بعد إطلاق صواريخ.

وكتب فيشمان إنه 'يتم تفسير الإطاحة بيعالون داخل صفوف الجيش الإسرائيلي على أنها خطوة تحمل رسالة واضحة، وهي أنه (بنظر نتنياهو) جرت الإطاحة بيعالون لأنه دافع عن قيم معيبة تلحق ضررا بالجيش، وتم تعيين ليبرمان من أجل إعادة الكرامة إلى الجيش. ويعالون لم يسمح للجيش بأن ينتصر. وليبرمان سيسمح له بأن ينتصر'.

وأشار فيشمان إلى أن ليبرمان وقف ضد الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بتعليمات إطلاق النار، من خلال دعم الجندي القاتل، الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، بحضور جلسة محاكمته في المحكمة العسكرية في يافا، والدعوة إلى قتل أي فلسطيني يحاول تنفيذ عملية طعن أو يشتبه بذلك. ووفقا لفيشمان فإن 'ليبرمان جاء يحمل رسالة (للجيش) بأن العربي الجيد هو العربي الميت'.

وتساءل فيشمان عما سيفعله قادة الجيش في حال قال لهم ليبرمان كوزير للأمن إنه 'لم توفروا الحماية للجنود والمواطنين ولم تصنعوا ردعا. يا سادتي، حرروا قفل الزناد'. وأضاف المحلل 'هل ستتمكن المؤسسة العسكرية في المستقبل من محاكمة جنود بسبب خرق تعليمات إطلاق النار، بينما يعتقد وزير الأمن أن سلوك الجنود كان صحيحا؟ وماذا سيفعل الجيش عندما تأمر المحكمة العليا بهدم بيت في بؤرة استيطانية عشوائية، ولكن وزير الأمن سيعارض؟ هل سيحافظ ليبرمان على كرامة ضباط الجيش ويمنحهم الدعم ضد اعتداءات المستوطنين عليهم؟'.

ووفقا لفيشمان فإن قيادة الجيش 'بدأت الآن تحاول استيعاب الانقلاب' وأن 'يعالون فاجأهم عندما اختار التعاون مع ’سياسة الاحتواء’ في الضفة، بإعطاء الفلسطينيين أقصى حد من التطبيع وتحسين جودة الحياة، حتى عندما يطعنون ويطلقون النار. وثمة ثمار لذلك، إذ نجح جهاز الأمن بالحفاظ على العلاقة الأمنية مع السلطة الفلسطينية، وموجة الإرهاب (أي الهبة الشعبية) بدأت تتراجع'.

وتابع فيشمان أنه 'يأتي الآن وزير أمن جديد لم يتوقف عن مهاجمة الحكومة بسبب سياسة الاحتواء هذه، التي تعتبر بنظره ضعفا. وهو وزير أمن يؤمن، بحسب تصريحاته على الأقل، بالعقاب الجماعي الذي ميز فترة الانتفاضتين الأولى والثانية'. وأشار إلى تهديد ليبرمان، مؤخرا، باغتيال رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، خلال 48 ساعة في حال عدم إعادة جثتي الجنديين والمواطنين الإسرائيليين في غزة.

من جانبه، أشار هرئيل إلى أن 'غزة هي برميل بارود. وتهديد ليبرمان باغتيال هنية هو بمثابة إلقاء عود ثقاب داخل هذا البرميل. وتبقى أن نأمل بأنه بعد تعيينه ستبدو له الأمور مختلفة'.

'تربية الجيش من جديد'

يؤكد هرئيل على أن الإطاحة بيعلون وتعيين ليبرمان كانت خطوة بادر إليها نتنياهو. وأشار إلى أن 'نتنياهو لم يشعر بالراحة أبدا في الجيش الإسرائيلي'، لافتا إلى صدامات رئيس الحكومة الإسرائيلية مع قادة الجيش، بداية في ولايته الأولى عندما اصطدم، في العام 1998، مع رئيس أركان الجيش أمنون ليبكين – شاحك، ومع قيادة الأجهزة الأمنية في العام 2011 - رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، ورئيس الموساد، مئير داغان، ورئيس الشاباك، يوفال ديسكين – الذين سعوا إلى منعه من شن هجوم عسكري منفرد ضد المنشآت النووية في إيران.

وأضاف هرئيل أن لنتنياهو حساب ضد رئيس أركان الجيش الحالي، غادي آيزنكوت، الذي كقائد للجبهة الشمالية، بعث رسالة إلى أشكنازي وشرح فيه أضرار مهاجمة إيران.

وكتب هرئيل أن ضم نتنياهو ليبرمان إلى حكومته ليس سياسيا وحسب، أي لمجرد توسيع الائتلاف، وإنما لأنه 'الشهور الأخيرة تميزت بأزمة ثقة شديدة بين نتنياهو وبين يعلون وقيادة الجيش الإسرائيلي. ودخول ليبرمان إلى الحكومة يعكس استمرار حرب نتنياهو ضد النخب، التي تبقى منها القيادة العسكرية كجيب معارض أخير'.

وأردف المحلل أنه 'ستجري هنا محاولة لإخضاع هيئة الأركان العامة، وهذه المرة من دون يعلون إلى جانبها، لعملية إعادة تربية، مثلما فعل نفتالي بينيت لإدارة وزارة التربية والتعليم ومعلمي موضوع المدنيات، ومثلما تحاول وزير القضاء، أييليت شاكيد، أن تنفذ خطوات ضد المسؤولين في النيابة العامة وضد المحكمة العليا'.

ورأى هرئيل أنه 'لا يتعين على ليبرمان أن يقطع رؤوسا، بإمكانه أن يجعل الضباط يسأمون حياتهم بطريقة بطيئة ومحسوبة. وكما هو الحال دائمان سيكون هناك من سيطأطئون رؤوسهم بحماس أمام الإدارة الجديدة، خاصة إذا كان الإغراء الترقية، لمنصب رئيس أركان الجيش مثلا'.

ووفقا لهرئيل فإنه بتعيينه ليبرمان مكان يعلون 'يكون نتنياهو قد انحرف بشكل حاد نحو اليمين، ويصعب الاستهانة بدلالة هذه الخطوة'.

وكتب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) الأسبق، يوفال ديسكين، في مقال نشره في 'يديعوت أحرونوت'، اليوم، أنه 'إذا حصل ليبرمان على حقيبة الأمن، سيتحول آيزنكوت إلى أهم شخص في جهاز اتخاذ القرارات الأمنية. وسيكون الجهة الوحيدة التي بمقدورها أن تتأكد من أن الوزير المسؤول عنه ورئيس الحكومة لا يجران الدولة إلى أوضاع مستحيلة'.

وأضاف ديسكين أنه 'يوجد في دولة إسرائيل، ابنة ال68 عاما، جهاز أمن يعمل بصورة سليمة نسبيا قياسا بالأجهزة الأخرى، ومنذ الآن سيكون هذا الجهاز تحت قيادة رئيس حكومة فاقد للثقة بالذات ووزير أمن يفتقر للخبرة، وأنا أتساءل هل هذه نهاية البداية أم أنها بداية النهاية؟'.   

خطة تنصيب دحلان

كتب هرئيل أن يعالون كان يستاء في كل مرة يُذكر فيها اسم دحلان أمامه، وأن هذا الاستياء يظهر بوضوح على وجهه. 'لكن ثمة أمر مثير. دحلان، السياسي النشط والثري، الذي ارتبطت باسمه عشرات قصص الفساد،هو ليس العدو اللدود لرئيس السلطة الفلسطينية الحالي، محمود عباس. إنه مقرب جدا من سياسي إسرائيلي، اسمه أفيغدور ليبرمان'.

كذلك أشار فيشمان تحت عنوان ثانوي بمقالته التحليلية 'خطة تنصيب دحلان'، إلى أن 'ليبرمان يدخل إلى المنصب في إحدى أكثر الفترات حساسية في الضفة. القيادة الفلسطينية تستعد لليوم الذي يلي أبو مازن وتتطرف في تصريحاتها'.

اقرأ/ي أيضًا | يعالون يعلن استقالته رسميا وينتقد نتنياهو

وتابع فيشمان أن 'ليبرمان يؤمن، على سبيل المثال، أنه يجب الإطاحة بأبو مازن وتعيين محمد دحلان مكانه. لكن دحلان يعتبر عدوا في السلطة الفلسطينية. ومحاولة دفعه الآن إلى القيادة قد يجلب الفوضى'. 

التعليقات