قادة المستوطنين عينوا ليبرمان وينتظرون تسديد "الفاتورة"

تشمل هذه "الفاتورة" تكثيف البناء في المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية ومنع إخلائها وسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية وتسليمها للمستوطنين و"ردع" الفلسطينيين. ويأمل قادة المستوطنين أن يبذل ليبرمان جهودا لصالحهم أكثر من يعالون

قادة المستوطنين عينوا ليبرمان وينتظرون تسديد "الفاتورة"

أعمال توسيع مستوطنة "بيتار عيليت" (أ.ف.ب.)

ينتظر قادة المستوطنين أن يسدد أفيغدور ليبرمان 'فاتورة الحساب' عندما يبدأ مزاولة مهامه كوزير للأمن، بعد أن أسهموا في هذا التعيين من خلال عضويتهم في حزب الليكود الحاكم، وأقنعوا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بضمه إلى حكومته.

فقد مارس قادة المستوطنين، وهؤلاء بالأساس هم رؤساء مجالس إقليمية وبلديات في المستوطنات وأعضاء في حزب الليكود، ضغوطا من أجل منع ضم كتلة 'المعسكر الصهيوني' إلى الحكومة وتعيين رئيس هذه الكتلة، يتسحاق هرتسوغ، في منصب وزاري رفيع، وبدلا من ذلك سعوا إلى إدخال ليبرمان إلى الحكومة وتعيينه وزيرا للأمن، ويطالبون الأخير، الآن، بتسديد 'الفاتورة'، بحسب تقرير نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اليوم، الجمعة. ويؤكد ذلك عمق نفوذ المستوطنين وتغلغلهم، أكثر من أي فئة إسرائيلية أخرى، في أروقة الحكم في إسرائيل.

وتشمل هذه 'الفاتورة' تكثيف البناء في المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية ومنع إخلائها وسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية وتسليمها للمستوطنين و'ردع' الفلسطينيين. ويأمل قادة المستوطنين أن يبذل ليبرمان جهودا لصالحهم أكثر من سلفه موشيه يعالون، الذي هو الآخر فعل الكثير من أجل المشروع الاستيطاني.  

يعالون وليبرمان (رويترز)

وقال رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات 'شومرون' وعضو اللجنة المركزية لليكود، يوسي داغان، إن 'ليبرمان هو شخص جدي ويدرك الحاجة إلى مقولة صهيونية – قومية فخورة. وأنا مؤمن بأنه سنرى تغيرا للأفضل في مجال الأمن وكذلك في مجال الاستيطان. أنا أحترم (وزير الأمن المستقيل موشيه) يعالون... لكن ليس سرا أنه إلى جانب التعاون معه كانت هناك خلافات بيننا'.

وأضاف داغان، وهو أحد قادة المستوطنين الذين ساهموا من وراء الكواليس بضم حزب 'يسرائيل بيتينو' إلى الحكومة، أنه يتوقع من ليبرمان كوزير للأمن 'أن يعيد الردع إلى الجيش الإسرائيلي وإزالة العوائق أمام البناء في يهودا والسامرة (أي في المستوطنات)'. ورأى أن 'ليبرمان هو الرجل الذي بإمكانه إزالتها. وليس معقولا أن يستمر 500 ألف شخص (مستوطن) بالعيش في ظل تمييز قانوني. وبإمكان ليبرمان المساعدة في هذه الناحية أيضا ودفع فرض القانون الإسرائيلي على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وخاصة ما يتعلق بقوانين الأراضي'.

اقرأ/ي أيضًا | ليبرمان يحاول تحسين صورته: سأمارس سياسة مسؤولة

وأكد رئيس مجلس إقليمي الكتلة الاستيطانية 'غوش عتصيون' وعضو اللجنة المركزية لليكود، دافيدي بيريل، إنه 'علاقتي ممتازة مع ليبرمان الذي يقطن في نطاق مجلسنا. ونحن نتحدث عبر الهاتف بحرية، وساعد الواحد منا الآخر في مناسبات عديدة. وفي هذه الأثناء قدمت طلبي منه، وهو أن يبقي مستشار وزير الأمن للشؤون الاستيطانية، كوبي إليراز، في منصبه، لأنه يفهم الموضوع وخبير فيه. وبالطبع سأقدم طلبات أخرى لاحقا'.

وأضاف بيريل أنه 'لا أعرف إذا كان ليبرمان يفهم أو لا يفهم بالأمن، لكني أعرف أنه شخص لديه فكر قومي ويدرك احتياجات الدولة في هذه الفترة. ولديه خبرة وقدرة في مواجهة كافة أجهزة الحكم أيضا. وليبرمان لن يتراجع أمام مستشارين قانونيين. وسينظم الوضع. وقد رأينا لدى آخرين أن المستشارين يديرونهم'.

سرطان الاستيطان. مستوطنة 'معاليه أدوميم' (رويترز)

وانتقد بيريل يعالون لأنه 'حذر جدا. وهو يستمع إلى المحيطين به أكثر مما ينبغي، بدلا من أن يقول لهم ما ينبغي فعله. في المقابل، فإن ليبرمان قادر على العمل، وعلى سبيل المثال، تنظيم الأمور في الإدارة المدنية، وهو أمر لم يفعله يعالون. إذ أن أجندة الإدارة المدنية ليست أجندة قومية. وبمفهومهم فإن مهمتهم الاهتمام بالجميع، جميع السكان. وبنظري هذا خطأ أساسي. فنحن في صراع قومي. لا يجوز انتهاك حقوق العرب، ويجب السماح لهم بالعيش مثل البشر وتطير البنية التحتية عندهم، لكن في موضوع تقاسم الأراضي يجب منح الأفضلية للاستيطان اليهودي'.

وعبر قادة المستوطنون عن أملهم في أن يمنع ليبرمان هدم مبان في مستوطنات أو إخلاء بؤر استيطانية عشوائية. وقال رئيس مجلس إقليمي لمستوطنات 'بنيامين' في منطقة رام الله، أفي روئيه، 'إنني آمل ألا يخشى ليبرمان من تجربة طرق لم يجرؤ آخرون على التفكير فيها من أجل إنقاذ (البؤرة الاستيطانية العشوائية) عامونا والبيوت في عوفرا' التي شُيدت بدون تصاريح بناء وفي أراض بملكية فلسطينية خاصة.

لكن من الجهة الأخرى، نقلت الصحيفة عن قادة مستوطنين تخوفهم من إمكانية انقلاب ليبرمان ضدهم 'مثلما فعل أريئيل شارون'، في إشارة إلى خطة الانفصال عن غزة وتفكيك مستوطنات، وأنهم قد يشتاقون إلى 'ضبط النفس واستقرار يعالون'.

اقرأ/ي أيضًا | الاستيطان يتوسع: الاعتراف بمستوطنة جديدة على أراضي كفر الديك

كذلك فإن يعالون دفع الكثير من المخططات الاستيطانية. وقال رئيس بلدية مستوطنة 'أفرات'، وعضو اللجنة المركزية لليكود، عوديد رافيف، إن 'يعالون دفع قدما العديد من الخرائط الهيكلية. وصادق على تصاريح بناء وغيّر توجه النيابة العامة للرد على التماسات في المحكمة العليا ضد الاستيطان... وأنا آسف على رحيل يعالون، لقد كان وزير أمن ممتاز'. 

التعليقات